فيما اعتادت المملكة أن تنفي التقارير
الإسرائيلية والغربية بشأن لقاءات جمعت دبلوماسييها ومسئوليها بنظرائهم الإسرائيليين ، لم يصدر بعد
نفي أو تأكيد لما تدوالته وسائل إعلام إسرائيلية على مدار اليومين الماضيين عن لقاءات جمعت رئيس الاستخبارات السعودي الأسبق الأمير تركي الفيصل بوزيرة العدل الإسرئيلية تسيبي ليفني خلال مؤتمر ميونيخ للأمن والسلام العالمي الذي اختتم أعماله أمس الأحد.
ونفت
السعودية خلال الأربعة الشهور الماضية، مرتين، تقارير إسرائيلية وغربية عن لقاءات جمعت دبلوماسيين سعوديين وإسرائيليين غالبا ما وصفتها وسائل الإعلام الإسرائيلية بـ"التاريخية"، كان أحدها مع الأمير تركي الفيصل أيضا.
ودأبت وسائل إعلام إسرائيلية خلال الأونة الأخيرة، عن الإعلان عن
تقارب سعودي إسرائيلي ولقاءات تجميع دبلوماسيين ومسئولين من الجانبين، إما بشكل سري أو علني، وغالبا ما يكون هدفها تنسيق المواقف ضد إيران، أو دعوة من السعودية لإسرائيل للموافقة على مبادرة السلام العربية، التي سبق أن أعلن عنها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز عام 2002.
وكانت آخر حلقات العلاقة السعودية الإسرائيلية، ما نقلته صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، عن أن وزير الاستخبارات السعودي الأسبق الأمير تركي الفيصل بن عبد العزيز قال: " إن اسرائيل يمكنها أن تكون لاعبا رئيسيا في منطقة الشرق الأوسط، حال توصلت الى اتفاقية سلام مع الجانب الفلسطيني".
وأضاف لابد من استغلال الجهود الكبيرة التي يبذلها وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري، داعيا الى عدم انتظار 60 عاما اضافية للتوصل الى اتفاقية سلام .
وأوضح الأمير السعودي أن اتفاقية السلام مع الجانب الفلسطيني ستفتح المجال لتعاون كبير، معتبرا ان اسرائيل ستكون لاعب رئيسي وهام خاصة في الجهود المبذولة لنزع الشرق الأوسط من اسلحة الدمار الشامل.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن هذا التصريح من قبل الأمير السعودي جاء على هامش مؤتمر ميونخ ، الجمعة ، مضيفة أن "الأمير السعودي أثنى خلاله على وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبيليفني في حديث وجهه لها على هامش المؤتمر.
وقالت الإذاعة الإسرائيلية، صباح الأحد: "إن وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني أجرت (الجمعة) في مؤتمر ميونيخ حواراً استثنائياً مع الأمير السعودي تركي بن فيصل وسألها عن سبب عدم اعتماد إسرائيل مبادرة السلام السعودية".
وأضافت الإذاعة إن الأمير السعودي أعرب عن سروره للقاء ليفني، متمنياً أن تساهم في تليين مواقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وأقرت القمة العربية في بيروت 2002 مبادرة السلام العربية التي أطلقها الملك عبد الله بن عبد العزيز، عاهل السعودية (ولي العهد في ذلك الوقت)، وتقوم على إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دوليًا على حدود 1967 وعودة اللاجئين والإنسحاب من هضبة الجولان السورية المحتلة، مقابل اعتراف الدول العربية بإسرائيل وتطبيع
العلاقات معها.
ولم تنشر وسائل الإعلام الإسرائيلية أي صور أو لقطات فيديو تجمع بين الفيصل وتسيبي ليفني.
ورغم أن الامير تركي الفيصل ، لا يحمل اي صفة رسمية حاليا، إلا أن الموقع الهام الذي كان يشغله وباعتبار كونه عضو مهم في الأسرة الحاكمة يجعل من الصعب الفصل بين توجهاته والتوجهات الرسمية للمملكة.
