بينما ينشغل الداخل
اللبناني بما أصبح يعرف بملف
عرسال، والتجاذبات السياسية بين فريقي الثامن والرابع عشر من آذار بشأنه؛ فقد تراجع الاهتمام إعلاميا بمعركة
القلمون وانخراط
حزب الله فيها، على الرغم من استمراره وتواصل نزيفه البشري.
وذكرت وسائل إعلام وصفحات تواصل اجتماعي تابعة لحزب الله اللبناني، أن مقاتلا جديدا سقط للحزب في منطقة القلمون، التي تشهد قتالا بين الحزب وجيش النظام السوري من جهة، وبين فصائل الثورة السورية ممثلة بجيش الفتح من جهة أخرى.
ونشرت هذه الوسائل صورة لـ"حسن قطايا"، قائلة إنه أحد عناصر الحزب من منطقة الهرمل في
البقاع، وقد سقط اليوم الأحد في معارك القلمون، في حين تقدمت حسابات مؤيدة لحزب الله في "تويتر" للأمين العام للحزب حسن نصرالله بـ"أحر التبريكات باستشهاد الأخ المجاهد حسن المجتبى قطايا"، على حد تعبيرها.
أما في عرسال؛ فقال ناشطون بالمنطقة لـ"
عربي21"، إن جيش النظام السوري نفذ الأحد سلسة غارات جوية على جرود المنطقة، مشيرين إلى أن أصوات القصف تسمع بين الحين والآخر.
ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن مراسلها في المنطقة قوله، إن الطيران الحربي السوري يشن غارات على تجمعات للمسلحين في منطقة الزمراني، الواقعة في سلسلة الجبال الشرقية.
تحذيرات من الفتنة
سياسيا؛ أشادت قوى وحركات إسلامية بما أسمته "الخطوة الحكيمة للجيش اللبناني؛ بتنفيذه خطة انتشار في عرسال"، مطالبين إياه بـ"خطوات تشعر أهلنا بالاطمئنان، وتمنع الاعتداء عليهم من أي جهة كانت".
وفي بيان صادر عن هذه الحركات، عقب اجتماع لها في منطقة البقاع - وصل "
عربي21" نسخة عنه - اعتبر المجتمعون أن "
التهديدات التي أطلقت بحق قرية قدمت مئات
الشهداء في وجه العدو الصهيوني، وفتحت البيوت، وقدمت باقات الورود للجيش اللبناني؛ تُعد انتهاكا صارخا لصيغة العيش المشترك".
واعتبر البيان أن ذلك يشكل "أحد عوارض امتلاك السلاح غير الشرعي، الذي ارتكب أصحابه الجرائم بحق الإخوة السوريين، ويخطط اليوم للعدوان على الشرفاء اللبنانيين"، في إشارة واضحة لحزب الله، بحسب مراقبين.
وندد مملثو الحركات بـ"الشعارات والبيانات الصادرة، التي تدعو للفتنة المذهبية والاقتتال الطائفي"، مطالبين الدولة بـ"التحرك السريع لمواجهتها، ومحاسبة المحرضين عليها، منعا من استفحالها، ما قد يؤدي إلى ردات فعل مماثلة تهدد البلد واستقراره".
عون وعرسال
بدوره؛ شن رئيس التيار الوطني الحر، القيادي في فريق الثامن من آذار،
ميشال عون، هجوما لاذعا على منطقة عرسال، قائلا إنها "لا تزال تشكل خطر، نظرا إلى المساحة التي احتلها المسلحون".
وفي تأييد لموقف حزب الله من عرسال؛ دعا عون خلال لقاء الأحد مع وفد شعبي من زحلة، المسؤولين إلى أن "يأخذوا القرار، ويحرروا جرود عرسال؛ لأن هناك مجالا لقيام قاعدة عسكرية كبيرة للمسلحين"، على حد قوله.
واعتبر عون أن "الحكومة لا تزال ترفض القيام بالعملية العسكرية. والجيش الذي لا يتحرك في الحرب ينكسر ويهترئ"، موجها انتقادات لـ"الذين اتهمونا بأننا عنصريين، ولم يقتنعوا بأن طاقة لبنان الاقتصادية والجغرافية، لا تتحمل المليون ونصف المليون سوري الموجودين في لبنان".
وأضاف: "طاقتنا الأمنية لا تسمح بوجود هؤلاء؛ لأن القدرات الطبيعية للبنان لا تستطيع أن تتحمل هذا الحمل، وأغلب القادمين من خارج الحدود ليسوا مسالمين".