قضايا وآراء

لغز اختطاف الصحفي د.محمد المغير.. بلطجيات.. والفاعل مجهول!!

1300x600
كثرت في الفترة الأخيرة حالات التعدي والاختطاف والتهديدات بالتصفية وجزِّ الرقاب، وآخرها تلك التي أثارت استياء النخبة الفكرية، وحركت الكثير من التساؤلات لدى العاملين في السلك الدبلوماسي الغربي، وخاصة الذين تعودوا القدوم إلى غزة باعتبارها مثابة للناس وأمناً، ويأتونها آمنين مطمئنين. 

إن صفحات المجد كلها، التي طالما تغنينا بها إشادة بإنجازاتنا الأمنية،وذلك على مدار أكثر من ثماني سنوات، أراها اليوم تتهاوى تحت ما يتوارد إلى مسامعنا من حوادث وأحداث مأساوية غدت تتكرر بشكل يثير المخاوف والقلق، ليس فقط لعامة الناس بل حتى للشخصيات الاعتبارية وأصحاب الأقلام من الصحفيين والكتَّاب والمحللين، والقادمين إلى قطاع غزة من سفراء وقناصل الدول الغربية.. 

إن هذه الظاهرة تستوجب التوقف وطرح الأسئلة، التي قد تحمل نبرة الغضب والاستياء فيها ما يستفز أجهزتنا الأمنية، ويضعها في دائرة المساءلة والاتهام. 

صحيحٌ أن حكومة التوافق برئاسة د. رامي الحمدالله لم تؤدِّ واجبها، وخذلت أهلنا ومؤسساتنا الرسمية في قطاع غزة، حيث تركت الوزارات جميعها بلا ميزانيات تشغيلية والموظفين بلا رواتب، ولم تكن – للأسف - أمينة فيما قطعته على نفسها من عهود ومواثيق، بل إنها - وفي نظر الكثيرين من أهل غزة - قد خانت الأمانة، وتخلت عن مسؤولياتها الأخلاقية والوطنية، وذلك بطريقة يعتقد البعض أن الهدف من ورائها هو معاقبة أهل القطاع من ناحية، بدعوى وقوفهم خلف حركة حماس، والعمل – من ناحية ثانية - على تركيع الحركة عبر سياسات التجويع لكوادرها، والاستنزاف لمواردها، بأمل أن يترتب على هذا الضغط أن تأتي إليهم حماس في ذلة وصغار!!  

إن حالة الفلتان التي تنجرف إليها غزة، ومظاهر العجز التي تبدو على الأجهزة الأمنية فيها سوف تُبقيرام الله وحكومة الحمد الله هي المسؤولة عنها وتتحمل معظم تبعاتها؛ لأن حركة حماس قد غادرت الحكومة، وسلَّمت مفاتيحها للرئيس أبو مازن وحكومته الانتقالية،ولم تعد – قانونياً - مسؤولة عما يحدث من اختراقات أمنية وتعديات فاضحة – أحياناً - على المدنيين، وإن كانت - أخلاقياً - تحاول بإمكانياتها المتواضعة بذل الكثير من الجهد والمتابعة للحفاظ على استقرار الأوضاع الأمنية، برغم تآمر القريب والبعيد لهدم المعبد على سدنته. 

د. محمد المغير: الفتى الجسور والقلم المتألق وطنياً. لم تحظ ساحتنا الفلسطينية بكفاءة وطنية تتمتع بالمواهب التي جمعها الصحفي محمد المغير، والتي جعلت من قلمه السيَّال وأفكاره المتجددة، وقدرته المتميزة بالكتابة باللغة الإنجليزية أن تصل إلى حواضر الغرب، وذلك عبر مقالاته ومشاركاته في العديد من الأفلام الوثائقية والكتب السياسية، والمحاضرات وجلسات الحوار في المنتديات والجامعات الغربية.
 
د. المغير هو طاقة فلسطينية متجددة؛ أبدعت وتميزت، وحصلت على الكثير من الجوائز العالمية، وهو شخصية وطنية تحظى باحترام وتقدير الجميع في فصائل العمل الوطني والإسلامي. 