ولم يصدر بعد نفي أو تأكيد من الأمير تركي الفيصل حول ما ذكرته وسائل الإعلام الإسرائيلية.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وقبيل الاتفاق التمهيدي الذي وقعته مجموعة "5+1" مع إيران في 24 نوفمبر 2013 في جنيف بشأن برنامج طهران النووي ، قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إن دوبلوماسيين ومن بينهم سعوديين التقوا نظرائهم الإسرائيليين في واشنطن للحديث عن موقف مشترك من طهران.
وفي السياق نفسه ذكر موقع ديبكا الإسرائيلي أن هناك إشارات سعودية بالموافقة على ستخدام أجوائها لضرب إيران.
وفي 17 من الشهر نفسه أيضا، قالت صحيفة "صنداي تايمز"، ، إن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) يتعاون مع مسؤولين سعوديين في وضع خطة طارئة لتوجيه ضربة محتملة لإيران، في حال عدم نجاح المباحثات الخاصة ببرنامجها النووي، في جنيف (التي كانت مقررة 20 نوفمبر بين إيران ومجموعة "5+1"( الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن أمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين بالإضافة إلى ألمانيا) حول البرنامج النووي الإيراني وقادت للتوقيع على اتفاق تميهيدي يوم 24 نوفمبر).
وجاء في تقرير بعنوان "الخصمان القديمان يتحدان ضد طهران" كتبه مراسل الصحيفة البريطانية من تل أبيب، عوزي ماهنيمي، ونشر على موقع صنداي تايمز الإلكتروني، أن "الرياض وافقت على السماح للطائرات الإسرائيلية باستخدام مجالها الجوي في حال ضرب إيران، حيث تثير طموحات إيران النووية مخاوف السعودية وإسرائيل على حد سواء".
لكن السعودية، نفت ما ذكرته الصحيفة بريطانية بشأن تعاون الرياض مع المخابرات الإسرائيلية (الموساد)، لتوجيه ضرب محتملة لإيران، مشيرة إلى "عدم وجود اتصالات مع تل أبيب من أي نوع".
وقال مصدر مسؤول بوزارة الخارجية، لوكالة الأنباء السعودية الرسمية، في 18 نوفمبر، إن ما نشرته صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية، والذي تحدث عن وجود اتصالات سعودية إسرائيلية "غير صحيح جملة وتفصيلاً".
وشدد المصدر الذي لم يذكر اسمه على "عدم وجود أي نوع من العلاقات أو الاتصالات مع إسرائيل من أي نوع كان وعلى أي مستوى".
وبعد مرور أقل من شهر على النفي السعودي، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي عن لقاء وصفته بـ "التاريخي" عقد بين ممثلين إسرائيليين وسعوديين على هامش أعمال مؤتمر في إمارة موناكو.
وأضافت الإذاعة أن السفير السعودي لدى الولايات المتحدة سابقا الأمير تركي الفيصل صافح سفير إسرائيل في واشنطن سابقا ايتمار رابينوفيتش وعضو الكنيست مئير شطريت وطالبهم بضرورة الموافقة على المبادرة العربية للسلام.
لكن الأمير تركي الفيصل، وهو يشغل أيضا منصب رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، نفى ما نشر من مزاعم على حول لقائه بعض المسؤولين الإسرائيليين على هامش مؤتمر منتدى السياسة الدولية في موناكو.
وأكد في بيان توضيحي صادر عن المركز، ونشرته وسائل إعلام محلية في 20 ديسمبر، أنه لم يتم أي اجتماع ثنائي بينه وبين مسؤولين إسرائيليين سواء من خلال هذا التجمع الدولي أو غيره.
وأشار الأمير تركي الفيصل إلى أن "من يبتدعون الأخبار في إسرائيل وخارجها كثر.. وأن على من يبحثون عن الإثارة والشوشرة ألا يطرقوا بابه".