سياسة دولية

اشتعال حرب بيانات بين الإسلاميين والتيار الشيعي بالمغرب

بعض المغاربة الشيعة يشيعون أحد أئمتهم شمال المغرب - عربي21
تحول التشيع في المغرب إلى موضوع للتجاذب بين الخط الرسالي الشيعي وحركة التوحيد والإصلاح المقربة من حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة المغربية، حيث اشتعلت بين الطرفين حرب البيانات والبيانات المضادة.
 
فلم يمر على ندوة نظمها الخط الرسالي في مدينة طنجة شمال المغرب، سوى أسابيع حتى ردت حركة  التوحيد والإصلاح خلال الأيام الماضية بندوة وصفتها بالعلمية، عددت خلالها مخاطر التشيع، ليرد الخط الرسالي مرة أخرى ببيان على موقعه الإلكتروني اتهم الحركة فيه بالتمييز ونشر الكراهية.
 
واتهم "الخط الرسالي للدراسات والنشر" (مؤسسة ثقافية ينضوي تحتها الشيعة المغاربة) الحركة بالتحريض والكراهية، وطالب السلطات المغربية بمنعها من تنظيم ندوتها. وقد أشارت حركة التوحيد والإصلاح، خلال الندوة التي نظمت قبل أيام، إلى أنه مورست عليها ضغوط من أجل التراجع عن تنظيم الندوة، دون أن تسمي الجهات التي ضغطت.
 
وفي السياق ذاته، أصدر الخط الرسالي بيانا على موقعه الإلكتروني عنونه بـ"تحذير لحركة التوحيد والإصلاح"، وهو ما اعتبرته الحركة تهديدا لها. وقال الخط الرسالي في هذا البيان: "في الوقت الذي نتشبث فيه بالثوابت الدستورية وقيم المواطنة والتعايش، نحذر حركة التوحيد والإصلاح من عقد الندوة التي تعتزم تنظيمها".
 
وأضاف البيان: "لن نقف مكتوفي الأيدي أمام حالات التهييج والإثارة الطائفية، وسنحملكم مسؤولية ذلك، كما أننا قد نرفع الأمر للمنظمات الدولية كي تقف على حقيقة التكفير والإقصاء والوصاية على معتقدات المواطنين".
 
وفي تصريح لـ"عربي21"، قال القيادي في حركة التوحيد والإصلاح محمد بولوز، إن أكثر ما يشكل خطرا على المجتمع المغربي من الشيعة هو عقيدة التقية، فهم "يظهرون في كل بيئة ومجتمع ما يناسبه فيخفون كثيرا من معتقداتهم في حال ضعف، وإذا تقووا وتمكنوا استباحوا دماء أهل السنة وتقربوا بزعمهم إلى الله بالتفنن في قتلهم".
 
وردا على نعت حركته بالكراهية، قال بولوز محمد للموقع، إن الحركة "معروفة من مبادئها وأوراقها ورسالتها"، مشددا على أنها بعيدة عن نعوت الكراهية، مستهجنا في الوقت نفسه على الخط الرسالي استنجاده بالجهات الدولية، فهو بحسب بولوز "تكريس لطبيعة قديمة في الشيعة المنحرفة بالولاء للجهات الخارجية".
 
وقال بولوز في التصريح ذاته، إن "نقطة ضعف الشيعة هي خطورة المضامين العقائدية التي يعيشون عليها ويربون عليها أجيالهم"، إذ إنهم يسمحون بالشرك ما لم يعتقد المشرك الألوهية في من يتوجه إليه بالدعاء والتوسل، ناهيك عن قولهم بنقصان القرآن، كما يقول بولوز متهما إياهم باستغلال مظاهر الهشاشة الموجودة في المجتمع.
 
وفي رد على اتهام الحركة بالتحريض على الكراهية، قال القيادي في حركة التوحيد والإصلاح، وعضو مكتبها التنفيذي سابقا، محمد طلابي: "هذه الندوة ليستْ تحريضاً ضدّ أحد، بلْ ندوة علميّة هدفُها الحث على ضمان استقرار الأمن العقدي والسياسي والاجتماعي في المغرب ودول المغرب الكبير وشمال غرب إفريقيا".
 
ومضى الطلابي قائلا: "إن التعايش بين السنة والشيعة لا يعني الاندماج"، معتبرا تشييع السنة جريمة شنيعة، وجعل الشيعة يتبعون المذهب السني جريمة كذلك. وأضاف في ذات الندوة في تلميح عن إيران: "نريد أن نظلّ أوفياء لنظامنا السياسي، ولوطننا، ولا نُريد ولاءات سياسية خارجَ وطننا، ولا أنْ ندين بولاء لدوْلة أخرى".
 
يشار إلى أن المغرب يعتمد المذهب المالكي السني، ولا توجد أرقام رسمية عن عدد الشيعة في المغرب.

ويذكر أن الخط الرسالي للدراسات والنشر تأسس قبل سنة من اليوم، وأخذ ترخيصه من المحكمة التجارية على أساس كونه "مؤسسة ثقافية"، لكن لم يُكثف ظهوره في الإعلام إلا بعد تطبيع المغرب لعلاقاته مع إيران في شباط/ فبراير الماضي.