كشف سكان محليون من
الموصل، أن حربا أخرى تدور بين القوات
العراقية ومقاتلي تنظيم الدولة، خلال أوقات توقف الاشتباكات بالأحياء الشرقية والشمالية في المدينة، تتمثل بمكبرات الصوت.
وبحسب شهادات من المدينة، فإن تنظيم الدولة يستخدم
مكبرات الصوت في المساجد "إيذانا بعمليات انتحارية، واشتباكات"، بينما تلجأ إليها القوات العراقية "لبث أغان وطنية، لشحذ همم جنودها".
وقال موفق علي العبيدي، وهو أحد النازحين من حي المصارف (شمال الموصل)، إن "أغلب السكان في الأحياء الساخنة من الموصل وحتى القوات الأمنية، باتت تعلم بقرب هجوم بسيارة مفخخة يقودها انتحاري، إذ إنها تتعالى التكبيرات في الجوامع التي يسيطر عليها التنظيم، ثم يقع انفجار ضخم جدا عقب دقائق قليلة".
وأضاف: "لا نعلم، ما إذا كان التنظيم نجح بالوصول لهدفه أم لا، لكننا واثقون من أن كل تفجير من هذا النوع يدمر منازل عدة، ويوقع خسائر بالأرواح".
وأفاد العبيدي (45 عاما) بأنه "خلال الأوقات التي تتوقف فيها الاشتباكات، يمكننا سماع مكبرات الصوت التي ترافق القوات العراقية، التي تبث أغاني وطنية وحماسية، تشيد بشجاعة الجنود، وتتوعد
داعش بالهزيمة والسحق".
وقال إن المساجد الخاضعة لسيطرة التنظيم تدعو الأهالي "للجهاد والتبرع بالدم".
وأوضح العبيدي أن "الخروج من بيوتنا في الموصل، أمر مؤلم لنا، لكنه شرّ لا بد منه".
وتابع بأن "أكثر ما يخيف من بقي في داخل الموصل؛ المفخخات التي يرسلها مقاتلو التنظيم لمهاجمة القوات العراقية في الأحياء السكنية المكتظة بالسكان، القابعين في بيوتهم".
من جانبه، قال وسام البدري، وهو نازح آخر في الخيمة المجاورة، إن "قناصي تنظيم الدولة وقذائف مدافع الهاون التي يطلقونها؛ تعد ثاني خطر على الأهالي، بعد السيارات المفخخة التي يقودها الانتحاريون".
وبحسب شهادته، فإن "قناصي التنظيم قتلوا الكثير من المدنيين، وأنا أعرف أنهم قتلوا رجلا كهلا، في حي الزهراء (شرق الموصل) بطلقة قناص، عندما ذهب لتفقد بيته بعد وقوع قذيفة بجانبه، وسمعنا عشرات القصص المتشابهة من نازحين آخرين وصلوا مؤخرا للمخيم".
تجدر الإشارة إلى أن تنظيم الدولة، بات يعتمد إطلاق قذائف الهاون والمقذوفات الصاروخية من أجل إعاقة تقدم القوات المسلحة نحو مركز الموصل، من محورها الشرقي.
وفي 17 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، انطلقت معركة استعادة الموصل، التي سيطر عليها تنظيم الدولة صيف 2014، بمشاركة 45 ألفا من القوات التابعة لحكومة بغداد، من الجيش والشرطة، مدعومين بمليشيا الحشد الشعبي، إلى جانب "البيشمركة".