هاجم الصحافي
الإسرائيلي "
جدعون ليفي" نظيره الصحافي اليهودي الأمريكي "جفري غولدبرغ" الذي أعلن عن مقاطعة صحيفة "
هآرتس" بسبب نشرها مقالة لمؤرختين يهوديتين أمريكيتين قالتا فيها لماذا هما تتركان
الصهيونية، والذي نشر في "هآرتس" باللغة الإنجليزية. ومقالتي "نعم، دولة الشر" (31/7).
وقال "جدعون ليفي" في مقال بعنوان " الليبرالي غولدبرغ" نشر الخميس: "توجد فانتازيا لجفري غولدبرغ. ومثل كل فانتازيا، علاقتها مع الواقع ضعيفة. ولكن إياكم أن تجرؤوا على تخريب فانتازيا غولدبرغ. فهو سعيد جدا من ذلك. غولدبرغ ليبرالي متنور يمثل تطور يهود الولايات المتحدة والليبراليين والمثقفين. وهو صهيوني، أكيد صهيوني. وصديق لإسرائيل، أكيد صديق لإسرائيل. مقرب من باراك أوباما وهو صحافي هام. إنه يقوم بزيارة نتنياهو، ولديه أصدقاء إسرائيليون ليبراليون ومتنورون مثله".
وتابع ليفي: "في فانتازيا غولدبرغ إسرائيل هي دولة متنورة مثله، ليبرالية، ديمقراطية وعادلة. إياكم التشكيك بذلك. فليبرالية غولدبرغ لن تحتمل ذلك. غولدبرغ سيتحدث ويمدح حرية التعبير في إسرائيل مثلما فعل في مؤتمر "هآرتس" في فالو ألتو قبل سنة، وسيقول إنه بفضل الصحافة الحرة والنقاش الجماهيري اليقظ فإن أمريكا تحب إسرائيل".
"هآرتس تقوم بفعل شيء لا يغتفر في نظر غولدبرغ. فهي تحطم الفانتازيا في أعقاب مقالة لمؤرختين يهوديتين أمريكيتين قالتا فيها لماذا هما تتركان الصهيونية، والذي نشر في "هآرتس" باللغة الإنجليزية. ومقالتي "نعم، دولة الشر" (31/7)، قرر غولدبرغ أنه سيكف عن التعاطي مع الصحيفة. وقد كتب لـ 107 آلاف من متابعيه في "تويتر" أن مقالات كهذه تثير اشمئزازه. النازيون الجدد، كما قال، ينشرون مقالتي، لذلك يجب أخذ استراحة من هآرتس".
وأضاف: "كنت سأكون سعيدا لو عرفت من هم النازيون الجدد الذين ينشرون مقالتي: النازيون الجدد واليمين المتطرف هم من أفضل أصدقاء إسرائيل في الوقت الحالي. هل غولدبرغ قصد أن حركة الـ بي.دي.أس هم النازيون الجدد؟ وأنا لم أفهم بعد إذا كانت المقالات حقيقية واستخدامها فقط هو الذي يغضب غولدبرغ. محظور نشرها لأن النازيين الجدد يقومون بنشرها؟ أم إنها غير حقيقية؟ ومن وراء كل ذلك يختفي التفكير البدائي بأن من ينتقدون إسرائيل هم الذين يتسببون بسمعتها السيئة، وليس أفعالها وسياستها. وأن انتقاد إسرائيل يأتي بسبب مقالات "هآرتس" وليس جرائم الاحتلال. الفيلم عن جندي حرس الحدود والدراجة الهوائية أول أمس سبب لإسرائيل الضرر في العالم أكثر من كل مقالات هآرتس".
وأوضح: "غولدبرغ يعتقد أنه لم يكن من الواجب عرض الفيلم بسبب النازيين الجدد. هل مللت يا جفري من "هآرتس"؟ لقد مل الفلسطينيون أكثر منك من الاحتلال. فهم أيضا يريدون استراحة".
وأفاد: "لنتحدث الآن عن الأساس: غولدبرغ يعتقد أن الدولة التي تقوم بقمع 4 ملايين إنسان هي دولة متنورة تنفذ القيم الليبرالية الغربية. وأن الدولة التي يسود في ساحتها الخلفية نظام القمع والفصل العنصري منذ 50 سنة هي دولة ديمقراطية. هل يسمي غولدبرغ بلاده ديمقراطية لو كان هناك تمييز عنصري في ولايات الجنوب؟ لا أحد يصادر حقه في خداع نفسه وخداع قرائه، لكن الغولدبرغيين يتحملون ذنبا كبيرا. فبسببهم يستمر الاحتلال. وهم الذين ينشرون كذبة الديمقراطية الإسرائيلية والليبرالية. والدخان الذي يبثه غولدبرغ في الولايات المتحدة يسمح بذلك. وهو يريد الاستمرار في مدح إسرائيل. والمهم فقط هو ألا تقترب من الجالية الإصلاحية ونساء المبكى، وتجاهل كل ما تفعله إسرائيل ضد الفلسطينيين".
"هآرتس ستستمر بدون القارئ غولدبرغ، لكن إسرائيل ستكون دولة أخرى بدون هذه الصحيفة، ستكون دولة يخجل منها حتى غولدبرغ الدعائي، بدون صحافة حقيقية وبدون انتقاد حقيقي. من الذي سيغطي موضوع الاحتلال؟ القناة 2؟ ومن سيغطي موضوع طالبي اللجوء؟ "يديعوت أحرونوت"؟ ومن الذي سيغطي الأضرار التي ستلحق بالديمقراطية؟ "إسرائيل اليوم"؟".
وخلص ليفي قائلا: "هذه هي الدولة التي يريد غولدبرغ الاستمرار في الفانتازيا عليها من واشنطن. شكرا، نحن لا نريد ذلك".