كتب فهمي هويدي: هذه مقتطفات من حوار جاد ومهم مع المشير عبدالفتاح
السيسي، لم يتح لها أن تظهر في الصحف المصرية، المشغولة بنشر حوارات رؤساء تحريرها. عيبه الوحيد أن وكالة «رويترز» هي التي أجرته، وبثته يوم الخميس 17/5. إليك نماذج من الأسئلة والأجوبة.
س: هل ترى جمال عبدالناصر نموذجا تقتدي به أم السادات أم أن هناك زعيما آخر؟ جـ: كل عصر وكل مرحلة لها من يقودها وينجح فيها، والوقت الذي نحن فيه يختلف جدا عن العصور السابقة، ونحن بحاجة لمن يشتغل جادا في خدمة المصريين.
س: ما تقييمك للوضع الحالي للعلاقات بين القاهرة وواشنطن؟
جـ: علاقتنا بالولايات المتحدة الأمريكية علاقة إستراتيجية مستقرة وثابتة، وإذا حدث أي ارتباك في تلك العلاقة تحت أي ظرف، فليس معنى ذلك أننا لا نستطيع أن نواصل السير معا، هذا غير صحيح لأن العلاقة مستقرة، فضلا عن أننا بحاجة إلى التعاون مع كل الدول لأن مصر تواجه تحديات ضخمة جدا وبحاجة إلى دعم ومشاركة الجميع.
س: قامت واشنطن بتجميد جزئي للمساعدات العسكرية فهل تتوقع رفعها حين تصبح رئيسا؟
جـ: إنني متفهم للمعايير الغربية والأوروبية والأمريكية فيما يخص تجديد وتعليق المعدات العسكرية، رغم ما له من رد فعل سلبي جدا لدى الرأي العام المصري. وإذا كنا متفهمين للموقف الأمريكي فإنني أتمنى أن يقوموا هم بتفهم موقفنا.
س: هل هناك شيء بوجه خاص تريد أن تقوله للرئيس أوباما؟ جـ: نحن نخوض حربا ضد الإرهاب في سيناء. والجيش المصري يقوم بعمليات كبيرة هناك كي لا تتحول سيناء إلى قاعدة للإرهاب تهدد جيرانها(؟)، وتتحول مصر إلى منطقة غير مستقرة. وذلك ليس في صالح الأمن أو السلام في العالم كله، نحن بحاجة إلى الدعم الأمريكي لمواجهة الإرهاب، ليس فقط في سيناء، لأن حدودنا ممتدة جدا من أول البحر المتوسط حتى عمق 1200 كيلومتر على الحدود الليبية ومثلها مع السودان، غير الحدود البحرية التي تمتد لأكثر من 3000 كيلومتر.
س: هل ترى في ليبيا تهديدا؟ جـ: الأمر ليس مقصورا على ليبيا، لأننا يجب أن نتحسب من انتشار خريطة الإرهاب في المنطقة. وللغرب دوره في ذلك، لأنهم لم يستكملوا مهمتهم في ليبيا. إذ كان يجب أن يتم تجميع السلاح المنتشر في كل مكان هناك كي تستقر الدولة وتتمكن الحكومة من أداء دورها.
س: ما هو تقييمك للعلاقات مع إسرائيل وكيف ترى تطورها في ظل رئاستك؟ جـ: علاقتنا مع إسرائيل تحكمها معاهدة السلام المستقرة من أكثر من 30 سنة، رغم التحديات التي واجهتها، وهو ما احترمناه وسنحترمه. والإسرائيليون يعرفون ذلك جيدا والسؤال حول التزامنا بمعاهدة السلام تجاوزته الأحداث. لأنه موضوع مستقر لدى القيادات والرأي العام المصري، وينبغي ألا نكتفي بما تحقق، لأننا بحاجة لأن نرى الدولة الفلسطينية، وبحاجة لأن نتحرك باتجاه السلام الذي تجمد لعدة سنوات. ونحن نرى أن هناك فرصا حقيقة لإقرار السلام، الآن تدخل المنطقة في عهد جديد، ونحن مستعدون للعب أي دور يحقق السلام والاستقرار والتقدم في المنطقة.
س: هل لديك خطط لخفض نفوذ رجال الأعمال الذين كانوا مهيمنين في عهد مبارك؟
جـ: نحن نريد أن نعمل في إطار القانون والدستور. نريد أن نعظم هذا الدور حاضرا ومستقبلا، ولا نريد أن نتخذ إجراءات تخوف أحدا، وإنما نحرص على أن نوفر الفرص للجميع.
س: هل يعقل حظر نشاط الإخوان وألا يعد ذلك مجازفة تدفعهم للعمل السري وإلى مزيد من التشدد؟ جـ: المشكلة أنهم فقدوا الصلة مع المصريين وفقدوا تعاطف أغلبيتهم. والعنف غير المبرر أفقدهم أي شكل من أشكال التعاطف، بل إن ذلك لم يدع أي فرصة للمصالحة مع المجتمع. ومشكلتهم ليست معي لكنها مع الشعب المصري الذي أصبح غاضبا منهم ورافضا لمصالحتهم. إنهم يتبنون فكرا متشددا لا يقبل التفاهم مع الآخر. ويتصورون أنفسهم على الحق المبين وكل من عداهم ليسوا كذلك.
س: بعد صدور أحكام كثيرة بالإعدام بحق الإخوان، هل تعتقد أن العملية القضائية نزيهة وهل تؤيد تلك القرارات؟ جـ: نحن نؤسس دولة القانون ونحترم استقلال القضاء وأرجو أن تهتموا بالضحايا على الجانب الآخر.
حين يطالع المرء الحوار سيلاحظ على الفور أن السيسي مسح كل ما رددته وسائل الإعلام المصرية ــ مسربا من المصادر السيادية ــ عن استدعاء تجربة عبدالناصر وعن الصدام بين القاهرة وواشنطن والمؤامرات التي تدبرها المخابرات الأمريكية مع آخرين لإعادة حكم الإخوان وعن خطر ما سمي بالجيش المصري الحر، وغير ذلك من الفرقعات التي احتلت عناوين الصحف خلال الأسابيع الماضية لإيهام الناس بأن الدول الغربية تحتشد لإجهاض الحلم المصري الذي تحقق في 3/7، سيلاحظ أيضا أن الكلام عن الولايات المتحدة وإسرائيل هادئ تماما، وأن التحديات والمعارك كلها داخلية ضد الإرهاب وضد الإخوان، الأمر الذي يثير أسئلة كثيرة حول احتمالات الاستقرار، وعوامل جذب السياح والمستثمرين وسيلاحظ كذلك غياب أي حديث عن الحريات العامة أو إشارة إلى العناوين المتعلقة بالأهداف التي قامت لأجلها الثورة.
(بوابة الشرق المصرية)