يعود ملف استضافة
قطر لمونديال
2022 Yلى الواجهة مجددا عندما تنعقد اللجنة التنفيذية للإتحاد الدولي "
فيفا" الاربعاء والخميس في منتجع كوستا دي ساويبي (ولاية باهيا)، على هامش قرعة نهائيات
مونديال البرازيل 2022، وذلك من أجل البحث باحتمال إقامة العرس الكروي العالمي في فصل الشتاء بسبب الحرارة المرتفعة جدا في الخليج العربي خلال فصل الصيف.
كما سيبحث الإجتماع في التطور الحاصل بشأن وضع العمال العاملين في البنى التحتية الخاصة بمونديال 2022 بعد التهم التي وجهت إلى قطر بممارسة "
العبودية".
وسبق للجنة التنفيذية أن فتحت في اجتماعها السابق الباب أمام إقامة مونديال 2022 في فصل الشتاء عوضا عن الموعد التقليدي في شهري (حزيران/ يونيو) و(تموز/ يوليو) التي تصل فيهما الحرارة في الخليج العربي إلى أكثر من 50 درجة مئوية.
وانطلقت الاستشارات التي تطال جميع الأفرقاء، من لاعبين وأندية ودوريات واتحادات، وصولا إلى الناقل الرسمي والرعاة ووسائل الإعلام، من أجل البحث بتغيير موعد مونديال قطر 2022 إلى الشتاء، لكن لن يتخذ أي قرار نهائي بهذا الشأن قبل إسدال الستار على النسخة المقبلة المقررة في البرازيل في حزيران/ يونيو وتموز/ يوليو المقبلين.
ويتوجب في اجتماعي اليومين المقبلين في كوستا دي ساويبي على المسؤولين عن هذه الاستشارات، وهما أمين عام الفيفا الفرنسي جيروم فالك ورئيس الإتحاد الآسيوي لكرة القدم البحريني سلمان بن ابراهيم آل خليفة، تقديم خارطة طريق حول هذه المسألة.
وتبدو "المعركة" طويلة ليس بين الاتحادات الأعضاء وحسب بل حتى بين طرفين من البلد ذاته، أي انكلترا حيث يختلف موقف الاتحاد المحلي للعبة عن موقف رابطة الدوري الممتاز التي تعارض إقامة المونديال الشتاء، لما سيتسببه ذلك بتغيير في روزنامة المسابقات المحلية والقارية على حد سواء.
وإذا كانت الاتحادات الأوروبية الـ54 موافقة على مبدأ إقامة المونديال في الشتاء فإنها تطالب بتشاور جميع الأطراف المعنية عالميا (رابطات ولاعبون واندية واتحادات)، وذلك في ظل تشديد قطر على أن بامكانها استضافة النهائيات إن كان في الصيف أو الشتاء، وقد أصدرت اللجنة العليا المنظمة في أوائل تشرين الأول/ أكتوبر الماضي بيانا يؤكد هذا الأمر وجاء فيه: "لقد تقدمنا بطلب استضافة كأس العالم لكرة القدم 2022 في فصل الصيف لما يمثل من فرصة مميزة لتقديم حلول مثالية للاعبين والجمهور ولبلدنا قطر وللبلدان ذات الطبيعة المناخية المماثلة، لتوفير أجواء سليمة ومريحة لممارسة كرة القدم".
وأضاف: "لقد بذلنا الكثير لنبرهن أننا قادرين على الوفاء بوعودنا وتنظيم بطولة مميزة في فصل الصيف، وإذا ما تقرر تغيير موعد الإستضافة، فإننا على أتم الإستعداد لهذا التغيير، حيث أنه لن يؤثر على خططنا واستعداداتنا".
وكررت قطر رغبتها باستضافة المونديال صيفا وقالت إن "إلتزامنا بتطوير تكنولوجيا التبريد مستمر، ليس لخدمة بلدنا فحسب، وإنما لخدمة البلدان ذات الطبيعة المناخية المماثلة لبلدنا لتتمكن من استضافة الأحداث الكبرى، وفي قطر لدينا ملعب مكيف في نادي السد الرياضي، هذا الملعب تم تحديثه وتعديله عام 2008".
وقد زار مفتشو الفيفا هذا الملعب واطلعوا على آلية تطبيق تقنية التبريد.
كما زار وفد فيفا الملعب النموذجي الذي تم تشييده في 2010 والذي يستخدم تقنيات التبريد التي تعمل بالطاقة المتجددة".
واختم البيان: "إن اللجنة العليا لقطر 2022 تعكف حاليا على دراسة تطوير استخدام هذه التقنيات الصديقة للبيئة على نطاق أوسع في الملاعب، وملاعب التدريب ومناطق المشجعين، والأماكن العامة المخصصة لكأس العالم 2022".
وما هو مؤكد أن مونديال 2022 لن يكون في شهري كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير بسبب إقامة الألعاب الأولمبية الشتوية في هذه الفترة، وذلك بحسب ما أكد رئيس الفيفا السويسري جوزف بلاتر خلال زيارته لقطر الشهر الماضي من أجل بحث موضوع العاملين في تشييد الملاعب والبنى التحتية، حيث كان راضيا عن التقدم المحقق بعد اتهامات "العبودية" التي وجهت إلى قطر نتيجة التقرير الذي نشرته صحيفة "ذي غارديان" البريطانية، وقالت فيه إن عشرات العمال النيباليين لقوا حتفهم بينما كانوا يعملون في قطر، ما أثار مخاوف بشأن الاستعدادات التي تجريها الدولة الخليجية لاستضافة البطولة العالمية.
ثم عاد بلاتر في 20 الشهر الماضي ووصف وضع العمال الأجانب الذين يعملون في بناء ملاعب مونديال 2022 بـ"غير المقبول"، مضيفا خلال محادثات مع رئيس الاتحاد الدولي للنقابات ميكايل زومر "على الزعماء الاقتصاديين والسياسيين أن يساهموا في تحسين الوضع غير المقبول في قطر".
واضاف "أنا واثق من أن قطر ستأخذ هذا الموضوع على محمل الجد"، وذلك وسط تنديد منظمة العفو الدولية بالاستغلال "المخيف" للعمال الأجانب في قطر، التي وعدت بأن حقوق العمال ستحترم في ورشات العمل الخاصة بكأس العالم.