ألقت أجواء العدوان والمجازر التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع
غزة بظلالها على أجواء الاحتفالات بأعياد الميلاد في مدينة ببيت لحم.
ولأول مرة منذ عام 1948 وفي رسالة إلى العالم الغربي الذي تتجه أنظاره إلى
كنيسة المهد، لم يتم وضع شجرة عيد الميلاد وإضاءتها، ووضع بدلاً منها مجسم فني على شكل منزل مدمر كتب عليه "الميلاد تحت الأنقاض".
وهو عبارة عن بقايا أحجار مرصوصة على الأرض ومحاطة بأسلاك شائكة، تمثل الدمار الذي لحق بقطاع غزة جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي ووضعت لافتة كتب عليها "أوقفوا الإبادة الجماعية. أوقفوا التهجير القسري. ارفعوا الحصار".
وقال رئيس الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في بيت لحم وبيت ساحور، الأسقف منذر إسحاق، خلال الفعالية: "يصعب علينا وعائلاتنا وأحبتنا الاحتفال هذا العام، وأهلنا في غزة يتعرضون لإبادة وتطهير عرقي، وإن ما يحدث في غزة حرب إبادة على الشعب الفلسطيني".
وخلال قداس الرثاء "المسيح تحت الأنقاض" وعبر "رسالة عيد الميلاد" قال الأسقف إسحاق: "نحن الفلسطينيين سوف نتعافى. وسوف نقف مرة أخرى من وسط الدمار، كما فعلنا دائما كفلسطينيين... ولكن بالنسبة لأولئك المتواطئين أشعر بالأسف من أجلكم. هل ستتعافون من هذا؟".
وأضاف: "سنستمر بالصلاة ولن نتوقف بالابتهال والدعاء بأن ينجو أهلنا في القطاع من شر وسوء العدوان عليهم، ولنؤكد أننا موجودون هنا وهذا وطننا الذي ليس لنا وطن سواه. لو ولد المسيح اليوم، فسيولد تحت الأنقاض وسيتعاطف مع أطفال غزة وفلسطين الذين يتعرضون لأبشع طرق القتل والتدمير".
وأشادت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، اليوم الأحد، بموقف مسيحيي فلسطين لاقتصار احتفالهم بعيد الميلاد هذا العام على الشعائر الدينية، نظرا لما يتعرض له قطاع غزة من عدوان إسرائيلي غاشم.
وتعد كنيسة المهد المكان الديني الأقدس للمسيحيين حيث تقع على بعد نحو 10 كيلومترات جنوبي القدس.