المعطيات في منتهى البساطة
هناك رئيس انتخبه ملايين
هذا الرئيس إن لم تكن تعلم هو د. محمد مرسي
أنت رضيت بالذهاب للصندوق لانتخابه، فلا يمكنك رفضه أو إقالته الا بالصندوق.
ولا يمكنك ادعاء أن شعبيته نقصت أو أن الشعب يرفضه أو أن الإصرار على عودته إلى منصبه بكامل صلاحياته يعطل الثورة لمجرد أنك ترى ذلك، هذا رأيك أنت ولا يلزم غيرك، وحتى لو قال به الف غيرك، يظل ما تقول زعماً، فآلية إقالة الرئيس هي الصندوق.
بإمكانك بصورة شخصية أن تقول أنك غير راغب في عودة الرئيس مرسي، يظل هذا رأيك الشخصي ولا يلزم أحداً.
وهو رأي الإدارة الأمريكية واللوبي الصهيوني إن لم تكن تعلم.
مشروع قانون الحزب الجمهوري لتصنيف الإخوان المسلمين كجماعة ارهابية، قد يحتمل أمرين، إما أن يكون محاولة للضغط على قيادات الإخوان المسلمين لقبول أي تسوية مستقبلية لا تتضمن عودة الرئيس مرسي، واما أن تكون هناك نية حقيقية لتصنيف الإخوان المسلمين كجماعة ارهابية في محاولة لإنهاء هذا الملف بالكامل للتفرغ لعملية تقسيم سوريا. الاحتمالان يتساويان.
وإن كنت لا تعلم، فاللوبي الصهيوني هنا قوي بشكل لا يمكن تصوره، وإن كنت تدرك هذا عزيزي الناشط السياسي فهذا لطيف.
استخدم المعلومة إذن وضعها في حساباتك، واعلم أن اللوبي الصهيوني هو الذي يقف خلف هذه النوعية من القوانين.
وقم ببناء تقديراتك السياسية للموقف على هذا الأساس.
لا تستهن بهذا الأمر من فضلك.
تذكر وأنت تجري حساباتك السياسية وتطلق تصريحاتك أن شاويش الانقلاب التقى وفداً من المنظمات الصهيونية منذ أسبوع.
تعلم هذا ؟
حسنا.. اربط الامرين ببعضهما! واعلم أنه في حالة صدور القانون، سيتحول الرئيس مرسي المنتخب في نظر الحكومة الأمريكية إلى "ارهابي" وسيتحول الـ 13.5
مصري الذين انتخبوه إلى "ارهابيين محتملين".
دعني اشرح لك أمراً هاماً ربما غاب عنك.
هناك دولة تسمى فيتنام.
هذه الدولة قاومت الاحتلال الأمريكي 10 سنوات حتى فرضت شروطها واجبرت أقوى جيش في العالم على الانسحاب، دفعت هذه الدولة ضريبة فادحة، حيث كانت الطائرات الأمريكية تحرق قرى بأكملها، ارتكبت جرائم وحشية في فيتنام، احرقت الغابات بالنابالم.. ماذا حدث بعدها؟ انسحب الجيش الأمريكي مهزوماً من فيتنام وترك الفيتناميين يحكمون انفسهم. ما أريد قوله هو أن التخلص من التبعية حتى في مواجهة ضغوط من الدول العظمى، أمر ليس مستحيلاً كما قد يصورونه لك.
بالإضافة إلى ذلك يجب أن تدرك أن المنطقة كلها تتعرض للتقسيم, ليس هذا تخميناً بل هذا ما صرح به وزير الخارجية الأمريكي.
مصر نفسها تتعرض للتقسيم، فسيناء تم عزلها بمضاعفة المانع المائي بطول 35 كيلومتراً، والتوترات بين المصريين في النوبة وبين الجيش المصرائيلي بدأت في الطفو على السطح.
تخلص من الطوق الإعلامي الذي فرضه الحصار العسكري على عقلك, واخرج من حالة الثائر الكيوت الذي يهتف فيسقط النظام.
فهذا نموذج مشوه تم طبخه في مطابخ المخابرات العامة قبل تسويقه إعلامياً. نموذج تم تسويقه لمنعك من المقاومة، لدفعك نفسياً للاستسلام!
تذكر أن ثوار التحرير احرقوا مدرعات الجيش التي حاولت الاعتداء عليهم في 28 يناير، وانعش ذاكرتك وعد إلى تلك الأيام فهناك تجد الثورة الحقيقية.
استمع أيضاً إلى ما قاله قزم الإنقلاب بالامس.. انصت جيداً إليه وهو يقول (والله ما حسيبها).
مهزوز ومرعوب ومرتعش ويشعر بالخطر؟.. نعم هذا صحيح.. ولكنه يهدد الشعب تهديداً مباشراً كأي بلطجي يشعر باقتراب الخطر من رقبته.
كف عن ترديد العبارات الساذجة التي تثير سخرية الناس منك.. كفاك ترديداً لخزعبلات (شرفاء الجيش – الإنقلاب على الإنقلاب – الجيش الوطني – الحفاظ على المؤسسات .. الخ).. هذا هذيان تجاوزته الأحداث، فالجيش المصرائيلي لم يترك فرصة ليخبرك فيها أنه قوات أمن مركزي تابعة للعدو الا اغتنمها.
طائراته تضرب المصريين في سيناء، جنوده يعذبون المصريين في سيناء داخل مدرعاتهم، قزمهم يعترف في تصريحاته بأنه موظف لدى نتن ياهو، فلا يجد من يتصدى له.
هم يعلمون أنهم ميليشيات تابعة لنتن ياهو!
أنت من يجب أن يفيق من تلك الغيبوبة.. أنت من يجب عليه الخروج من حالة (النعكشة) الثورية، تحتاج إلى أن يدخل الاكسيجن إلى خلايا مخك وإلى أن تخلع مسوح الناشط السياسي المعارض وترتدي ثياب الثورة.