كتب أنتوني لويد تقريرا في صحيفة "التايمز"، عن مصير أقارب الرئيس
العراقي السابق
صدام حسين.
ويقول لويد: "يتذكر أصدقاء ابن راعي الغنم من
العوجا أنه كان والدا صعبا يحب القتال، وعندما كان شابا جرب قوته بضرب خادم يعمل مع قبيلة
البوناصر اسمه أحمد، وقال ابن شيخ البوناصر: (ليس هناك سبب لضربه، لكن هذه كانت طبيعته)".
ويضيف الكاتب أن "صدام كانت لديه من منذ البداية نزعة عنف، وهو ما أثار تساؤلات العائلة وقلقها، وفي السنة الأولى من المرحلة الثانوية أطلق النار على بيت أستاذه؛ لأنه لم ينجح في الامتحان، وفي السنة الأخيرة من دراسته اتهم بقتله، وعندما انتهت حياته على حبل المشنقة في عام 2006 كان قد ارتكب آلاف حالات القتل، وعرفه العالم بـ(صدام) فقط".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن قبيلة البوناصر لا تزال تعيش في ظل صدام رغم مرور تسعة أعوام على إعدامه، ولا تزال تعاقب بسبب ارتباطها به، وبعض أفراد عائلته لا يزالون معجبين به ويكنون له احتراما.
وتنقل الصحيفة عن زعيم قبيلة البوناصر الشيخ فلاح الندا الحسين، قوله: "عندما تمت الإطاحة بصدام رحمه الله، لم تعد لنا علاقة بالسياسة". وأضاف: "بعد تسعة أعوام لا نزال نلام على كل شيء خطأ حصل في العراق".
ويذكر لويد أن الشيخ الحسين فر مع عدد من زعماء القبيلة والسنة بعد سيطرة
تنظيم الدولة على العوجا وتكريت في عام 2014، مستدركا بأنه رغم مرور تسعة أشهر على خروج التنظيم من تكريت، إلا أن قلة من قبيلة البوناصر عادت إليها.
ويلفت التقرير إلى أن بلدة العوجا أصبحت قرية أشباح، حيث إن ضريح صدام دمر، وتحول إلى أنقاض، ويقول الحسين: "نخشى من تنظيم الدولة والحشد الشعبي بالدرجة ذاتها، فكلاهما يتهمنا بأننا قبيلة صدام".
وتورد الصحيفة أن الشيخ يعرف صدام بشكل جيد، حيث كان والده الشيخ حسن قائد لواء، وجلس مع صدام عندما ذهبوا للقيام بالانقلاب عام 1968، ويتذكر الشيخ حسن صدام قائلا: "آه صدام، لو كان موجودا لقضينا على تنظيم الدولة مباشرة".
ويفيد الكاتب بأن عديد عشيرة البوناصر يبلغ 30 ألف فرد، مشيرا إلى أنه ليس لديها أي سبب لتحب الحكومة الشيعية التي تسيطر على العراق، بعد الإطاحة بصدام عام 2003، فقد حرمت القبيلة من العمل، وتعرض أبناؤها لاعتقالات عشوائية، ولا تزال حسابات زعماء العشيرة المصرفية مجمدة.
وينوه التقرير إلى أن صعود تنظيم الدولة زاد من مشكلات القبيلة، مستدركا بأنه رغم صدور أحكام بإعدام أفراد القبيلة؛ نظرا لشجبهم تنظيم الدولة، فإن الحكومة اتهمت العشيرة في تكريت بالتعاون مع التنظيم، وأنها ساعدته في المذبحة الشهيرة التي قتل فيه ألف جندي في معسكر سبايكر في حزيران/ يونيو 2014.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن الشيخ فلاح المحكوم عليه بالإعدام من تنظيم الدولة يعلق على اتهامات الحكومة قائلا: "كانت كذبة أخرى، ففي الأسابيع التي تلت دخول تنظيم الدولة إلى تكريت غادرت القبيلة العوجا، وعاشت مع اللاجئين".