مقالات مختارة

"النهار" تنشر محضر اجتماع القاهرة الإمارات لخطوات إذا استمرت الحملات

1300x600
كتب خليل فليحان: فشل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، في إقناع نظيره البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، بعدم تقديم مشروع قرار في الاجتماع غير العادي لمجلس وزراء خارجية الدول العربية.

تضمن المشروع البحريني المطالبة بإدانة انتقاد الأمين العام لـ"حزب الله" الحكم في المنامة، باعتباره "تدخلا سافرا وغير مقبول" في شؤون المملكة، ووصف ما ورد على لسانه بأنه "تحريض صريح على العنف، ويتعارض مع الأعراف والمواثيق الدولية والإنسانية".

هذا ما رواه مصدر ديبلوماسي لـ"النهار"، مشيرا إلى أن باسيل أجرى اتصالات برؤساء الوفود لتأجيل طرحه ريثما تجرى مشاورات مع الحكومة ومع الحزب، إلا أن الوزراء أصروا على طرحه، من وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية إلى وزير خارجية الإمارات عبدالله بن زايد الذي برز بـ"هجومه العنيف" على لبنان وفقا للمصدر عينه.

ووجه الكلام إلى باسيل: "أنت صديق وزميل، ولكن أسألك كيف تعتمد حكومتكم سياسة النأي بالنفس عن الأزمة السورية إذ إننا نرى الحزب يقاتل فيها؟".

وهنا أوضح باسيل أنه سبق له أن دان أمام وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، أي تهجم على أي دولة عربية، وكل ما يصدر عن الحكومة هو الموقف الرسمي، وفي ما عدا ذلك فإن أي زعيم مسؤول عما يدلي به.

وفيما استمر الانتقاد والتهجم العنيف على كلام نصرالله، طلب باسيل تأجيل بت مشروع القرار وإعطاءه الوقت لإجراء الاتصالات اللازمة لتسوية الأمور من منطلق الحفاظ على حكومة الوحدة الوطنية والتمسك في آن واحد بالاتحاد مع ما يريده العرب. ومما قاله باسيل: "نحن نتفهم هواجس البحرين، ولبنان على مسافة واحدة ويبقى في ضمير العرب الصورة الجميلة".

إلا أن الجميع أصروا على إمرار مشروع القرار البحريني، فكرر: "أعطوني مهلة لعرض الموقف على حكومتي"، عندها قال بن زايد: "هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها البحرين لهجوم سواء من سياسيين أم صحف أم أقنية لبنانية، وعلى الحكومة أن تتخذ موقفا"، فرد باسيل: "إنكم تضطرونني إلى تسجيل اعتراضي على مشروع القرار، وبعودتي إلى لبنان سأعرض المسألة على الحكومة لاتخاذ موقف يريح الدول العربية، وفي الوقت نفسه لا يعكر العيش المشترك ووحدة الحكومة".

وعقب الوزير الإماراتي: "إن السيد نصرالله ليس شخصية عادية، وله وزنه الديني. هو ممثل في الحكومة التي لم تدن التدخل في الشأن البحريني".

وهدد باتخاذ خطوات ضد لبنان إذا لم تتوقف تدخلات نصرالله. غير أنه لم يسردها. وقال: "إذا بقيت الحكومة اللبنانية عاجزة عن ضبط التدخل في شؤوننا، فنحن قادرون على اتخاذ خطوات لوقفه على المستويات كافة".

ولفت المصدر إلى أن الوزير البحريني وسائر الوزراء أبدوا انزعاجهم البالغ من ورود عبارة "متصهينة" في خطاب السيد. وأثار أكثر من وزير مواضيع عن المساعدات للبنان مثل: "من عمّر قرى في الجنوب دمّرت في حرب إسرائيل عام 2006؟ أو من ساعد في البنى التحتية حتى الآن سوى صندوق النقد الكويتي؟".

ولوحظ أن الوزراء المنتقدين توجهوا بالكلام إلى باسيل قائلين: "مع محبتنا وصداقتنا لك، لا يمكننا السكوت عن هذا التدخل".

 واستعيض عن مشروع القرار ببيان اعترض عليه باسيل، وحصلت "النهار" على نصه: "يسجل لبنان اعتراضه على البيان المقدم من مملكة البحرين طلبا لإعطاء المزيد من الوقت والتأجيل من أجل معالجة الموضوع وعرض الأمر على الحكومة اللبنانية إفساحا في المجال للحفاظ على صفو العلاقات العربية – العربية، ولكون الموقف اللبناني الرسمي يقضي بعدم التدخل في الشؤون الداخلية العربية وعدم التعرض لها".

وحده وزير خارجية العراق أيد اقتراح باسيل التأجيل.

(عن النهار اللبنانية)