حشدت أحزاب
المعارضة الجزائرية عدة آلاف من أنصارها الجمعة لتدعو إلى مقاطعة
الانتخابات التي تجري الشهر القادم ولرفض ترشح الرئيس عبد العزيز
بوتفليقة لولاية جديدة بعد 15 عاما في حكم البلاد.
وقدم بوتفليقة (77 عاما) أوراقه ليترشح للانتخابات التي تجري في 17 نيسان/ أبريل على الرغم من إصابته العام الماضي بجلطة يقول معارضوه إنها جعلته في حالة صحية لا تسمح له بحكم البلاد خمسة أعوام أخرى.
واكتظت قاعة حرشة التي تبلغ طاقة استيعابها تسعة آلاف شخص بأنصار تنسيقية الأحزاب والشخصيات المقاطعة لانتخابات الرئاسة المقررة يوم 17 نيسان/ أبريل المقبل، مرددين هتافات مثل "مقاطعة..مقاطعة" و "لا للعهدة (الولاية) الرابعة" و"سئمنا من هذا النظام".
ويعد التجمع الحاشد الذي ضم منتمين لعدة أحزاب سياسية ومستقلين هو الأول من نوعه لمعارضي انتخابات الرئاسة دعت إليه "تنسيقية الأحزاب والشخصيات المقاطعة".
وتضم التنسيقية أربعة أحزاب أعلنت سابقا مقاطعة الانتخابات ثلاثة منها إسلامية وهي حركتا مجتمع السلم والنهضة وجبهة العدالة والتنمية، إلى جانب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية ذي التوجه العلماني. كما تضم التنسيقية المرشحين المنسحبين من سباق الرئاسة وهما رئيس الحكومة الأسبق، أحمد بن بيتور، ورئيس حزب جيل جديد، جيلالي سفيان.
ويعتبر هذا تجمعا نادرا في الجزائر المنتجة للنفط وعضو أوبك، حيث يقول منتقدون إن فصائل متنافسة في نخبة حزب جبهة التحرير الوطني وجنرالات الجيش يهيمنون على الساحة السياسية من وراء الكواليس منذ الاستقلال عن فرنسا عام 1962.
وقال محسن بلعباس القيادي في حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية أمام الحشد إن الناس الموجودين في هذه المناسبة هم من استبعدوا وهمشوا لكن هذه هي الجزائر الحقيقية، مضيفاً "أن النظام سينهار لكن الجزائر ستعيش".
من جهته، قال رئيس الحكومة الأسبق، أحمد بن بيتور، "اليوم 21 آذار/ مارس بداية فصل الربيع الذي سيثمر ثمارا هي دولة القانون والحقوق المضمونة للجميع".
وتابع مخاطبا الحضور: "لقد أثبتم بتواجدكم هنا أنكم سلميون في مواجهة قمع النظام الحالي ولا بد أن يقرر الجزائريون مصيرهم بأيديهم".
وبعد نهاية خطابات قادة تنسيقية الأحزاب والشخصيات المقاطعة بدأت الجماهير في مغادرة قاعة حرشة حسان دون تسجيل أي أحداث أو صدامات مع قوات الشرطة التي كانت حاضرة بكثافة في محيط المكان.