قال مسؤولون، الاثنين، إن الجيش
العراقي يحشد قواته لقاعدة شمالية استعدادا لهجوم من أجل استعادة السيطرة على مدينة
الموصل في شمال البلاد من أيدي
تنظيم الدولة.
واستولى التنظيم المتشدد على الموصل في حزيران/ يونيو عام 2014. وباستثناء تنفيذ ضربات جوية ظل مسيطرا على ثاني كبرى المدن العراقية دون منازع على مدار 18 شهرا، حيث تحارب قوات الأمن المتطرفين في مناطق أخرى.
وأعلنت الحكومة أن الموصل هي الهدف القادم للقوات المسلحة العراقية بعد استعادة مدينة الرمادي غرب البلاد في كانون الأول/ ديسمبر، في أول نجاح كبير للقوات التي دربتها الولايات المتحدة والتي فرت في بداية مواجهة تقدم تنظيم الدولة.
وقال العميد يحيى رسول، المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، الجمعة (12 شباط/ فبراير) إن مئات الجنود من الفرقة الخامسة عشرة وصلوا إلى قاعدة مخمور التي تبعد 70 كيلومترا جنوبي الموصل، وإن من المتوقع وصول المزيد من القوات -بينهم مقاتلون من العشائر السنية- خلال الأيام المقبلة.
وقال مسؤولون، إن الهدف الأول هو قطع خطوط إمداد تنظيم الدولة تماما بين الموصل ومناطق أخرى جنوبا منها الحويجة في محافظة كركوك، ومناطق قريبة من بيجي في محافظة صلاح الدين.
واستشعرت عائلات القتال الوشيك فبدأت في الفرار من الحويجة والشرقاط وهما من معاقل تنظيم الدولة إلى مخمور. وقال مسؤولون إن نحو 100 أسرة تفر يوميا. ووصف رجل فار من الموصل معاناة سكان المدينة.
وقال أبو عبيد، الذي أخفى وجهه بوشاح: "الوسيلة المادة ما بقت كمبالغ مادية ما اكو حرب نفسية إضافة إلى هذا عوائلنا بدت..المريض ما عنده علاج، النفط انقطع، المواد الغذائية انقطعت، الرواتب انقطعت، هذه كلها أدت إلى أن العوائل تتجمع كل أربع خمس عوائل في بيت واحد، يعني ها الظروف كلها آذتنا، واللي يطلع ما يقدر يطلع. الطريق كله عبوات، فالعوائل اتفقت أكثر لو ما تطلع كلها لو ما من كل بيت يضحي واحد في سبيل يجيب أي مبلغ لأهله هذي الظروف هذي آذتنا".
وقال مسؤول في قوات البشمركة الكردية يدعى مصطفى، إن عددا متزايدا من السكان يفرون من المنطقة.
وأضاف: "يتزايد عدد الفارين من داعش. نحن نستقبلهم في أوقات مختلفة لكن غالبا أثناء الليل، نرحب بهم، ونوفر لهم المأوى والغذاء، ونستجوبهم لأن أقاربهم ما زالوا في معقل داعش في محافظة كركوك".
ونجحت القوات العراقية المدعومة بضربات جوية أمريكية وتدريب أمريكي في استعادة مناطق هامة من قبضة تنظيم الدولة. لكن الموصل ستكون على الأرجح أحد أصعب معاركها ضد المتطرفين.