قضايا وآراء

ما هو المطلوب من الجمعية العامة الطارئة التي ستعقد هذا الخميس؟

هل ستشكل جبهة دولية إنسانية تقف بمواجهة حلف الحرب بقيادة الولايات المتحدة وتتخذ قرارات قابلة للتطبيق تعكس آمال الشعوب في وقف محرقة غزة؟! (الأناضول)
أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي، يشكل استئناف انعقاد الجلسة العاشرة الطارئة للجمعية العامة هذا الخميس رغم تأخرها أملا للشعوب في مشارق الأرض ومغاربها، التي نادت بوقف المحرقة في قطاع غزة منذ بداية حملة الإبادة التي يقودها نتنياهو بدعم غربي.

فبعد فشل مجلس الأمن في اتخاذ التدابير اللازمة بفعل تغول الولايات المتحدة ورفضها لأي مشروع قرار يدعو لوقف إطلاق النار، لم يعد من أمل للشعوب للتصدي لهذا الجنون سوى الجمعية العامة بصيغتها الطارئة، لتحل محل مجلس الأمن لاتخاذ التدابير اللازمة بما فيها القوة المسلحة بموجب قرار متحدون من أجل السلام.

طوال 17 يوما من الحرب ومع تساقط الضحايا والتدمير المريع للقطاع يزداد الموقف الغربي بقيادة الولايات المتحدة صلافة غير متزحزح عما يدعونه "حق إسرائيل في الدفاع عن النفس"، طوال هذه الأيام لم ينبر أحد ليقول لبايدن وحلفاؤه كفى، أكثر من 170 دولة من بينها 57 دولة عربية وإسلامية اختفت من المشهد اللهم إلا من بعض الجعجعة هنا وهناك.

يوم الخميس سيكون يوم الامتحان الكبير، يوم الإجابة عن أسئلة كبرى، هل نحن نعيش حقا في عالم متعدد الأقطاب الذي بشر فيه الكثيرون عقب الحرب الأوكرانية الروسية؟ هل ستشكل جبهة دولية إنسانية تقف بمواجهة حلف الحرب بقيادة الولايات المتحدة وتتخذ قرارات قابلة للتطبيق تعكس آمال الشعوب في وقف محرقة غزة؟!

دعونا نكون متفائلين لأننا لا نملك أي خيار في ظل توحش حلف الشر الذي تقوده الولايات المتحدة فلا خيار أمام المجتمعين الخميس إلا النجاح والوقوف صفا واحدا، صوتا واحدا، قرارا واحدا لكسر إرادة الحرب وإعلاء إرادة السلام.

أعضاء الأمم المتحدة الحاليون 193 ما يقارب من 23 دولة أنظمتها الرسمية تدعم قوة الاحتلال، نسبة ضئيلة لكنها استطاعت بفعل العربدة اختطاف القرار الدولي العبث بالسلم والأمن الدوليين فأصبح سلام الشعوب وأمنها في مهب الريح.

170 دولة بينها قوى عظمى نووية تستطيع تحت مظلة الجمعية الطارئة القيام بعملية إنقاذ سلمية لقطاع غزة، الولايات المتحدة وحلفائها سيروا البوارج ومدوا إسرائيل بكل أنواع الأسلحة في المقابل لم لا تسير بعض الدول بوارجها لحماية القوافل الإنسانية وفرق الإنقاذ ، يستطيعون ضبط الإيقاع كما هو حاصل في تايوان وأوكرانيا ولن تجرؤ إسرائيل أو الولايات المتحدة اطلاق رصاصة واحدة على قوافل تحمل أعلام هذه الدول إلى جانب علم الأمم المتحدة.

أعضاء الأمم المتحدة الحاليون 193 ما يقارب من 23 دولة أنظمتها الرسمية تدعم قوة الاحتلال، نسبة ضئيلة لكنها استطاعت بفعل العربدة اختطاف القرار الدولي العبث بالسلم والأمن الدوليين فأصبح سلام الشعوب وأمنها في مهب الريح.
مصيبتنا ومصيبة غزة ومصيبة الدول التي تجتمع الخميس، الجغرافيا، فمصر التي تلقت الإهانات بقصف المعبر وقصف موقع عسكري على الحدود لم تدافع عن سيادتها وبدت من تصريحات السيسي ووزير خارجيته خانعة خاضعة بل متماهية مع خطة إسرائيل لسحق قطاع غزة والدليل هذا الصمت الذي لم نعتده حتى في ظل نظام مبارك، في الحروب السابقة لم يحدث أن خنق قطاع غزة على هذه الصورة بل إن المساعدات الإنسانية والفرق الطبية والحملات الدولية كانت تتدفق عبر معبر رفح رغم أنف إسرائيل.

باختصار ما هو المطلوب من هذه الدول التي تجتمع الخميس تحت مظلة الأمم المتحدة:

أولًا ـ قرار بوقف فوري للحرب الظالمة التي تشنها إسرائيل.

ثانيًا ـ فتح معبر رفح تحت حماية عسكرية دولية أمام قوافل الإغاثة الإنسانية والفرق الطبية.

ثالثًا ـ إخلاء آلاف الجرحى للعلاج إلى مشافي خارج القطاع.

رابعًا ـ توفير الحماية العاجلة للأسرى الفلسطينيين في ضوء حملة الاعتقالات العشوائية والقمع والتعذيب الذي يمارس بحقهم.

خامسًا ـ إحالة ملف الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة وعموم الأراضي الفلسطينية إلى محكمة العدل الدولية.

سادسًا ـ إلزام مكتب الادعاء العام في المحكمة الجنائية الدولية بتحريك الملفات المعروضة عليه إضافة للجرائم التي ترتكب في قطاع غزة.


سابعًا ـ إيجاد آليات عمليه لحماية الشعب الفلسطيني والمقدسات وعلى وجه الخصوص المسجد الأقصى حتى لا تتكرر هذه الجرائم.

ثامنًا ـ ثبت أن سبب ما نراه اليوم من مذابح هو الاحتلال فلا بد من قرارات جادة تنهيه مرة واحدة وإلى الأبد.

هذه مطالب الحد الأدنى باعتبار ما لقيه الفلسطينيون من قتل وتنكيل طوال 75 عاما ونحن اليوم نعيش محرقة غزة، وهي ليست مطالب تعجيزية باعتبارها متوافقة تماما مع القانون الدولي الإنساني وهناك قوى أن ملكت الإرادة تستطيع تنفيذ الكل أو البعض لكن الأهم أن تقف أصوات المدافع.