خلال يوم واحد فقط ! ينتهى اجتماع جدة على ما كان مأمولا منه من قبل الإدارة الأمريكية، حيث وافقت دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والعراق والأردن و لبنان على انضمامهم إلى حلف الولايات المتحدة لشن حملة عسكرية منسقة على تنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق، فيما اكتفت تركيا بدعمها الإنساني واللوجستي.
تحولات كبيرة شهدها الموقف الدولي تجاه الوضع في سوريا في الفترة الأخيرة، كانت نتيجة لتمدد تنظيم الدولة في المنطقة، واستفزازاته المستمرة للرأي العام العالمي والتي كان من أبرزها نشره لشريط مصور يحتوي على مشهد ذبح الصحفي الأميركي" جيمس فولي" على يد بريطاني يقاتل ضمن صفوف تنظيم الدولة.
الأسد يهزأ بأوباما وخطه الأحمر من جديد، فلا يمكن عد ضرب بلدة عثمان بالكيماوي إلا رسالة ساخرة في الوقت الذي يعلن فيه عن الانتهاء من تدمير مخزون الكيماوي السوري، لقد أخرج ورقة الكيماوي من جديد ليلعب بها ماداً لسانه للعالم، هل يمكن اتهام المعارضة؟!
من غير المستغرب, أن تحاول الأنظمة الاستبدادية والقمعية_الاستيطانية اغتيال المقاومات التي تقف في وجه مشاريعها, وطموحاتها ولكن الغريب أن تتخذ من قضية واحدة موقفين متناقضين, والأكثر غرابة أن تعينها قوى مقموعة على تحقيق أهدافها فتشوش صورة المقاومة وأهدافها وشرعيتها..
أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما توسيع العقوبات على قطاعات رئيسية بالاقتصاد الروسي والسبب , دعمها للانفصاليين في شرق أوكرانيا , وهدد أوباما موسكو - بمباركة ودعم الاتحاد الأوروبي وكندا- بتوسيع العقوبات و الضغط أكثر على الاقتصاد الروسي في حال متابعة بوتين الخطو في هذا المسار.
من الصدف غير الاعتيادية أن يتزامن رفع الثقة عن الحكومة المؤقتة برئاسة السيد أحمد طعمة من قبل الائتلاف السوري المعارض, وتحويلها إلى حكومة تصريف للأعمال إلى أن يتم تعيين حكومة جديدة؛ مع تحول الحكومة السورية بشكل تلقائي إلى حكومة لتصريف الأعمال أيضاً, إثر انتهاء مدة ولاية بشار وأدائه القسم لولاية جديد
يبدو أن المجتمع الدولي لا يزال يرى في نظام الأسد الخيار الأقل سوءاً لسوريا، وخصوصاً بعد تفاقم الأزمة وتمكن تنظيم الدولة الإسلامية من التمدد، و فرض نفوذه، و إعلانه مؤخراً قيام دولة الخلافة في المناطق التي يسيطر عليها داخل الشرق السوري والعراق. لقد بات وجود الأسد اليوم أكثر من مرغوب؛ لأنه يلبي حاجة المجتمع الدولي فعلى الرغم من توافر كافة الأسباب والمبررات الموثّقة الكفيلة بإدانته وتحويله مع عصابته إلى محكمة الجنايات الدولية؛ وتكامل جميع المسوغات للتدخل الجدي وضربه في معاقله ؛ لم تتخذ إجراءات جدّية تجاهه إلى الآن ،والشعب السوري واعٍ تماماً وقادر على استيعاب تداعيات هذا التخاذل الدولي تجاه الانتهاكات الانسانية، و المجازر، والاعتقالات التعسفية، والتهجير القسري الذي يمارس ضده من قبل نظام الأسد، والدول الداعمة له.
داعش صديق النظام اللدود، خرج من صحراء العراق تحمله رياح التغيير كما تحمل الريح الكثبان ليتنقّل في بلاد العربان، ويتكاثر في بؤر الفوضى ويقتات على بقايا الأنظمة الإجرامية. دوليا يلعب دور وحوش أفلتت من عقالها بعد تجويعها، ليتلذذ برؤية ضحيته تتمزق بين أنيابها.
وأخيراً نزع أوباما القناع وظهر بلونه الحقيقي عبر وسائل الإعلام بتصريح للشعب السوري ينص على أن تسليح المعارضة المعتدلة لن يجدي نفعاً في إسقاط نظام الأسد ! إذا فهل ستجدي المفاوضات نفعاً في إسقاطه ؟!
مازال الجسد السياسي للثورة السورية وهناً يتآكل من الداخل؛ ناهيك عن عجزه عن الانطواء تحت قيادة موحدة، بالرغم من المبادرات والدعوات التي وجهت للائتلاف من قبل ثوار الداخل والأحزاب والمثقفين المهتمين بالشأن السوري حول أهمية توحيد الجهود وإنهاء أزمة الثقة، إلا أن أي منها لم يلق الصدى المطلوب.