الأداة الوحيدة لردم الانفصام بين الشعب والدولة العراقيّة هي السعي لبناء منظومة الدولة العادلة، وهذه بدورها تقود لمرحلة بناء الإنسان، وهي المرحلة الأهم، ودون هذه الخطوات لا يمكن لأيّ قوّة أن تنجح في قيادة البلاد، حتّى ولو بالقبضة الحديديّة
بخلاف معظم التسريبات التي تشير إلى أنّ حكومة الكاظمي انتقالية ومؤقتة لترتيب أوراق البلاد لمرحلة انتخابات مبكّرة، إلا أنّ تدقيق النظر في البرنامج الحكوميّ يؤكّد أنّها حكومة طويلة الأمد، وستكمل المرحلة المتبقّية من عمر حكومة عادل عبد المهدي، وربّما في نهايتها ستدعو لانتخابات برلمانيّة!
يبدو أنّ الكفّة تميل إلى الطرف الرافض للزرفي لأنّ غالبيّة السياسيّين، بمن فيهم المؤيّدون له، يخافون من الملاحقات القانونيّة، أيضاً لا يمكنهم كسر إرادة "الطرف الثالث" الرافض للزرفي!
الأزمة العراقيّة اليوم شائكة، ولا تتمثّل في الخلافات داخل البيت السياسيّ الشيعيّ حول رئيس الوزراء المكلّف عدنان الزرفي فحسب، بل نحن أمام مُشكلة نُخبوية
الواقع يؤكّد بأنّ ساسة العراق يَلعبون بالدستور، وينتقون منه ما يتماشى مع أهوائهم ومصالحهم، ويلقون كلّ الموادّ الدستوريّة التي تثبت حقوق المواطنين في البحر!
المتظاهرون العراقيّون رقم صعب جداً في الواقع الجديد، لا تعزله رغبة سياسيّة غير وطنيّة، ولا إرادة خارجيّة حاقدة، ورسالتهم ستقود العراق إلى الحالة الأفضل والأجمل، وستملأ حياة العراقيّين بالعدل والحرّيّة والسلام والديمقراطيّة