الصحفي محمد المغير ليس مجرد قلم يكتب وينشر في المجلات والدوريات الغربية، بل هو فتى جسور نقل للمشاهد الغربي يوميات الحرب العدوانية الأخيرة كلها على غزة، وحرك بتعبيراته وما خطه بقلمه لوحات هزَّت في توصيفاتها مشاعر كل من قرأ له، فتحرك من أجل وقف العدوان عن قطاع غزة.. 

لقد كان د. المغير واحداً من بين العديد من الإعلاميين الذين أبدعوا في نقل الصورة والخبر، ولكنه كان الأروع بينهم، والأقدر على الوصول إلى نبض الشارع في الغرب، وتحريك مشاعر النخب السياسية للتضامن مع غزة،وتجييشها للتظاهر ضد العدوان الإسرائيلي.. لقد كانت مقالاته اليومية في الصحافة الغربية هي فضحاً لجريمة الاحتلال، وتعرية لممارسات جيشه اللاإنسانية. 

هذا الفتى الجسور هو مصدر فخر واعتزاز لوطنه، ويستحق أن يُمنح وسام المثابرة والجدارة لإبداعات قلمه، وبطولاته في التغطية الميدانية، ونجاحه في حشد التعاطف الغربي تجاه قضية فلسطين. 

د. المغير هو ابن المخيم، الذي عانى وكابد، وجدَّ واجتهد، حتى فتح له النجاح أبوابه، وأصبح علماً في ميدان السياسة والإعلام، وهذا ما جعل الكثير من الغربيين يأتون إليه طلباً للاستشارة وتقديرات الموقف حول أشكال المعاناة الإنسانية في قطاع غزة، وطبيعة المشروعات التي تتصدر اهتمامات وحاجات الناس في القطاع.. 

لقد كان الصوت الذي احترمه كل من تعامل معه، وتشهد له سنوات عمله كمستشار بالسفارة النرويجية أنه خير من خدم بلده، وأعطى المثل للفلسطيني الوطني الذي يعيش هموم أهله وبلده، وكانت ثقافته العالية وفهمه للغرب هي من جلب التعاطف والتفهم للمظلومية الفلسطينية.. وقد أتاحت له سمعته الطيبة، وصدقيته العالية، وثقافته الواسعة، وشهرته كصحفي وصاحب قلم أن يعمل مع أكثر من مؤسسة دولية لجلب الدعم والمشاريع لقطاع غزة. 

د. محمد هو طالب دكتوراه في جامعة كولومبيا؛ وهي من أشهر الجامعات الأمريكية، ولا يصل إليها إلا الطلاب المتفوقون والنوابغ، وقد أدار فيها وفي جامعات أوروبية عديدة حوارات ومواجهات دحض فيها الرواية الإسرائيلية، وقدَّم قضية بلاده بأبعادها الإنسانية والقيمية؛ باعتبارها حالة صراع بين الحق والباطل، وبين محتل غاصب وشعب مظلوم يتطلع إلى حقه في تقرير المصير، لينال إعجاب كل من استمع إليه أو شاركه النقاش. 

لقد تعرض د. المغير لأذى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قبل سنتين، مما تسبب له في إصابات وكسور، استدعت سفره للخارج للعلاج وإجراء عملية جراحية في الولايات المتحدة تحت عناية أطباء مسلمين هناك.

 واليوم، وقد سمعنا بحادث اختطافه، وتعرضه للضرب والإهانة من جهات مجهولة، كانت في محاولاتها لابتزازه، وطبيعة التهديدات وأسلوب الترغيب والترهيب الذي مارسته عليه، تريد أن توحي له بالقول: نحن داعش فلسطين، ونحن جئناك ولغيرك بالذبح!! 

