مقالات مختارة

اتفاقية سايكس كيري بيكو لافروف

1300x600
الغرب يستخدم الشيعة السياسية لتحقيق مشروع كيري لافروف (وزيري خارجية الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية) لإعادة ترسيم حدود منطقة الشرق الأوسط، مقابل وعود بجعل الدول شيعية المذهب هي المسيطرة، والشيعة كتيارات سياسية منقسمون حول مشروع كيري لافروف التقسيمي، فمنهم من يرفض بدافع وطني وديني ومنهم من يعتبر أنها فرصة لا تعوض.

المؤلم أن إيران، وهي جارة إسلامية، التي ترفع لواء المظلومية الشيعية أصبحت في ظل نظام حكمها الحالي خنجرا يطعن الدول العربية في مقتل مما يجعلها في مصاف الأعداء لا الأصدقاء، وما الإعلان الرسمي بأن القائد بالحرس الثوري الإيراني سليماني يعمل مستشارا للحكومة العراقية، والذي تم بنصيحة غربية، إلا تأكيد على حجم المخطط الذي يعد ضد الدول العربية.

التيار المتعصب للعرق الفارسي والذي يحكم إيران حاليا باسم الدين يدعم هذا المشروع التقسيمي لأسباب عدة، من أهمها أن الغرب سيدعم أي تحرك إيراني للسيطرة على الإقليم، وهو ما يتم حاليا بالفعل في العراق وسوريا، وكذلك لأن النظام الإيراني الذي يواجه ثورة داخلية صامتة بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية يريد الهرب من كل ذلك بالانشغال بقضايا خارجية كبرى تجعل الصوت المعارض له في الداخل كما لو كان خائنا لإيران.

التصدي لمشروع كيري لافروف بدأ بالفعل بتحرك سعودي ودعم خليجي وأردني وتركي وباكستاني، ونوعا ما مصري، ونقاط المواجهة لم تعد فقط في سوريا واليمن، بل امتدت إلى العراق والذي كان يعتقد أنه تحت نفوذ إيراني بشكل قاطع إلا أن التظاهرات الأخيرة غيرت المشهد.

الأشهر الأربعة المقبلة وهي الأخيرة فعليا للرئيس أوباما ستكون ملتهبة جدا، وستحاول إدارة أوباما إثبات أن "تشييع" القرار الإسلامي هو الحل، وهي محاولات تستغل الشيعة لتحقيق أهداف الأمن القومي الأمريكي الذي تحدده مصالح الشركات الكبرى بإيران وتوابعها العربية، وفي المقابل هناك تحالف إسلامي وعربي بقيادة المملكة العربية السعودية يرفض هذا العبث بمكونات المنطقة ويتخذ إجراءات كثيرة لمنع تحقيق هذا المشروع التقسيمي البائس من ضمنها المراهنة على العرب الشيعة المخلصين لعروبتهم والرافضين لاستغلال النظام الحاكم في إيران للمذهبية لتحقيق أهدافه التوسعية.

عن صحيفة الشرق القطرية