جنود النظام وجنود التنظيم على طرفي نقيض، والمسافة بينهما يملؤها الانقلاب وعساكره وأدواته.. يرفضون الحياة، مجرد الحياة لكلا الطرفين المدني والإسلامي.. كلاهما عنده خائن لوطنه وإرهابي، وغالبية التيار المدني في السجون..
أين العقدة؟ وأين المشكلة؟ أليس من حق قرابة ملياري مسلم أن يعيشوا بحقوق ومساواة وعدالة باقي سكان المعمورة، أم أن العنصرية والمشاريع العقدية ما زالت ترتدي أقنعة المدنية والحضارة الغربية؟
هل يقدم الليبيون نموذجا مضافا للنموذج التونسي يبعث الأمل في نفوس باقي شعوب المنطقة التي تتلمس أي بوادر للنجاح والإفلات من مثلث الشيطان القائم في الخليج العربي؟
الصراعات الاستراتيجية لا تحسم بالضربة القاضية، لكنها تحسم بالنقاط الفنية. صحيح أن مربع ثورات الشعوب لا يملك الكثير من الأوراق والإمكانات، لكنه يملك ما لا تملكه بلدان وأنظمه وأجهزة الثورات المضادة.. يملك الحق وانه صاحب الشرعية.
يبقى الرهان على قاطرة التغيير وذاكرة الشعوب من النخبة الوطنية المتمثلة في المعارضة لكل استبداد وفساد، بنشر الوعي وتصحيح المفاهيم وتدقيق المعلومات ودحض الا?باطيل وبث الا?مل
الكيانات المعارضة الموجودة والعاملة مهما كانت قاصرة أو غير فاعلة بالدرجة المطلوبة، لكنها مهمة وحذفها ينشئ فراغا مضافا تتمدد فيه الكتائب والسرايا التابعة لمنظومة العسكر.
لا يحتاج الحراك الشعبي لقوى المعارضة التقليدية تقدم نفسها بديلا عن النخبة الحاكمة؛ بقدر ما يحتاج لطريق يمكنه من إزاحة النخبة الحاكمة، وبناء أسس جديدة لنظام سياسي جديد أكثر من حاجته لبرنامج سياسي تتوافق عليه المعارضة.
إن كان هناك من مصالحة، وهي فريضة شرعية وضرورة إنسانية وحقوق دستورية، فلتكن بهذا الترتيب المتدرج وإن طال الوقت، ليكون البناء على أساس وليس على وهم فيكون بيت العنكبوت.
الذي يعرفه البعض ولا تعرفه الأكثرية، أن السيسي لا يملك الصلاحية في قرار بهذا الحجم، فالسيسي في أحسن أحواله وكيل إقليمي لشركات ابن زايد لإجهاض ثورات الربيع العربي.
إن مما كشفه فيروس "كورونا" أن أسس النهضة والتنمية في مصر غير ممكنة في ظل النظام العسكري الاستبدادي الفاسد الذي صادر كل أسباب التنمية، وعلى رأسها البنية الصحية للفرد والمجتمع والدولة
بعد مرور تلك السنوات التي تلت الانقلاب الغاشم؛ انكشفت عبثية مشروع الثورة المضادة واستحالة إعادة عقارب الساعة إلى الوراء. ليس على مستوى واحد، بل على كافة مستويات الحكم والدولة
بهذا الخطاب الذي يغيبك وعيك بأسباب فقرك يُحْكِم شيخ الاستبداد قبضته (وقبضة سيِّده) على عقلكَ، فيجعلك عدوَّاً لنفسكَ؛ عدوَّاً لحقوقكَ، ولمصالحك الحقيقية
المتتبع لأحوال السجون المصرية في عهد السيسي من بعد الانقلاب العسكري حتى اليوم، يجد تكرارا لسياسات القمع من العهد البائد، وقد أضافوا إليها ممارسات الاحتلال التي تركها لهم بعد تطويرها ماديا ونفسيا، فكل ما استطاعوا الخروج به من درس التاريخ أن تلك هي الطريقة الوحيدة لإدارة هذا الشعب