تعد
المواجهات التي دارت صباح الأربعاء، بين الشبان وقوات
الاحتلال في المسجد
الأقصى الأعنف منذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بحسب محللين ومصادر محلية.
فقوات الاحتلال التي أطلقت عشرات القنابل المسيلة للدموع والصوتية على أرجاء المسجد الأقصى هدفت إلى إجبار المصلين على الخروج منه، مستخدمة أيضا الرصاص المغلف بالمطاط.
يأتي هذا عشية عيد "العرش" العبري، وذكرى مجزرة الأقصى في 8 تشرين أول/ أكتوبر عام 1990، التي راح ضحيتها 22 شهيدا.
حيث أفرغت قوات الاحتلال المسجد الأقصى من المصلين للسماح لنحو 30 مستوطنا بدخول المكان والتجول فيه، فيما بات يعرف مجازيا بالتقسيم الزماني للمسجد الأقصى، الذي يمتد عادة من الصباح حتى قبيل الظهر، يتم فيه اقتحام المستوطنين بحراسة مشددة من قبل قوات الاحتلال، بحسب شهود عيان.
وكان من بين من تم إخراجهم من المسجد نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل كمال خطيب، الذي أصيب بعيار مطاطي من بين 20 مصابا أصيبوا خلال المواجهات التي استمرت قرابة الساعتين من بينها إصابة خطيرة بالرأس.
وقال الخطيب لـ"عربي21"، إن ما جرى هو محاولات احتلالية يومية لتهديد المسجد الأقصى، مشيرا إلى أن ذلك سيقابل بالتصدي من قبل الفلسطينيين، مذكرا بانتفاضة الأقصى التي اندلعت عام 2000 بعد زيارة ارئيل شارون للمسجد، وبمجزرة عام 1990.
وذكر شهود عيان لـ"عربي21"، أن قوات الاحتلال اعتقلت مسنا وموظفة الأوقاف عبير زياد بعد الاعتداء عليها وضربها بوحشية وإزالة الحجاب عن رأسها، كما اندلعت اشتباكات عند بوابات المسجد منذ ساعات الصباح.
أما الصحفية المقدسية بيان الجعبة، فقالت لـ"عربي21"، إن "المواجهات اندلعت منذ الصباح في ساحات المسجد الأقصى بعد أن اقتحمت قوات الاحتلال المسجد واشتبكت مع المرابطين فيه لتندلع بعدها مواجهات عنيفة جدا".
وأضافت، أن قوات الاحتلال اقتحمت المسجد الأقصى بشكل جنوني وأطلقت القنابل الصوتية والارتجاجية بشكل عشوائي تجاه النسوة وكبار السن الذين تمكنوا من دخول الأقصى بعد أن منعت قوات الاحتلال من تقل أعمارهم عن 60 عاما من دخوله، وحاصرت قوات الاحتلال أيضا المصلى القبلي بالمسجد الأقصى واشتبكت مع المرابطين فيه ما تسبب باندلاع النيران في سجاد المصلى نتيجة إلقاء الاحتلال لعشرات القنابل داخله فيما رد عليهم الشبان بإطلاق المفرقعات ورشقهم بالحجارة..
وأوضحت، أن المرابطين في الأقصى قاموا بإطلاق المفرقعات النارية تجاه باب المغاربة من الشرفة الجنوبية للمسجد الأقصى، مما أدى لإثارة الرعب في صفوف المستوطنين في منطقة باب المغاربة والذين يتوجهون إلى حائط البراق لأداء صلواتهم التلمودية.
فيما قال محمود أبو عطا من مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، إنه بعد تفريغ أغلب المصلين من الأقصى، اقتحمت مجموعتين من المستوطنين الأقصى، ونظموا جولة مطولة في أنحاء متفرقة فيه.
وأشار في حديث مع "عربي21"، إلى أن قوات كبيرة من الاحتلال اقتحمت الساعة السابعة والنصف المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، وبدأت بالاعتداء على المصلين والمعتكفين فيه من أهل القدس والداخل الفلسطيني، وألقت وابلاً كثيفا من القنابل الصوتية والحارقة وغاز الفلفل، ثم قامت بإخلاء المسجد وتفريغه من أغلب المصلين، وحتى موظفي دائرة الأوقاف وسدنته، بالإضافة إلى إخراج طواقم الإسعاف، وتسلق عدد من قناصة الاحتلال سور الجدار الغربي للمسجد الأقصى فوق باب المغاربة.
ولفت إلى أنه في الوقت نفسه قامت قوات أخرى بمحاصرة الجامع القبلي المسقوف والمصلين الذين احتموا فيه، وألقت وابلاً كثيفاً من القنابل الصوتية والحارقة وغاز الفلفل والرصاص المطاطي المغلف بالمعدن، مما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات، واحتراق جزء من سجاد أرضية القبلي، وقام طاقم إطفاء الأقصى بإخماده فوراً.
وبالتزامن مع ذلك قال أبو عطا: "منعت قوات الاحتلال دخول أي شخص إلى الأقصى، من ضمنهم المسؤولين في الأوقاف وموظفين ومدرسين، وطلاب وطالبات المدارس الشرعية، في حين رابط المئات من أهل القدس والداخل عند أغلب بوابات الأقصى من الخارج، وتعمد الاحتلال أكثر من مرة أيضا الاعتداء على المرابطين بالقنابل الصوتية والهراوات والضرب بالأيدي والأرجل وأعقاب البنادق، كما اعتقل عددا من المصلين من ساحات الأقصى، وتم تحويلهم إلى مراكز التحقيق".