ما يزال التخبط صفة ملازمة للإعلام التابع للحكومة
العراقية، لا سيما بالاستناد إلى مصادر غير دقيقة بمجرد السماع لخبر عن نصر وتقدم للقوات العراقية، حتى وإن كان الخبر غير صحيح، حيث تسارع وسائل
الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي الحكومية الرسمية، أو تلك المرتبطة بالمليشيات المتحالفة معها، إلى نشر الخبر دون التأكد من صحته ومصداقيته، وهو ما يثير السخرية في أحيان كثيرة، بحسب متابعين.
وتحدث متابعون ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بأنه على غرار خدعة معركة الشجوة وتل خاثر التي وقعت الحكومة العراقية بها، عندما أعلن حسابات مؤيدة للتنظيم أنه فقد سيطرته على المنطقتين، فقد وقع إعلام الحكومة العراقية والمليشيات في فخ إعلامي مماثل، ولكن هذه المرة في منطقة "أبو ذويل" الوهمية التي ليس لها وجود على الخارطة.
فقد قام أنصار
تنظيم الدولة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، باختراع اسم منطقة # ابو _ ذويل، وهو اسم وهمي، لا وجود له على الأرض، ليوقعوا بالإعلام الحكومي العراقي مرة أخرى.
وروجت الحسابات التابعة لتنظيم الدولة؛ بأنه تم قصف استعراض عسكري للتنظيم من قبل الطيران العراقي في هذه المنطقه، وسرعان ما تناقلت وسائل الإعلام الحكومية الخبر بفرحة عارمة، كما انتشر على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدة أنه تم قتل ما لا يقل عن 400 مسلح من التنظيم. في تشابه مع ما حدث في المرة الأولى، حيث تبين أن المنطقة لم تخرج من سيطرة التنظيم، وخرج مفبركو الخبر مجددا ليعلنوا أنه خبر عار عن الصحة، بل مجرد
دعاية اخترعوها ليبينوا مدى كذب وتخبط الإعلام الحكومي، حسب وصفهم.
ووراء كلمة "أبو ذويل" قصة مضحكة ومعروفة عند أهالي الأنبار، حيث انتشر في الآونة الأخيرة مقطع فيديو لامرأة عجوز تدرس في إحدى مدارس محو الأمية في محافظة الأنبار. ولأنها لا تجيد القراءة والكتابة، فعندما سألها المدرس عن حرف الواو فأجابته: "هذا أبو ذويل"، لتتردد فيما بعد هذه الكلمة على ألسنة الناس هناك.