سياسة دولية

غليان بالشارع الفرنسي.. ماكرون يشكل خلية أزمة وإيقاف "الشرطي القاتل"

دعا الرئيس إيمانويل ماكرون الخميس إلى اجتماع لخلية أزمة منددا بـ"مشاهد عنف لا يمكن تبريرها"- جيتي
شهدت شوارع عدة مدن فرنسية، احتجاجات غاضبة، أسفرت عن إحراق عشرات السيارات، وتحطيم واجهات عدة مبان، احتجاجا على مقتل شاب من أصول عربية على يد شرطي.

وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية عن نشر 40 ألف شرطي في عموم فرنسا، خمسة آلاف منهم في العاصمة باريس، بهدف ضبط الأمن.

بدوره، دعا الرئيس إيمانويل ماكرون الخميس، إلى اجتماع لخلية أزمة منددا بـ"مشاهد عنف لا يمكن تبريرها".

ومنذ مقتل الشاب ذي الأصول الجزائرية نائل مرزوقي (17 سنة)، يوم الثلاثاء، فإنها اندلعت أعمال شغب واسعة في فرنسا، وتحديدا في ضواح شعبية في باريس.

وندد ماكرون بما وصفها بـ"أعمال العنف غير المبررة" التي طالت "المؤسسات والجمهورية"، وذلك في افتتاح اجتماع خلية أزمة وزارية دعاها إلى الانعقاد في وزارة الداخلية.

وكتب وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان في تغريدة أنه تم "إحراق أو مهاجمة... بلديات ومدارس ومراكز شرطة"، منددا بأعمال عنف "لا تحتمل ضد رموز الجمهورية"، وموضحا أن 150 شخصا أوقفوا الليلة الماضية خلال أعمال شغب يخشى أن تؤدي إلى اشتعال الوضع مجددا في الضواحي.


إيقاف الشرطي ومسيرة بيضاء
قرر المدعي العام في فرنسا، إيقاف الشرطي القاتل، للتحقيق معه، وقد مثل الشرطي البالغ 38 عاما أمام قاض لتوجيه الاتهام إليه مع انتهاء مدة توقيفه على ذمة التحقيق.

وبمبادرة من والدة نائل التي عبرت عن شعور "بالغضب الشديد"، فإنها تنظم مسيرة بيضاء عند عصر اليوم، في نانتير أمام مقر الإدارة المحلية في منطق أو-دو-سين بمراقبة السلطات.

وتمنى ماكرون الخميس أن تكون "الساعات المقبلة" ساعات "تأمل" و"احترام".

"سئمنا من الوضع"
وقال شابان مقنعان لوكالة "فرانس برس" وهما يجران سلال مهملات: "لقد سئمنا معاملتنا بهذه الطريقة. نفعل ذلك من أجل نائل، نحن نائل".

وطال التوتر أيضا مدنا كبرى أخرى مثل ليون في جنوب شرق البلاد وتولوز في جنوبها الغربي.

وأحيا مقتل نائل الجدل حول سلوك قوات الأمن في فرنسا، حيث قتل 13 شخصا في 2022، وهو عدد قياسي، بعد رفضهم الامتثال لعمليات تدقيق مرورية.

وكتب قائد المنتخب الفرنسي لكرة القدم ولاعب فريق باريس سان جيرمان، كيليان مبابي، على "تويتر": "تؤلمني فرنسا. وضع غير مقبول".

وأثار الحدث ردود فعل من مسؤولين سياسيين. وقال زعيم اليسار الراديكالي جان-لوك ميلونشون: "كفى! يجب إعادة تشكيل الشرطة بالكامل ومعاقبة القتلة".

وتحدث ممثلو حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف عن "مأساة"، وطالبوا بالانتظار "ليأخذ التحقيق مجراه".