أيها الحبر الأعظم أيها القادة الغربيون المدافعون عن حقوق الإنسان والمنددون بالمجازر والمصممون على حماية العدالة، سأصدق كل ما تقولون، وأبكي متأثراً وأنا أتابع الأخبار التي تبثونها عن ارتكاب الجنود الروس لمجرزة في بوتشا وفي أماكن أخرى مجهولة ستكشفون عنها قريبا،
كيف يمكننا الحديث عن هوية ما عربية أو إسلامية أو قُطرية في مواجهة هذه العاصفة التي تقتلع كل الهويات القديمة من جذورها، وتطرح علينا قَدَراً واحداً في شكل "اختيار لا بد منه" هو الشرق أوسطية الهلامية تحت القيادة الصهيونية؟
هذا جزء يسير من قصة الاستقلال في مصر، أردت به تنشيط التفكير وفتح باب التأمل والتساؤلات في تاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا، فالتفكير فضية لا يجب أن نتوقف عنها
هذه الهيمنة المتعجرفة ستؤدي إلى تشكيل بدائل دولية جديدة، ليخرج العالم من احتكار الدولار ونظام سويفت والقدر الأمريكي برمته، والرهان بحد ذاته على زول نظام وبزوغ نظام جديد
المشهد الصاخب لم يكن مجرد مشهد عفوي عبثي فوضوي بلا سيناريو مسبق ورسالة لاحقة، لكنه جزء من كل، حدث في تاريخ ممتد.. مشهد في فيلم طويل، فإما نشارك في كتابة السيناريو وإما ننتظر بقية الفرجة، وفي كل الأحوال فإن الفصول القادمة ليست رومانسية، بل دراما مروعة ومتقلبة وشيقة.
تبدو لي مصر باهتة ومستقرة في قاع القمع بلا جديد، فالأخبار كلها تشبه سطور تقارير الطب الشرعي في وصف جثة ريجيني.. لذلك فإنني مهتم أكثر هذه الفترة بالقضية المركزية، ولمن لا يعرف القضية المركزية بالنسبة لي أوضحها له في كلمة واحدة: إنها فلسطين
لن أقول وداعاً، وإن كان لا بد من وصية أو موعظة عند الوداع القصير، أقول لكم: لا تنسوا أن تفكروا في حديقتكم، لا تكثروا من هجاء الذباب ولا تنفقوا الجهد والوقت في مطاردة الناموس، اعتنوا بحديقتكم أفضل
الحكاية لا تبدو مفهومة في السياسة، لذلك لم أستطع فهم شيء من "بريد كلينتون"، ولا من تصريحات بايدن، ولا من تبشيرات ترامب المريضة بالجهالة المعاصرة، فالسلاطين جميعا يتحدثون بلغة غير لغتنا ويؤمنون بدين غير دين الناس، لذلك استوقفتني قصة اعتراف الولد الفقير للقس كما حكتها السيدة جلوك
لا يهم اسم الشهيد في قضايا الكرامة والشرف.. لا فرق بين عيسى وعويس.. لا تعنينا الأوراق الرسمية والروايات الرسمية.. تعنينا القصة والعبرة ومشاعر القلوب المكلومة مهما تغيرت الأسماء.
قد لا تعبر تظاهرات مصر عن أملنا في أنجاز مهمة التغيير السياسي للسلطة الراسخة، وقد لا تكون في المستوى المبهر الذي يسكن وجدان "أبناء يناير" بمختلف أجيالهم، لكن قدرة التظاهرات على التعبير تستحق الاحترام حتى لو لم تنجز التغيير، فالتعبير مرحلة مهمة من مراحل رفض الظلم والسعي للثورة،