نور الدين العلوي يكتب: المطالب المسلطة على حكومة الانقلاب من جهات التمويل الخارجية تجبر الانقلاب من ناحية أولى على منع كل عمل احتجاجي على تنفيذ شروط المقرضين، وهي من ناحية ثانية تقلل حظوظ النقابة ووسائلها المعتادة في الضغط على الحكومات، وهو ما يعني بالنسبة لها فقدان كل وسيلة للمشاركة السياسية في السلطة من خارجها وهو المقعد المريح الذي اتخذته منذ الثورة
نور الدين العلوي يكتب: تغيير متدرج من الداخل بوسائل داخلية أساسا، تعزل المنقلب بالتدريج وتفرض عليه حكومة طيّعة للخارج الأمريكي خاصة (مع بعض الفائدة/ الرشوة لمن يحالفه مثل الأتراك والقطريين التجار)، وتستبعد التعطيل الفرنسي دون معاداته بشكل صريح. وتنتظر النتائج على مدى متوسط دون أن ينهار البلد أو يقع في حالة إفلاس؛ تغيير بأقل كلفة ممكنة وخروج متدرج من الأزمة دون ضجة التحولات الجذرية
نور الدين العلوي يكتب: البعض يفضل الهجرة السرية وهو حل فردي يائس، ولكن الاتجاه إلى المشروع الخاص يتأكد أيضا، ويواجه صعوباته بعناء لكن الانسداد يدفع إلى حل جذري في المجال الزراعي أولا، وقد يعيد "الانتشار" في الخدمات والصناعات الصغرى بما يسهل لنا قولا استشرافيا أن الليبرالية ستأتي وحدها دون أن تفرضها قوى التمويل الخارجية، لتخفي وجه دولة الريع إلى الأبد
نور الدين العلوي يكتب: أخشى ما نخشاه في هذه المرحلة التي يغلب عليها التردد والخوف أن نقول إن سلامة البلد تقتضي بقاء الانقلاب، فتذهب توقعاتنا بنهايته أدراج الرياح. فالمعارضة حتى الآن لم تجهز حلا وإنما تكتفي باستنزاف جمهورها المتحمس
نور الدين العلوي يكتب: الأطراف المتناقضة فيما بينها تناقضا وجوديا وجدت نفسها في موقع واحد أمام انقلاب يهدد وجودها، غير أنها لا تتفق على حل جماعي ففي الحل الجماعي يكمن خطر استعادة الديمقراطية والمؤسسات الشرعية وخاصة دستور 2014
نور الدين العلوي يكتب: سنقف كثيرا أمام المحاكم إسنادا للمتهمين، وسيناور الانقلاب بوسائل الدولة حتى يستنزفها، وسيقوم الشارع المتحفز للحياة بما يراه صالحا له، لكن هذا لا ينفي بل يؤكد ما ذهبنا إليه بأن الانقلاب ميت ينتظر من يدفنه، فكل ما نرى علامات على نهاية مرحلة..
نور الدين العلوي يكتب: لم نصل بعد إلى الاتفاق حول مقولة "لقد أخطأ الجميع في حق الثورة، وقد شارك الجميع في تفريغ الانتقال الديمقراطي من مضمونه وإضعاف جبهة الثورة لصالح المنظومة"، وهي الجملة المفتاح التي لا يمكن البناء إلا عليها للتقدم في اتجاه محو آثار الانقلاب ومحو ما قبله..
نور الدين العلوي يكتب: لم يبق لعموم الناس في الداخل إلا السخرية السوداء من شخص الرئيس وحزامه ومن معارضيه واللهاث وراء المواد المعيشية الضنينة، أما مصير البلد فواقع بين أيدي القوى الدولية
نور الدين العلوي يكتب: أبحث عن الخيط الرابط بين حركات الرئيس التونسي وحكومته في الخارج وأحاول قراءة دبلوماسيته فلا أجد مفاتيح، سوى غياب الرؤية وفقدان البوصلة، وهو سبب كاف لغموض المستقبل والمكوث في انتظار المجهول
نور الدين العلوي يكتب: هذا النمط من التفكير السياسي في تونس لا يكشف نوع النخب المتصدرة في المشهد فحسب بل يكشف أزمة أعمق. التونسيون يفضلون الخضوع للاحتلال الأجنبي على تحمل اختلافاتهم الداخلية؛ الاختلافات الضرورية/ الواقعية التي تبنى بها الديمقراطية
نور الدين العلوي يكتب: هذا ليس مقالا في التاريخ المتخصص، وإنما هو أقرب إلى التأملات التي يحرّضها يأس متراكم، وقد تحتمل تعسفا على التفاصيل الصغيرة التي تصنع وقائع كبيرة، ولكن لن نرد القلم عن خاطرة تسندها وقائع لا يمكن إخفاؤها خلف خطاب الوطنية..
التونسيون إزاء قطر صفان؛ أحدهما معجب ومناصر والآخر ساخر وهازئ ومعاد، ولكن الصفين يقفان على باب الدوحة طلبا لعقد عمل. وإذا كان المناصرون قد منحوا لأنفسهم حقا في قطر (هم) دون عِلم قطر، فإن العجب فيمن يرى قطر وسياساتها دولة رجعية متخلفة وخاضعة للأجندة الأمريكية ولكنه لا يستنكف أن يقف على بابها
وضع الانقلاب فرنسا في موضع يحرجها في الساحة الدولية، فهي الدولة الوحيدة التي تحمي الانقلاب من السقوط في الوقت الذي كانت تخطط فيه للترويج لوجهها الديمقراطي في أفريقيا المتمردة..
عودت الحكومات التونسية ومنذ زمن طويل مواطنيها بالغدر أثناء لعبة الكرة، فكثيرا ما استفاق الناس بعد مباراة مشهورة وخاصة بعد مشاركة جادة للفريق الوطني؛ على زيادة في ثمن المواد الحيوية. وإذا كان هذا حال المواطن مع حكومات مستقرة فكيف الأمر بحكومة الانقلاب الفاقدة لكل شرعية والعاجزة عن تمويل الموازنة؟
الشعب الذي يقاد بهذه السهولة لا يخيف جيرانه والمحيطين به، ولذلك يمكن الإملاء عليه واستعماله، بل ربما التمتع بإذلاله لتزجية الوقت في العواصم الكبرى التي بنت مجدها على تجارة العبيد ذات يوم
يجب أن لا ننقذ بعنوان مزيف اسمه إنقاذ الديمقراطية؛ أعداء الديمقراطية الذين لم يخجلوا من مساندة الانقلاب في تونس، وعندما حانت مرحلة التحالف ضد الانقلاب لم يقدموا أي علامة على حسن نيتهم تجاه المستقبل، وهي علامة بسيطة عنوانها لقد أخطانا في مساندة الانقلاب