سياسة عربية

موقف محرج للسيسي يسببه أحد وزرائه مع رئيس أجنبي (شاهد)

عبد الفتاح السيسي غضب من تجاهل وزيره طارق قابيل لتنبيهه - أرشيفية
ظهر رئيس الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي بموقف محرج مجددا، بعدما غفل وزير التجارة والصناعة المصري طارق قابيل عن بروتوكول مصافحة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الجيبوتي محمود علي يوسف، عقب الانتهاء من توقيع توقيع اتفاقيات تعاون مشترك للتبادل التجاري بين البلدين بالقاهرة.

وحاول السيسي تنبيه وزيره بحركة منه لمصافحة الوزير الجيبوتي، إلا أن الوزير المصري لم يلحظ حركة السيسي وغادر منضدة التوقيع مباشرة ليأخذ مكانه بين مسؤولي البلدين الذين حضروا توقيع الاتفاقيات.


وجاء ذلك قبيل مؤتمر صحفي عُقد في قصر "الاتحادية" الرئاسي، بحضور السيسي، ونظيره الجيبوتي، الاثنين، لتوقيع عدد من اتفاقيات التعاون بين البلدين، في مجالات التعليم والتجارة والاقتصاد والصحة.



وشهد السيسي و"عمر جيليه" توقيع الاتفاقيات، حيث سبق وزير التجارة والصناعة طارق قابيل، في التوقيع والمصافحة، مع الجانب الجيبوتي، وزيران مصريان، وتلاه ثلاثة آخرون، فضلا عن توقيع مذكرة تفاهم بين هيئة قناة السويس وهيئة الموانئ والمناطق الحرة في جيبوتي.

وبحسب وكالة "أنباء الشرق الأوسط"، الحكومية المصرية، عقد السيسي جلسة مباحثات، بقصر "الاتحادية"، الاثنين، مع رئيس جيبوتي، الذي يزور مصر حاليا، لمناقشة سبل تعزيز علاقات التعاون بين البلدين، في مختلف المجالات، وأعقبها مؤتمر صحفي مشترك، والتوقيع على قرابة سبع اتفاقات تعاون ومذكرات تفاهم.



ويُذكر أن السعودية اتفقت مع جيبوتي على إقامة قاعدة سعودية في الأراضي الجيبوتية، على مداخل خليج عدن، الأمر الذي قابلته مصر بتحركات مضادة لوقف هذا الاتفاق، وفق تقارير إعلامية مصرية وعربية، على اعتبار أن تلك المناطق محسوبة على النفوذ المصري، وتقع في نطاق أمنها القومي، في أقصى الجنوب.

وكان وزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف، أعلن قبل أسابيع، ترحيب بلاده بوجود عسكري سعودي على أراضي بلاده، قائلا في حوار صحفي إنه "جرت زيارة استكشافية لقيادات عسكرية سعودية إلى بعض مناطق جيبوتي، التي ستستضيف الوجود العسكري السعودي"، مضيفا: "نحن طبعا وافقنا على ذلك مبدئيا".

وجيبوتي دولة عضو في جامعة الدول العربية، وتقع على الشاطئ الغربي لمضيق باب المندب، وتبلغ مساحتها 23 ألف كيلومتر مربع، ويقدر عدد سكانها بنحو 864 ألف نسمة، ويعيش نحو خمس سكان البلد تقريبا تحت الخط العالمي للفقر بنحو 1.25 دولار يوميا.

وتمثل جيبوتي أهمية قصوى بالنسبة لمصر، لا سيما أنها من المحاور الأساسية لأمن القاهرة المائي والاقتصادي والأمني، خاصة في ظل اتساع رقعة الخلافات بين مصر وإثيوبيا والسودان حول ملف حوض النيل، وإنشاء أديس أبابا سد "النهضة" الإثيوبي.

وتُعتبر جيبوتي من الدول ذات الموقع الاستراتيجي في القارة الأفريقية، إذ تقع على الشاطئ الغربي لمضيق باب المندب، الذي يُعتبر الشريان الحيوي، والمدخل الرئيس، لقناة السويس، وبدونه لن تكون هناك قناة.

وتحدها من الشمال إريتريا ومن الغرب والجنوب إثيوبيا، والصومال من الجنوب الشرقي فيما تطل شرقا على البحر الأحمر وخليج عدن.

ولأهمية هذا الموقع الاستراتيجي، لا سيما أنها من المحاور الأساسية لأمن القاهرة المائي والاقتصادي والأمني، ظهرت في الآونة الأخيرة أصوات مصرية تنادي بضرورة إقامة مصر لقاعدة عسكرية في جيبوتي؛ لحماية الأمن القومي للبلاد، إذ تعتبر جيبوتي مركزا للقواعد العسكرية الخارجية، سواء من أمريكا والصين وفرنسا واليابان والسعودية.