إن العملية العسكرية في إدلب، ليست سوى ورقة ضغط روسية على تركيا لتحصيل تنازلات منها في ملفات ليس لها علاقة بإدلب، كما أن العملية العسكرية ستكون مهمة للنظام في هذه المرحلة، لتشتيت انتباه قواعده الشعبية عن الأزمة الاقتصادية..
من الصعوبة بمكان توقع حدوث ثورة شعبية في سوريا ضد النظام لأسباب اقتصادية، فالثورات الناجمة عن البؤس المادي والمعنوي في أقصى دراجاته كانت من سمات القرون السابقة قبل اكتشاف الثورة الزراعية، والتاريخ الحديث يعلمنا عدم وجود مثل هذه الثورات، باستثناء الماركسيين التقليديين الذين ما زالوا يعتقدون بها.
يقدم الكاتب والباحث السوري حسين عبد العزيز، قراءة للمشهد السياسي السوري الراهن، في جميع مستوياته السياسية والطائفية، ويرى أنه في مجمله نتيجة طبيعية لعهود من الاستبداد السياسي.
لم يكن القرار الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، ولا قرار الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري وليدي لحظة انتخابية عبر عنهما ترمب أثناء حملته الانتخابية، كما هو الحال بوعده حيال سحب القوات الأمريكية من سوريا.
هدف ترامب هو الوصول إلى صيغة مثلى للسياسة الخارجية بتقليص الانخراط الأمريكي المباشر في الصراعات الإقليمية، ومنها سوريا، من خلال البحث عن شركاء محليين وإقليميين ودوليين، يخففون من الحضور الأمريكي مع الحفاظ على المصالح الأمريكية العليا.
ترفض تركيا أي عملية عسكرية من حيث المبدأ في منطقة إدلب، لأنها تضرب عرض الحائط كل الجهود التي تقوم بها لترتيب المشهد الداخلي للمحافظة سواء على الصعيد العسكري أو على الصعيد الإداري المدني.
لا يجب المبالغة في مستوى الصراع الحاصل بين روسيا وإيران، فكل دولة ما تزال بحاجة للأخرى طالما تتواجد في الساحة السورية قوى إقليمية ودولية فاعلة، والأهم من كل ذلك أن النظام السوري لا يمكن الاستغناء عن إيران فهي الأقرب له من روسيا بالمعنى الاستراتيجي.
مع إعلان ترمب مؤخرا نيته تشكيل "منطقة آمنة" في شرق الفرات، عاد الحديث مرة أخرى عن ماهية هذه المنطقة، وعن إمكانية إنشائها بعدما فشلت كل المحاولات السابقة؟ وهل ترمب جاد فعلا في إقامة هذه المنطقة، أم لمجرد تمرير الوقت؟
في جميع السيناريوهات المطروحة، سواء وصل النظام السوري إلى الحدود مع تركيا أو قامت تركيا بشن عملية عسكرية، فإن الأكراد أمام مرحلة جديدة: خسارة في الأرض وخسارة في السياسة، وخسارة في الأيديولوجيا.
ما هي خلفيات وتداعيات قرار الولايات المتحدة الأمريكية بسحب قواتها العسكرية من سوريا؟ الكاتب والباحث السوري حسين عبد العزيز يجيب عن هذا السؤال في المقال التالي:
لا شك أن روسيا حققت نجاحا كبيرا في تغيير قواعد الإشتباك ومنع إسرائيل من توجيه ضربات عسكرية داخل سورية منذ إسقاط طائرة "إيل 20" في 18 أيلول / سبتمبر الماضي.
في آذار/ مارس الماضي أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الجيش يتجهز للسيطرة على أربع مناطق شمال سوريا (عين العرب/ كوباني، تل أبيض، رأس العين، الحسكة)..
يقلّل الكاتب والباحث في الشؤون السياسة السورية حسن عبد العزيز من الرهان على تشكيل اللجنة الدستورية في سورية، بالنظر إلى عدم جدية النظام تجاه أي انتقال ديمقراطي حقيقي، وبسبب حسابات الأطراف الدولية ذات الصلة بالملف السوري.