بعد أشهر قليلة من قيامه بانقلاب عسكري على الرئيس
محمد مرسي؛ تحدث قائد الانقلاب عبدالفتاح
السيسي لرئيس تحرير صحيفة الأخبار، ياسر رزق، عن حلم يتكرر كثيرا في منامه، وهو لقاؤه بالرئيس
المصري الراحل أنور
السادات، وتنبؤه له بأن يصبح حاكما لمصر.
وأبدى السيسي في تسجيل مسرب سابق، إعجابه بشخصية السادات، وأنه يراه من أفضل حكام مصر، وظهرت لاحقا محاولات السيسي لتقليد السادات في عدة مناسبات.
لكنّ كتابا إسرائيليين ومصريين يرون تشابها من نوع آخر بين السيسي والسادات، حيث أكدوا أن قائد الانقلاب أصبح في الفترة الأخيرة يسير على خطى الرئيس الراحل، وتوقعوا أن يلقى مصرعه في النهاية مقتولا مثله.
السيسي يواجه أزمة السادات
وقال محلل الشؤون العربية بالقناة الأولى الإسرائيلية، عوديد جرانوت، في تقرير له عن تفجيرات الكنائس التي نفذها
تنظيم الدولة في الفترة الأخيرة، إن "السيسي بات يواجه نفس الأزمات التي كان يواجهها الرئيس الراحل أنور السادات"، موضحا أن "السيسي ليست لديه تقديرات أمنية مناسبة، أو معلومات حول خلايا التنظيم في كبرى المدن المصرية".
وأضاف جرانوت: "في عام 1981 تم
اغتيال السادات بعد أن فشل في التصدي لجماعات الإسلام المتشدد التي حرقت العديد من الكنائس القبطية، وهي الآن أيضا المشكلة الحقيقية التي يعاني منها السيسي، فليس لديه تقديرات أمنية مناسبة، أو معلومات عن خلايا
داعش في القاهرة والإسكندرية".
وعلى المستوى المحلي؛ توقع كاتبان مؤيدان للانقلاب أن يواجه السيسي المصير ذاته الذي واجهه السادات، حيث كتب الصحفي جمال الجمل عبر "فيسبوك"، قائلا إن "السيسي يرتب بخطوات متسارعة للقاء الرئيس الراحل محمد أنور السادات.. ولله الأمر من قبل ومن بعد".
وأضاف: "قائد الانقلاب يرتب بقراراته، وآخرها إعلان حالة الطوارئ، ليلقى مصير السادات" في إشارة إلى قرب اغتياله.
وأثار هذا الرأي غضب الإعلامي أحمد موسى الذي اتهم الجمل بأنه يهدد السيسي بالاغتيال، مطالبا الأجهزة الأمنية بملاحقته. لكن الجمل رد عليه بقوله: "أنا أعرف جيدا ما أقول، وتعبيراتي مصاغة بدقة، وأحمد موسى هو الذي حرض في برنامجه على قتل الرئيس، كما حرض من قبل على القتل عموما".
وفي السياق ذاته؛ دعا الإعلامي المؤيد للانقلاب، سيد علي، إلى تجهيز بديل لمنصب رئيس الجمهورية، تمهيدا للانتخابات الرئاسية المرتقبة في حزيران/ يونيو 2018 في حالة غياب السيسي المفاجئ في أي لحظة.
وضرب علي في مقالة له بصحيفة "الأهرام" الحكومية بعنوان "صناعة البديل" بعض الأمثلة لتجهيز البديل بالسادات الذي كان نائبا لعبد الناصر، ومبارك الذي كان نائبا للسادات، منتقدا معارضة بعض مؤسسات الدولة لمناقشة مسألة وجود بديل للسيسي، وتخوين من يتحدث عن ذلك.
السيسي على خطى السادات
من جهته؛ قال الباحث السياسي محمد شوقي، إن "النظام أصبح يعادي أطرافا كثيرة في المجتمع بحجة محاربة الاٍرهاب، ومع ذلك هناك قصور أمني واضح في محاربة الاٍرهاب، حيث أصبحنا نرى تحركات وعمليات للإرهابيين في كل الأماكن، وليس في سيناء فقط".
وأضاف شوقي لـ"
عربي21" أن "هناك تشابها بين هذه الفترة وبين أواخر عهد السادات، وتحديدا الاعتقالات التي نفذها في شهر أيلول/ سبتمبر 1981، عندما كان السادات يعادي الجميع في هذه الفترة، كما أن هناك نقطة تشابه أخرى بين الفترتين؛ هي ضعف الأمن، وغياب المعلومات الكافية عن الإرهابيين من جماعات الإسلام السياسي".
وتابع: "أخشى أن لا يستمر الوضع الأمني على هذا المستوى من التردي، ولا أتمنى أن يحدث اغتيال أو ما شابه لرئيس الجمهورية، فهذا التطور سيكون في غاية الخطورة على المستوى السياسي والأمني للبلاد؛ لأنه لا يوجد بديل على الساحة للسيسي، ونحن الآن نعاني من أزمات حادة، فما بالك إذا حدثت حادثة من هذا النوع وليس لدينا بديل؟ أعتقد أن الأوضاع ستكون أسوأ مما نحن فيه بكثير".
الأوضاع مختلفة
لكن المحلل السياسي عمر هاشم، رأى أن المقارنة بين حالتي السيسي والسادات ليست سليمة على الإطلاق، مشيرا إلى أن "الأوضاع في عهد السادات كانت مختلفة إقليميا ومحليا".
وأضاف لـ"
عربي21": "حتى لو تشابه الرئيسان في بعض القرارات، كاعتقال المعارضين، أو مواجهة الإرهاب؛ فإن الأمر مختلف من جهات أخرى، فالسادات كان يعادي كل الناس، حتى الدول العربية دخل معها في خلافات بسبب توقيعه اتفاقية كامب ديفيد، وأصبح الكل أعداءه إلا إسرائيل والولايات المتحدة، لكن السيسي لديه علاقات جيدة في المنطقة مع السعودية والإمارات".
ورأى هاشم أن "السيسي يعادي شرائح في المجتمع المصري فقط، على عكس السادات الذي كان يعادي الجميع تقريبا، داخليا وخارجيا، كما أنه في عهد السادات كان هناك بديل وبديلان للرئيس؛ يمكن لأحدهما تولي المسؤولية إذا حدثت أمور طارئة، حيث كان مبارك نائبا للسادات، لكن في الوقت الحالي لا يوجد بديل للسيسي سوى الجيش، ووجود الجيش في حد ذاته سيؤدي إلى استمرار الأزمات التي نعيشها الآن".