في كل ليلة لمدينة الموصل شمالي
العراق موعد مع
القصف، فبعد أن كانت تستهدف الطائرات الحكومية المشروعات الحيوية كالماء والكهرباء، بدأت بتغيير وجهتها نحو استهداف بيوت المسؤولين السابقين في الحكومة المحلية في الموصل.
ففي الثلاثاء الماضي، استهدفت الطائرات الحكومية منزل النائب في مجلس محافظة نينوى دلدار الزيباري - كردي - الواقع في حي النور شرقي الموصل.
حيث قال شهود عيان لـ عربي 21، إن البيت لم يكن يقطن فيه أحد لأن جميع المسؤولين خرجوا من الموصل هم وأسرهم بعد سيطرة
داعش على المدينة، لكن مصادر حكومية زعمت أن بيوت المسؤولين في الموصل أصبحت " وكرا" لتنظيم داعش حسب تعبيرها.
وأكد شاهد عيان يدعى سعد يقطن في بيت مجاور للبيت المستهدف أنه لم يكن فيه أحد كما تزعم وسائل الإعلام التابعة لحكومة
المالكي، وقال سعد لـ"عربي 21": "تنظيم داعش استولى على بيت دلدار الزيباري في أول أيام سيطرته على المدينة، لكنهم تركوا البيت بعد أيام، وعندما قصفت الطائرات الحكومية، لم يكن هناك أحد في البيت"، وأضاف "أصيب البيت بأضرار كبيرة بالإضافة إلى بيتي والبيوت المجاورة".
وأشار سعد إلى أنه كان من المفترض أن يستهدف البيت بصاروخين، لكن الثاني أخطأ الهدف واستهدف بيتا آخر أدى إلى مقتل رجل ثلاثيني وطفلته.
وذكر أن أقارب الطفلة زينب، والتي كانت ضحية القصف الحكومي، كانت عائدة من المستشفى مع والدها أثناء القصف بسبب مرض ألم بها، لكن شظايا القصف كانت كفيلة بتغييبها عن الحياة.
وكانت الطائرات الحكومية قد استهدفت في وقت سابق منزل محافظ نينوى أثيل النجيفي، وبعد أيام ظهر فيديو لقيادي كبير في داعش وهو شاكر وهيب ومعه عدد من المقاتلين العرب مجتمعين في منزل زعم ناشره أنه بيت النجيفي.
وأكدت مصادر كثيرة أنه وبعد سيطرة داعش على الموصل استولى مسلحوه على بيوت جميع المسؤولين السابقين، إلا أن شهود عيان ذكروا أن أغلب تلك البيوت تركها داعش بعد الاستيلاء على المحتويات، فيما قام بإيواء أسر التنظيم في بعض من تلك البيوت.
وقال مسؤول حكومي سابق في تصريح لـ"عربي 21" إن تنظيم داعش دخل بيته واستولى على جميع ممتلكاته من أجهزة منزلية وسيارات خاصة به، وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه " حتى التفاصيل الصغيرة استولوا عليها كقناني الغاز وغيرها ".
وفي تطور آخر قصفت الطائرات الحكومية ليلة الأربعاء العديد من البيوت في حي المنصور في الجانب الأيمن من الموصل.
وذكر سكان محليون لـ عربي 21 أن القصف كان ضحاياه عائلة كاملة متكونة من ثلاث أفراد قتلوا جميعا في ثالث أيام العيد.
وتوقع سكان قريبون من الحادث أن القصف كان يستهدف معمل للألبسة الجاهزة، بعد ورود أخبار أن تنظيم داعش شغل المعمل لغرض صناعة ألبسة خاصة بمسلحيه مشابهة للزي الأفغاني.