ملفات وتقارير

السيسي يفتتح مشروعات لمبارك ومرسي وينسبها لعهده

السيسي أثناء افتتاحه مشروع حي الأسمرات الذي بدأ العمل به في عهد المخلوع مبارك- أرشيفية
يحرص قائد الانقلاب في مصر، عبدالفتاح السيسي، على افتتاح المشروعات الاقتصادية، والظهور أمام المصريين والرأي العام؛ بصورة الرجل الذي أنجز المئات منها. فهل هو حقا من أقام تلك المشروعات؟ وما هي قيمتها للمصريين؟ وهل كانت تحتاج لرئيس دولة أو رتبة مشير سابق لقص شرط الافتتاح؟

وكان الرئيس المخلوع حسني مبارك دائما ما يفتتح المشروعات في ذكرى انتصار "أكتوبر" أو "ثورة يوليو"، أما السيسي؛ فقد احتكر مقصات الافتتاح طوال السنة، وسرق عدسات المصورين من أيدي الوزراء والمحافظين والمسؤولين المحليين؛ ليكون هو الفاتح الأوحد لأي مشروع.

السجادة الحمراء

ومع كل افتتاح؛ كانت تظهر السجادة الحمراء التي أثارت الجدل بامتدادها عدة كيلومترات، بعرض أسطول سيارات الرئاسة الفارهة فوقها، وهي السجادة التي تم تغييرها بأخرى زرقاء تعلوها الألوان البيضاء التي رسمت علم "إسرائيل" في سماء أسيوط وصعيد مصر ومدينة بدر لأول مرة، بحسب ناشطين.

وكعادته في سلسلة المشروعات التي يحرص على الظهور بأنها منجزها؛ تسبق السيسي كاميرات وسيارات بث لعشرات الفضائيات، ووفود إعلامية رفيعة تضم رؤساء تحرير الصحف القومية والخاصة، ومقدمي برامج "التوك شو"، ليكون افتتاح المشروع هو مادة الأسبوع الإعلامية.

"عربي 21" رصدت بعض المشروعات التي افتتحها السيسي خلال شهر واحد، ونسبها لنفسه، بينما أنجز بعضها في عهد أسلافه، وبعضها لا تهم إلا أنصاره رغم التكلفة التي وصلت ملايين الدولارات، بينما يشتكي المصريون من أعباء الحياة المضنية، كما يقول ناشطون.

مشروعات من عهد مبارك

افتتح السيسي، الاثنين، وحدات سكنية ضمن مشروع تطوير العشوائيات بحي الأسمرات بالمقطم، بهدف القضاء على العشوائيات الخطرة في الدويقة وإسطبل عنتر وعزبة خيرالله.

وأكد نشطاء مصريون أن هذه الوحدات بدأ العمل بها في عهد مبارك. وقالت المغردة المصرية Amany Alsaeed  عبر صفحتها في "تويتر": "بس أنا أوعى عالمشروع ده من أيام مبارك.. إيه اللي دخلك فيه؟".

وهو ما قال نشطاء إنه ينطبق تماما على افتتاح السيسي لوحدات مشروع الإسكان الاجتماعي بمدينة بدر في 21 أيار/ مايو الماضي، مؤكدين أن هذا المشروع بدأ العمل فيه قبل "ثورة يناير" وتم استكماله بعد خلع حسني مبارك.

وقال mahmoud.kaream: "من سفينة فضاء عبدالناصر، للصالحية بتاعة السادات، توشكي مبارك، لكفتة السيسي، ولسة الاشتغالات مستمرة #مدينه_بدر".

وتساءلmaro mustafa‏: "مش هي مدينة بدر دي اللي على طريق مصر إسماعلية، اللي اتعملت أيام مبارك؟ ولا دي مدينة غيرها؟".

مشروعات من عهد مرسي

وفي 17 أيار/ مايو؛ افتتح السيسي محطة كهرباء أسيوط الجديدة، وأطلق مشروع قناطر أسيوط الجديدة ومحطتها الكهرومائية، التي تهدف إلى تحسين الري في خمس محافظات، بتكلفة نحو أربعة مليارات جنيه.

وقناطر أسيوط الجديدة؛ هو المشروع ذاته الذي كان قد دشنه الرئيس الشرعي محمد مرسي في تشرين الثاني/ نوفمبر 2012، وقيل وقتها إن هذا المشروع سيوفر 20 بالمئة من المياه للأراضي الزراعية في مصر، وإنه سيتبعه مشروعات عدة لإنتاج الكهرباء.



السيسي أعاد "مصنع الموت"

وفي 22 أيار مايو؛ افتتح السيسي توسعات "مصنع موبكو" بمجمع البتروكيماويات في محافظة دمياط، والذي قال إعلام النظام إنه يسهم في تعزيز منظومة الأسمدة لسد احتياجات التنمية الزراعية، رغم أن "ملوثات المصنع تصيب السكان بأمراض الكلى والكبد وتقضي على الثروة السمكية" كما يقول مختصون.

وكان أهالي دمياط قد خاضوا معركة طويلة في عهد مبارك، وخرجوا في احتجاجات، وقطعوا الطريق الدولي الساحلي؛ لمنع إنشاء مصنع مماثل قريب من التوسعات التي افتتحها السيسي، وتم تسميته حينها بـ"مصنع الموت"، فيما أوقف مبارك تنفيذ تلك التوسعات، وكذلك الرئيس مرسي.

مشروعات تخدم مؤيديه

وافتتح السيسي، السبت الماضي، مبنى النيابة العامة الجديد بالقاهرة الجديدة، والذي وصفته وسائل إعلامية بأنه "يتسم بالفخامة والرحابة؛ على طراز المعابد الفرعونية"، وقدرت تكلفته بـ300 مليون جنيه.

هذه الكلفة الباهظة؛ دفعت Mervat_Abdelglel إلى القول في حسابها على "تويتر": "مبنى النيابة العامة الجديد بالرحاب، تكلفته 300 مليون جنيه، ومزود بأحدث وسائل التأمين.. وفروا مساكن للناس أولى.. #اسمعوا_صوت_الغلابة".

وسبق للسيسي خلال عامين من فترته الرئاسية؛ زيارة دار القضاء العالي مرتين، ومجلس الدولة مرة، في إطار مغازلة السلطة القضائية التي تدعمه بشدة، كما يقول معارضون.



وزارة الداخلية

وفي 27 نيسان/ أبريل الماضي؛ افتتح السيسي مقر وزارة الداخلية الجديدة، بأكاديمية الشرطة في القاهرة الجديدة، بأسواره الخرسانية التي ترتفع لنحو سبعة أمتار، بسُمك نصف متر، لتتحمل أية تفجيرات محتملة، بتكلفة 20 مليون دولار، ما يعادل 200 مليون جنيه، في حين رفعت تقديرات أخرى التكلفة إلى 350 مليون جنيه.

وكانت المفاجأة للرأي العام؛ أن المشروع تضمن إنشاء فيلاتين؛ الأولى لوزير الداخلية مجدي عبدالغفار، والثانية لصاحب مجزرة "فض رابعة" وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم، وهو ما عده رئيس تحرير الأهرام السابق عبدالناصر سلامة "بدعة ما أنزل الله بها من سلطان".

وقال المعارض المصري عمرو عبدالهادي، على حسابه في "تويتر": "بحسابات السيسي المزورة؛ أن كلفة مبنى وزارة الداخلية الجديد 200 مليون جنيه، يعني دول يبنوا 40 مدرسة، تكلفة المدرسة 5 مليون جنيه، ولكن في بلد تهتم بالمواطن".