سياسة دولية

رئيس مجلس تتار القرم: نواجه كارثة تتصاعد وتيرتها

جنود روس في شبه جزيرة القرم (أرشيفية) - الأناضول
بعث رئيس المجلس الوطني لتتار القرم رفعت جوباروف رسالة إلى رئيس الولايات المتحدة الأميركية باراك أوباما طالبا منه اتخاذ موقف واضح لحماية سكان جمهورية القرم ذات الحكم الذاتي في أوكرانيا.

وذكر بيان صادر عن السفارة الأوكرانية أن جوباروف بعث برسالة إلى الرئيس أوباما، أفاد فيها أن جمهورية القرم التي يقطنها إضافة للتتار (المجموعة العرقية) الذين يعتنقون الإسلام إثنيات الروس والأوكران، تواجه كارثة اجتماعية تتصاعد وتيرتها. 

وأوضح جوباروف في الرسالة أن الساسة الإنفصاليين في القرم يفتقدون للمسؤولية و يدعمون تحركات القوات الروسية واسعة النطاق منذ أكثر من أسبوع، مشيرا أن عدد القوات الروسية في القرم بلغ 30 ألف عسكري، أعاقوا العمل في القواعد والمطارات العسكرية، والدخول والخروج إلى القرم.

ولفت جوباروف إلى فشل منظمة الأمن والتعاون الأوروبي بإرسال مراقبين إلى القرم منذ أكثر من ثلاثة أيام، مشيرا إلى أن عساكر روس أجبروا مستشار الأمين العام للأمم المتحدة روبرت سيري على مغادرة القرم تحت التهديد، معربا عن قلقه على مستقبل القرم.

قوات روسية فتحت النار في قاعدة بالقرم

وفي السياق ذاته، نسبت وكالة الأنباء "إنترفاكس" الروسية إلى ضابط أوكراني قوله إن قوات روسية فتحت نيران البنادق الآلية، الإثنين، أثناء استيلائها على موقع بحري أوكراني في القرم.

وأضاف الضابط الذي لم تذكر الوكالة اسمه وينتمي إلى كتيبة المركبات في البحرية الأوكرانية أن القوات الروسية اقتحمت القاعدة بالقرب من بلدة باختشيساراي وأخذت الهواتف المحمولة من الأوكرانيين وبدأت تحاول إخراج المركبات.

ولم يصب أحد من أفراد القوات الأوكرانية -بحسب الضابط-  ويعمل قائد القاعدة على التفاوض لإنهاء هذا التحرك.

وسيطرت القوات الروسية على عدد من المنشآت العسكرية في مختلف أنحاء شبه جزيرة القرم لكنها لم تتبادل إطلاق النار مع القوات الأوكرانية. 

وقامت مجموعة مسلحة يشتبه أنها من الجنود الروس، بدخول قاعدة عسكرية أوكرانية في منطقة "باهجه سراي" في جمهورية القرم والسيطرة عليها، بالتزامن مع محاصرة  مقرات أخرى في  شبه الجزيرة التي تشهد اضطرابات منذ 27 شباط/ فبراير الماضي، فيما يبدو أنه مخطط للسيطرة على  المقرات كافة فيها.
 
وأفاد بيان صادر عن وزراة الدفاع الأوكرانية، قيام مجموعة مؤلفة من 20 شخصا تطلق على نفسها لجان الحماية الشعبية للقرم، بمحاصرة مشفى عسكري أوكراني في العاصمة سيمفيربول، ومنع الدخول والخروج إليه.

وأضاف البيان أن  أكثر من  20 مريضا في وضع حرج من الجنود الأوكران يتلقون العلاج في المشفى، مشيرا إلى أن حصار المشفى أدى  إلى صعوبات في عمل الأطباء هناك.

وفي سياق متصل أفاد بيان صادر عن قيادة القوات البحرية الأوكرانية قيام 200 جندي روسي، بمحاصرة مستودع للذخيرة تابع لوحدة تقنيات الصواريخ العسكرية الأوكرانية، في منطقة "جيرنومورسك" بالقرم، والطلب من حراسها مغادرتها حيث يحرسها جنديان أوكرانياتن فقط حاليا.

وتشهد جمهورية القرم من 27 شباط/ فبراير الفائت انتشار مسلحين بزي عسكري سيطروا على العديد من المقرات المدنية والعسكرية وما زالوا يحاصرون مباني ومقرات أخرى. 

وتتهم السلطات الأوكرانية تلك المجموعات بأنهم جنود من الجيش الروسي، فيما ترد روسيا بأن لا علاقة لهؤلاء بالجيش الروسي، بل هم مجموعات حماية من سكان القرم أنفسهم.

من جهته، طالب رئيس وزراء أوكرانيا أرسيني ياتسينيوك بإلغاء الاستفتاء على ضم القرم لروسيا،  مضيفا أن  الحكومة في القرم غير شرعية، و تعيش تحت حماية 18 ألف جندي روسي، ووصفها "بالعصابة المجرمة التي خرقت الدستور الأوكراني".

وحمل ياتسينيوك مسؤولية ما يجري في القرم لروسيا، لافتا أن سلطات الأمر الواقع في القرم منعت دخول المراقبين، الذين قدموا بناء على طلب رسمي من أوكرانيا، كما اتهم موسكو بالعودة إلى أجواء ما بعد الحرب العالمية الثانية.

يذكر أن برلمان القرم  اتخذ قرارا الأسبوع الفائت بالانضمام لروسيا، وطرح القرار على استفتاء حدد موعده في 16 آذار/ مارس الحالي، وهو ما لاقى معارضة من الدول الأوربية والولايات المتحدة، فيما تعهدت السلطات الأوكرانية بالدفاع عن وحدة أراضيها. 

اجتماع مجلس الأمن حول أوكرانيا

ويعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا جديدا مغلقا، الاثنين، حول الأزمة الأوكرانية، كما ذكر دبلوماسيون.

وطلبت أوكرانيا عقد هذا الاجتماع غير الرسمي، وسيحضر مندوبها في الأمم المتحدة المناقشات.

وهذا خامس اجتماع لمجلس الأمن حول هذا الملف خلال عشرة أيام.

وقال دبلوماسي في المجلس إن "الأسبوع سيشهد كثيرا من التوتر مع اقتراب الاستفتاء الأحد".

ودعا برلمان القرم الموالي لروسيا إلى هذا الاستفتاء ليقرر احتمال إلحاق شبه الجزيرة بروسيا.

واعتبرت كييف والبلدان الغربية هذا الاستفتاء غير شرعي، ولم يتمكن مجلس الأمن حتى الآن من اتخاذ موقف موحد حول الأزمة الأوكرانية.

وتتمتع موسكو العضو الدائم في المجلس بحق النقض وتستطيع بهذه الصفة عرقلة أي موقف لهذه الهيئة.

وظاهرة بموسكو لضم القرم إلى روسيا

وفي السياق ذاته، احتشد الإثنين، نحو 500 شخص يؤيدون ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا في وسط العاصمة الروسية موسكو.

ويرفض النشطاء الحرب في أوكرانيا لكنهم قالوا إنهم يعتقدون أن حال القرم سيكون أفضل في حال ضمها لروسيا، وأضافوا أن السلطة في كييف استولى عليها "إرهابيون" على حد وصفهم.

وأكدت المتظاهرة يلينا على أن المشاركين في التجمع الحاشد جاءوا طوعا لإظهار تأييد حقيقي.