لقد تهجموا عليه، وتلفظوا بكل ما يسيء إلى حماس وإلى شخصيات إسلامية، وفلسطينية، وخلَّفوا انطباعات بأنهم هم القوة الصاعدة، وما على الآخرين إلا انتظار الذبح!! مهزلة برسم العشرات من علامات الاستفهام!! 

لقد حاول المختطفون إيهام د. المغير بأنهم سيقطعون رأسه إذا لم يتجاوب معهم ويوطئ لهم الأكناف، ولكن وطنية الرجل وشجاعته ربما أقنعتهم بأنهم أمام شاب لا يرهب تهديداتهم، ولا يكترث بحركة السكين على رقبته.

إننا لن نتسرع بتوجيه الاتهامات إلى أي شخص أو جهة بعينها، فالمسألة متروكة للجهات الأمنية، حيث إن هناك عملاء لإسرائيل حاولوا في الماضي أن يوهموا العالم أن قطاع غزة هو أحد محاضن التطرف والإرهاب، وأن هناك تنظيماً للقاعدة في القطاع، ولكن هؤلاء انكشف أمرهم عام 2001م، واعترفوا في التحقيق، وتبين أنهم كانوا مجرد صنائع تمَّ تجنيدهم لجهاز الشاباك الإسرائيلي. 

ثم حاول هؤلاء العملاء اللعب بورقة السلفية الجهادية، وقام بعضهم بعرض مشاهد مصورة تبعث على القلق لتسويق ذلك، الأمر الذي جعل رجالات السلفية إعلان البراءة من مثل هذه الادعاءات، حيث حاول البعض تحميلهم ما وقع من تهديدات وأحداث أخذت طابع الفلتان الأمني. والآن؛ هناك من العملاء من يحاول أن يلعب بورقة داعش، باعتبارها اليوم في المشهد الدولي هي "الشيطان الأكبر"، الذي يتربص للبشرية والحضارة الإنسانية بالسوء. 

فيكفي أن تقول داعش أو الدولة الإسلامية حتى تمنح الأعذار كلها لمن يعمل على تصفيتها، حتى وإن ارتكب جرائم حرب، وانتهك القوانين والأعراف الدولية كلها، وتعدى على موسوعة القيم الإنسانية. 

إن هناك من يريد للفلتان الأمني أن يعود لساحتنا من جديد، وذلك حتى تعم الفوضى وتضيع طاسة الاستقرار، وتُنتهك حرمة المقاومة وطهارة بندقيتها، وتوفير البيئة التي تعشعش فيها أوكار الجواسيس، وتضيع معها الرجولة وأشكال البطولة والمجد كلها.  

إن استهداف د. المغير يضعنا أمام التحدي لمواجهة هذه الظاهرة الجديدة من الفلتان الأمني، من الذي يقف خلفها؟ ومن الذي يحاول العبث بأمن غزة واستقرارها؟ وهل هناك – فعلاً - جهات أو أشخاص مشبوهة تسعى لخلق حالة من الرعب والفزع، لجعل غزة معزولة فلا يصل إليها أحد، تعيش مآسيها ودموعها، وجوعها وفقرها.. أحياؤها مدمرة، والبؤس على كل الوجوه وفوق كل الأطلال. 

إن رمزية د. المغير وشهرته العالمية ستجعل من يعملون على شيطنة غزة وتشديد الحصار عليها يوغلون في أفعالهم.. إن اختيار هذا الإعلامي بسمعته ومكانته كمستشار لبعض الدول الأوروبية الصديقة لفلسطين وشعبها مثل النرويج وهولندا، التي ترعى الكثير من المشاريع الإغاثية والتنموية، ولها مواقف سياسية داعمة للقضية الفلسطينية، سيجعل هذه الدول وغيرها تتوقف عن دعم ورعاية العديد من المشاريع الزراعية والخدمية والإنسانية، التي تعزز من صمود الشعب الفلسطيني على   أرضه، وتفتح أبواب فرص العمل للشباب، وتسهم في تقليص نسبة البطالة بينهم. 

