ارتبطت
المساجد السبعة في
المدينة المنورة تاريخيا بغزوة الخندق حتى هذا اليوم وتعد قاموسا ومرجعا لهذا الحدث، وما زال اللغط قائما بين المؤرخين والباحثين وعلماء الدين حولها.
وتقع هذه المساجد في سفح جبل سلع غربي المسجد النبوي الشريف.
ومن العلماء من نسب تلك المساجد إلى الرسول محمد وأصحابه، ومنهم من اختلف في عددها وأسمائها، ومنهم من شكك في مواقعها وبدعيتها.
وبين تلك الاختلافات التاريخية والدينية، فإن المساجد السبعة ما زالت تشهد توافدا وزوارا كثرا من مختلف الدول الإسلامية.
ويطلق اسم المساجد السبعة على مجموعة محاريب لسفح جبال سلع وهي مساجد صغيرة جدا، وتعود تلك المحاريب أو المساجد إلى وقت واقعة غزوة الأحزاب، ويعتبر البعض أن تلك المحاريب جزء من امتداد الغزوة.
والمساجد هي: مسجد الفتح، ومسجد سلمان، ومسجد علي بن أبي طالب، ومسجد أبي بكر، ومسجد عمر بن الخطاب، ومسجد سعد بن معاذ، ومسجد بني حرام. والموجود منها الآن ستة مساجد فقط.
وأوضح الباحث الإسلامي عبدالله الأنصاري، صاحب كتاب المساجد السبعة تاريخا وأحكاما، أن "كثيرا من الناس فضلوا هذه المساجد لاعتقادهم بأن النبي محمد دعا في بعضها واستجيب له، ويعتقدون أيضا أن المساجد الباقية كانت مصلى للصحابة في
غزوة الخندق".
وقال الأنصاري إن "معظم المؤرخين والباحثين اختلفوا في تلك المساجد؛ فمنهم من قال إن مواقع المساجد ليست صحيحة ولا يعتمد عليها، بل إنها على درجة التقريب والتوهم والاجتهاد".
وتابع بأن "هناك من قال إن المساجد الخمسة الباقية لا أصل لها تاريخيا إنما هذا المكان، مكان الخندق في غزوة الأحزاب"، وأشار الأنصاري إلى أن هناك من أكد أن هذه المساجد مستحدثة وليس لها عمق تاريخي، فقد كانت في بداية القرن العاشر الهجري ثلاثة فقط ثم ازدادت وبلغت خمسة.
آراء المعتمرين
وفي سياق متصل، قال المعتمر المصري أحمد خليل بحسب موقع "الحياة"، إن "زيارة المساجد السبعة تعتبر من أهم الآثار التي نزورها خلال فترة العمرة"، مشيرا إلى أنه "من غير المنطقي زيارة المسجد النبوي دون زيارة هذه المساجد، إذ إن هذه المساجد شاهدة على حقبة تاريخية مهمة في حياة المسلمين من خلال معركة الخندق التي استطاع فيها المسلمون تحقيق نصر مهم".
ومن جهته، قال المعتمر سعيد جلال إن "الآثار الإسلامية في المدينة المنورة كثيرة جدا، ومنها المساجد السبعة التي صلى فيها الصحابة خلال غزوة الخندق وسميت بأسمائهم، وهذه المزارات الإسلامية هي التي تنقل لنا التاريخ الإسلامي".
فتاوى العلماء
وطالب عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة العلمية الدائمة للإفتاء الشيخ صالح الفوزان، بهدم تلك المساجد، التي اعتبرها من
البدعة ويجب إراحة المسلمين منها، على حد قوله.
وقال إن "هذه المساجد محدثة، والواجب هدمها وإراحة المسلمين من شرها لأنها ليست مساجد وإنما هي مشاهد بدعية".
وكانت هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، اعتبرت أن المساجد السبعة في المدينة المنورة بدعية محدثة، ونسبت إلى عصر النبي محمد وعصر الخلفاء واتخذت مزارا، مؤكدة أنها مساجد لا أصل لها في الشرع المطهر، ولا يجوز قصدها لعبادة ولا لغيرها بل هي بدعة ظاهرة.
وبحسب فتوى سابقة للشيخ عبدالعزيز بن عبد الله بن باز (قاض وفقيه سعودي)، فإن هذه المساجد "ليس لها أصل، وإنما اعتادها الناس على غير بصيرة، وليست مشروعة زيارتها، إنما المشروع زيارة المسجد النبوي، وإذا زار المرء المسجد النبوي فإنه يستحب له أن يزور مسجد قباء خاصة".