سياسة عربية

كيري في الرياض ومساع أمريكية جديدة لإيجاد حل في اليمن

وزير الخارجية الأمريكي جون كيري سيلتقي نظيره السعودي عادل الجبير - أرشيفية
وصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الأربعاء، إلى السعودية في زيارة يتوقع أن تركز على الدفع باتجاه حل في اليمن، في أعقاب فشل مشاورات رعتها الأمم المتحدة وتزايد القلق بشان الكلفة البشرية للنزاع.

ويلتقي كيري في زيارته ليومين بالبلد مسؤولين سعوديين بينهم نظيره عادل الجبير، ووزراء خارجية دول خليجية. كما يجتمع مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ومساعد وزير الخارجية البريطانية لشؤون الشرق الأوسط توبياس الوود.

ويرجح خبراء أن يكون النزاع على رأس أولويات لقاءات كيري السعودية، رغم عدم تفاؤلهم بنتائج مغايرة لزيارات سابقة قام بها.

ويقول الباحث في "شاتام هاوس" في لندن بيتر سالزبوري، إن ثمة "ضغطا متزايدا" من قبل أطراف في إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، لإنهاء الحرب في اليمن بأسرع وقت ممكن.

ورغم أن واشنطن من أبرز مورّدي الأسلحة للسعودية، يعتبر سالزبوري أن "للأمريكيين قدرة محدودة لإنتاج تسوية سلمية ذات معنى".

ويرى أن المسعى الدولي لحل النزاع، والمرتكز على قرار مجلس الأمن الرقم 2216، يعني عمليا دعوة المتمردين إلى "الاستسلام"، كما يعتقد سالزبوري أن أيا من الطرفين غير مستعد لتقديم تنازلات للحل.

ويأتي تعنت الطرفين في ظل غياب تبدل جذري في الوضع الميداني منذ أشهر، فمنذ استعادت قوات هادي بدعم من التحالف في الصيف الماضي، خمس محافظات جنوبية كان يسيطر عليها المتمردون، لم يحقق أي من الطرفين تقدما وازنا على حساب الآخر منذ ذلك الحين.

معاناة المدنيين 

ويتحمل المدنيون الكلفة الأكبر للنزاع في اليمن الذي كان يعتبر أفقر بلد عربي حتى قبل النزاع.

 وبحسب الأمم المتحدة، فالوضع الإنساني "يواصل التدهور" بعد مقتل أكثر من 6600 شخص نصفهم تقريبا من المدنيين، في حين أن الملايين في حاجة إلى الغذاء والمياه النظيفة والتعليم الجيد.

 وكرر مسؤولون أمريكيون خلال الأشهر الماضية دعوتهم التحالف بقيادة السعودية إلى تفادي إصابة المدنيين.

مقتل مسلحين في غارة بشبوة
 
ولقي ثلاثة مسلحين يشتبه في انتمائهم لتنظيم "القاعدة" حتفهم، الأربعاء، إثر غارة نفذتها طائرة بدون طيار يُرجح أنها أمريكية على محافظة "شبوة"، شرقي اليمن، حسب شهود عيان.

وقال الشهود، إن طائرة بدون طيار، نفذت اليوم غارة جوية استهدفت سيارة "هايلوكس" (دفع رباعي)، بمنطقة "الوطاة"، الواقعة بين مديرية "نصاب" ومدينة "عتق"، مركز محافظة شبوة.

وأضاف الشهود أن الغارة أدت إلى احتراق السيارة، ومقتل ثلاثة مسلحين كانوا على متنها، من دون أن يتم التعرف على هوياتهم بعد.

وأشار الشهود إلى أن المنطقة كانت قد شهدت تحليقا مكثفا، منذ الصباح، لطائرة بدون طيار، يعتقد أنها أمريكية، في سماء المنطقة قبل تنفيذ الغارة.

اليمنيون بحاجة لدعم نفسي 
 
وقالت منظمة الصحة العالمية، الأربعاء، إن اليمنيين بحاجة متزايدة للدعم النفسي بسبب استمرار الصراع في البلاد منذ آذار/ مارس 2015.

جاء ذلك على لسان ممثل الصحة العالمية في اليمن أحمد شادول، في تقرير نشرته المنظمة على موقعها الإلكتروني.

وأشار "شادول" إلى أن استمرار الصراع في اليمن "أدى إلى تفاقم الحالة النفسية للسكان".

وأضاف: "نحن ملتزمون بتأهيل قدرات الموارد البشرية في اليمن، لتقديم خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي للمحتاجين".

ولفت إلى أن اليمن لديه فقط 40 من الأخصائيين للأمراض النفسية، يتركز أغلبيتهم في العاصمة صنعاء، معتبرا أن هذا العدد "لا يرقى إلى حجم الضغوط من الحرب التي خلفت أكثر من 3 ملايين نازح داخليا، وأودت بحياة أكثر من 6600 شخص منذ آذار/مارس 2015".

وحسب التقرير، دربت المنظمة حتى الآن 120 من العاملين في مجال الصحة، في إطار خطتها لدمج الصحة النفسية في خدمات الرعاية الصحية الأولية.

وأفصح التقرير عن خطة المنظمة التي تهدف لتطوير قدرات 200 من العاملين في مجال الصحة في جميع أنحاء البلاد.

آخر التطورات..  قصف مواقع للحوثيين

وفي آخر التطورات باليمن، شنت مقاتلات التحالف العربي سلسلة غارات جوية على مواقع يسيطر عليها الحوثيون والقوات العسكرية الموالية للرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، بمحافظة حجة 123/ شمال غرب العاصمة صنعاء.

 وقالت مصادر محلية إن المقاتلات قصفت مواقع متفرقة للحوثيين وقوات صالح في منطقة الدوار بمديرية مستبأ، واستهدفت غارة مستوصف المجد الذي حوله الحوثيون إلى ثكنة عسكرية.

وبحسب المصادر، فقد أدت الغارات إلى تدمير دوريتين عسكريتين للحوثيين وقوات صالح، في حين لم تتضح على الفور ما إن كانت هناك خسائر بشرية.

في سياق آخر، أفاد المركز الإعلامي للمقاومة الشعبية، بمحافظة البيضاء 268/ شرق صنعاء/ بمقتل أربعة حوثيين في كمين نصبه رجال المقاومة لهم.

وذكر المركز، في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن رجال المقاومة نصبوا كمينا مسلحا استهدف دورية للحوثيين في منطقة "العوسج" بمديرية ذي ناعم، أسفر عن مقتل أربعة حوثيين وجرح اثنين آخرين وإحراق الدورية.

ويسيطر الحوثيون على أجزاء واسعة من محافظة البيضاء منذ نحو عامين، وتشهد عدة مناطق في المحافظة مواجهات مسلحة بين الحوثيين وقوات صالح من جهة، ورجال المقاومة الشعبية من جهة أخرى.

ويشهد اليمن حربا منذ حوالي عام ونصف العام، بين القوات الموالية للحكومة اليمنية (الجيش الوطني والمقاومة الشعبية) من جهة، ومسلحي جماعة أنصار الله "الحوثيون"، وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، من جهة أخرى، مخلفة آلاف القتلى والجرحى، فضلا عن أوضاع إنسانية وصحية صعبة.