إنني أعلم الكثير عن الجهود السياسية التي تبذلها النرويج لكسب التأييد للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية، وأيضاً في تقديم الدعم المالي لعشرات المؤسسات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني، الذي يمنح الحيوية لتطوير حياتنا المجتمعية وسلوكياتنا الحضارية، ويفتح لنا المنابر والجامعات والبرلمانات لنتواصل معها، ونقدم مظلوميتنا من على منصاتها، لكسب المزيد من الدعم السياسي والمعنوي لصالح قضيتنا. 

وكما شاهدنا كيف أدت سويسرا دوراً بارزاً في تحريك الكثير من ملفات خلافاتنا مع المجتمع الدولي، والعمل على إيجاد آليات وبدائل بخصوص قضية الرواتب، التي نجحت فيها سويسرا في إقناع أمريكا وإسرائيل بضرورة دخول الأموال القطرية، وذلك بهدف دفع رواتب الموظفين جميعاً، بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية.. 

للأسف، فإن المعطل لانسيابية هذا الاتفاق– حتى الآن - هو جهات فلسطينية متنفذة، لا تريد لغزة أن تستقر، ولا لهذه الحكومة أن تتقدم في بسط التزاماتها لتشمل قطاع غزة. هل يعقل أن تظل غزة تستغيث، وهي التي صنعت العزة والمجد لأمتها؟! 

هل المطلوب منها اليوم أن تركع وأن تأتي صاغرة ذليلة؟! نعم، هناك - من أبناء جلدتنا - من يريد الانتقام من غزة، كالعدو الذي يتربص برجالات المقاومة الذين أذَّلوه في ساحات الوغي، ومرَّغوا أنف جيشه في المواجهات كلها. آمل ألا تتسبب مثل هذه الأعمال من عمليات الخطف أو التهديد بالقتل والموجهة للجهات الدولية وكوادرها العاملة في القطاع بالإساءة لعلاقاتنا مع المجتمع الدولي، وحرماننا ليس فقط من الدعم المالي، بل أيضاً من المواقف السياسية التضامنية مع شعبنا الفلسطيني. 

إن هذه المؤسسات الدولية والسلك الدبلوماسي الموجودة في قطاع غزة أو القادمة إليها لمتابعة مشاريعها الإغاثية أو تواصلها مع المنظمات الأهلية التي تتلق الدعم منها، إنما تعمل في القطاع بموجب مواثيق وعهود علينا احترامها وتوفير ضمانات الحماية لها، وليس من الدين والمروءة والوطنية أن نخون ميثاق العلاقة معهم، ونأتي بما يعمل على تخريب الثقة المتبادلة بيننا. 

وكما أن البعض يحاول فقط توجيه اللوم والإدانة لتراخي الأجهزة الأمنية وتحميلها مسؤولية ما يقع، إلا أن الضغط يجب أن يبذل كذلك على الحكومة في رام الله، وضرورة تلزيمها بتحمل مسؤولياتها تجاه وزارة الداخلية في غزة من حيث المتابعة والميزانيات المطلوبة لنجاح عملها. إن على الأوروبيين الذين يقدمون الدعم المالي للسلطة أن يتابعوا هذا الملف حتى لا تنهار لجهود كلها التي بذلت لبناء مؤسسة أمنية، قادرة على فرض سلطة القانون، ونشر الأمن والأمان في قطاع غزة والضفة الغربية. 

إن إسرائيل كانت - ولا تزال - تحاول أن تجعل من قطاع غزة منطقة خطر أمني، حتى يهرب كل من فيها من المؤسسات الدولية، وأن عين إسرائيل وتآمرها منذ زمن طويل على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) لإغلاق مكاتبها، ورحيلها عن القطاع، لأنها تُذكر المجتمع الدولي بوجود شعب تحت الاحتلال، وهي تعمل بكل مكر وخبث لطي ذكر الوكالة صفحاً، حتى لا يسمع أحدٌ في الغرب عن المأساة الفلسطينية، وتغريبتها الممتدة لأكثر من ستة عقود. 

