تتزايد التحذيرات في المحافل الإسرائيلية بشكل متواصل؛ من التداعيات الأمنية الخطيرة التي تسببها
الأزمة الداخلية على أمن "إسرائيل" ووضعها الاستراتيجي.
وأصدر معهد بحوث الأمن القومي الإسرائيلي "إخطارا عاجلا"، حذر فيه من "تعرض أمن إسرائيل للخطر بسبب الأزمة الداخلية"، وفق ما ذكرته صحيفة "يديعوت أحرنوت" في افتتاحيتها الثلاثاء، التي كتبها آري شافيت بعنوان "إما الوحدة أو الحرب".
أما شعبة الاستخبارات الإسرائيلية "أمان، فقد أكدت أن "الردع الإسرائيلي تآكل، وأن احتمالات الحرب أعلى مما كانت في كل نقطة زمنية منذ صيف 2006".
رؤساء أركان سابقون حذروا من أن الوضع الاستراتيجي لـ"إسرائيل" "أخطر مما كان منذ خريف 1973، لأن تعاظم قوة المحور الراديكالي في السنوات الأخيرة، والتفكك الداخلي لإسرائيل في الأشهر الأخيرة، يخلقان لدى أعداء إسرائيل إحساسا بأن بوابات السماء فتحت، وحانت اللحظة"، على حد وصفها.
"وفي نظر علي خامنئي وحسن نصرالله، يتبين الآن أن إسرائيل هي بالفعل قوة عظمى من بيت العنكبوت، ولما كان الانشقاق الداخلي يشلها، فهي غير قادرة على الدفاع عن نفسها".
وفي أيلول/سبتمبر 1973، حذر لوبا الياف من أن "إسرائيل تشبه سفينة فاخرة تبحر نحو سور من الصخور، في الوقت الذي يغرق فيه قباطنتها في الخمر، وأحد لم ينصت له".
أما في آب/ أغسطس 2023، فالوضع "خطير ومجنون أكثر بكثير، الكل يعرف ما الذي من شأنه أن يحصل في كل لحظة، ومع ذلك القباطنة على الدكة يتقاتلون ويضربون بعضهم حتى تنزف دماؤهم، بنيامين
نتنياهو (رئيس الحكومة) يخطئ مرة أولى مع الانقلاب النظامي، ويخطئ مرة أخرى مع "علة المعقولية"، ويتجاهل حقيقة أنه يقودنا بعيون مفتوحة إلى المصيبة".
رئيس الوزراء الأسبق، يهود باراك، يرفض كل حل وسط، ويطلب "الحسم، ويشجع تفكيك الجيش الإسرائيلي، ويحدث ثقبا في أسفل السفينة، وفي هذه الأثناء، سور الصخور يقترب، إسرائيل بيديها تجلب معركة متعددة الجبهات، ستحتل فيها كيبوتسات في الشمال، ستشل محطات توليد طاقة في المركز، وتل أبيب ستشتعل".
ورأت الصحيفة، أن المخرج من هذا الوضع المتردي يتمثل في تشكيل "حكومة طوارئ؛ حكومة وحدة صهيونية تؤدي إلى إجماع واسع في الموضوع النظامي، مصالحة داخلية وتعاظم قوة مانع للحرب".
وتابعت بأن "دوامة الكراهية والتحريض وحرب القبائل، لا تسمح لإسرائيل بأن تقوم بعملها، وصراع نتنياهو وباراك الداخلي يعرض كل شيء للخطر، ويعرضان الأمن القومي والإسرائيلي للخطر".
ونوهت إلى أن هناك " تسيبا لم يسبق له مثيل، يدفع خريجي "سييرت متكال" لشل سلاح الجو، تفكيك جيش الاحتياط، ودعوة الأعداء لمهاجمتنا"، مضيفة: "عندما ستقام لجنة "عميت – سولبرغ" للتحقيق في القصور الكبير لعام 2023، ستجدهما مذنبين، التاريخ لن يغفر لمن قاد السفينة الإسرائيلية مباشرة لسور الصخور".