ملفات وتقارير

صحيفة: جرافات التوسعة تزحف نحو موقع ولادة الرسول

توسعة في الحرم المكي - أرشيفية
حذر تقرير نشرته صحيفة "اندبندنت" البريطانية من مخططات لتوسعة الحرم المكي، وأنه قد يؤدي لهدم المكتبة الصغيرة القريبة من المسجد الحرام والتي بنيت فوق موقع البيت الذي يعتقد أن الرسول ولد فيه. 



وحصلت الصحيفة على المخططات الجديدة لبناء مجمع على موقع يؤكد العلماء أنه مكان ولادة النبي محمد عليه الصلاة والسلام، كجزء من برنامج تطوير لمدينة مكة بتكلفة مليارات الدولارات، و"دمر البرنامج لحد الآن الكثير من المواقع والأبنية الدينية".



وازدادت الآمال في العام الماضي ببقاء مبنى المكتبة عندما تراجعت العائلة المالكة عن مشروع هدمها وبناء محطة قطار مترو مكانها، أو بناء مكتبة ضخمة في الموقع باسم الملك عبد العزيز، "مؤسس المملكة الحديثة".



ولكن الشركة التي تقوم بالإعمار وهي شركة بن لادن تقترح هدم المكتبة لبناء سكن لإمام المسجد الحرام بالإضافة إلى قصر رئاسي.

وحكام المملكة الذين يتبعون تعاليم محمد بن عبد الوهاب ينكرون أن النبي ولد في ما يعرف بـ"بيت المولد"، ويعارضون الحفاظ على الآثار النبوية بحجة أنها تشجع على الشرك.



وأضافت الصحيفة أن "المشكلة هي التسرع في تطوير مكة بعشرات المليارات من الدولارات لتحويلها إلى مدينة حديثة تحتوي على ناطحات سحاب وفنادق والتوسعة الضخمة للمسجد الحرام نفسه ليتسع للمزيد من الحجاج تستمر بتهور ودون محاولة لأي نوع من الحفاظ على الآثار".



فقد تم طمس الأعمدة التي تعود إلى الحقبة العثمانية والتي تحمل نقوشا إسلامية، كما تم هدم بيت زوجته على مقربة من المكتبة، وبني مكانه مراحيض، بحسب الصحيفة.

وبالنسبة للمنتقدين فهدم المكتبة ستكون "القشة التي قصمت ظهر البعير". 



ويقول الدكتور المؤرخ والمدير الإداري لمؤسسة بحوث التراث الإسلامي عرفان علوي، إن "الموقع التاريخي الأخير في المملكة هو مكان مولد الرسول محمد، وربما هو الأهم للمسلمين حول العالم .. ومعظم الناس ليس عندهم علم بأن هناك خطة لتدميره".



وبناء بيت راق وقصر رئاسي فوق المكان سيضيع أي فرصة للتنقيب الأثري فيه فالمكتبة الصغيرة – وهي بناية اسمنتية متواضعة لا تفتح إلا قليلا أمام الزوار- هي أحد آخر المنشآت التي تقف أمام الجرافات، وكانت قد بنيت في خمسينيات القرن الماضي لحماية ما يقع تحتها.