إن هدف إسرائيل من وراء إشاعة حالة الفلتان الأمني في قطاع غزة عبر عملائها، هو ألا يصل أحد من المتضامنين الغربيين لمشاهدة فظائعها في القطاع، ورؤية جرائم الحرب التي ارتكبتها، وانتهاكات جيشها لكل ما هو متعارف عليه من قيم بين الشعوب والأمم، وحتى لا يسمع أحد في الغرب إلا الرواية الإسرائيلية حول غزة؛ باعتبارها – كما يقول نتنياهو – هي الحاضنة للتطرف والإرهاب والعداء للغرب!! 

تكفي عملية اختطاف لدبلوماسي أو متضامن غربي حتى تخسر غزة والقضية الفلسطينية كل أشكال التعاطف الإنساني العالمي معها، وهذا ما تتطلع له الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل.. 

ومن هنا، تأتي شكوكنا وتتعاظم، بأن الذي يعبث في أمننا، ويتعمد أخذنا باتجاه عودة الفلتان الأمني إنما يرمي لتشويه صورتنا وعزلنا عن العالمين، وهذا لن يكون إلا عميلاً أو مدسوساً بجهله علينا.  يجب أن نحافظ على غزة؛ عنوان الوطن والعزة، علينا أن نحمي مسيرتها وجهادها وتاريخها النضالي، علينا أن نحفظ سيرة أبطالها وشهدائها الأبرار، علينا أن نحمي صورة ملاحمها ومشاهد الصمود والإصرار فيها، علينا أن لا ندع للعملاء أن يفسدوا علينا رغبتنا في الانتصار، والعمل لتمكين شعبنا من تحقيق طموحاته في الحرية والاستقلال. إن عودة الفلتان الأمني هو حالة من الانتحار السياسي والأمني، وضياع لكل ما حققناه من هيبة ومكانة في مواجهاتنا مع جيش الاحتلال.

إن عودة الفلتان الأمني هو هزيمة معنوية وحالة انكسار، فلا تسمحوا لشرذمة من الطائشين أن يفسدوا سمعتنا بين العالمين. ختاماً: خذوا الكتاب بقوة
ألغاز كثيرة تلوح في مشهد اختطاف الصحفي محمد المغير، ومن قبله التهديدات بالذبح للناشط الحقوقي خليل أبو شمالة؛ مدير مؤسسة الضمير، إضافة لعدد من النخب الفكرية والأدبية، وقبل هذا وذلك استهداف المركز الثقافي الفرنسي. 

إن على إخواننا في الأجهزة الأمنية، الذين هم محط ثقة عالية عندنا، العمل على وقف مسلسل الإساءة للحالة الأمنية، التي كانت طوال ثماني سنوات هي علامة فارقة للتميز والإبداع في سجل إنجازات حكومة حماس. 

إننا نطالب حكومة د. رامي الحمد - أيضاً - أن تتحمل مسؤوليتها أو أن تخلي سبيلها، فالحالة الوطنية لا تحتمل مثل هذا الانتكاس والخذلان، كما أننا نطالب في ظل استمرار حالة الإخفاق الأمني إقالة كل من يثبت أنه متقاعس ولا يستطيع "حمل الأمانة"، حتى في مثل هذه الظروف القاهرة التي يمر بها القطاع. إنني أضم صوتي لكل من يناشدون إخواننا في حركة حماس وقادة الأجهزة الأمنية العمل لوضع حدٍّ لمثل هذه التجاوزات الأمنية، وكشف المستور حول من يحاول جرِّ أية أسماء بعناوين إسلامية لحلبة الصراع الأهلي والفلتان الأمني. 

إن جبهتنا الداخلية آخذة في التضعضع والتصدع، ولا بدَّ من الوصول سريعاً للجناة، وإلا فإن صرخات "جئناكم بالذبح"، التي يرددها بعض المشبوهين اليوم، ستجعل كل واحد منّا يحمل روحه على كفّه، ليرد الذبح بالذبح، فاعتبروا يا أولي الألباب.