سياسة دولية

اجتازت الحدود.. من هي جماعة "فيلق حرية روسيا" المناهضة لبوتين؟

تم إنشاء الجماعة عقب دعوة الرئيس الأوكراني المتطوعين الأجانب للقتال إلى جانب قواته - جيتي
لمع اسم "فيلق حرية روسيا"، بعد تنفيذه أخطر عملية توغل في الأراضي الروسية منذ بدء الحرب الأوكرانية، لكن ما تزال المعلومات الخاصة بالجماعة العسكرية من حيث عددهم وأماكن تواجدهم والأسلحة التي يستخدمونها غير معروفة.

وأدانت موسكو الاثنين الماضي عملية اختراق لحدودها من قبل "مخربين" تسببوا بسقوط عدد من الجرحى في منطقة غريفورون بالقرب من بيلغورود على الحدود الأوكرانية، قبل أن تعلن عن القضاء على الجماعة في اليوم التالي.

وتعرف جماعة "فيلق حرية روسيا" المسلحة، بأنها مكونة من جنود روس معارضين للرئيس فلاديمير بوتين، وتم إنشاء الجماعة عقب دعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المتطوعين الأجانب في أواخر شباط/فبراير للقتال إلى جانب قواته.


وقال حسين علييف، المتخصص في الصراع في أوكرانيا، لوكالة "فرانس برس"، إن نجاح الفيلق بنقل المعركة إلى داخل الأراضي الروسية سيكون "ضربة قاسية جدا لدعاية الكرملين".

وأشار إلى أن "العديد من مقاتلي الجماعة تحدثوا في وسائل إعلام أوكرانية أو للمعارضة الروسية، ويقدم البعض أنفسهم كأسرى حرب سابقين منذ بداية الصراع، قرروا تغيير موقفهم لاحقا".

أما غلين غرانت، كبير المحللين في مؤسسة البلطيق الأمنية والمتخصص في القضايا العسكرية الروسية، فاعتبر أن مجرد وجود هذه الوحدة في صفوف الجيش الأوكراني، "هو طريقة لتوجيه ضربة إعلامية كبيرة لإعلام الرأي العام الروسي بشأن وجود معارضة لبوتين، مسلحة ومستعدة للقتال من أجل فكرة أخرى عن روسيا".


وتتعمد الجماعة إظهار رموزها الخاصة، إما عبر قبعات جنودها الروسية والتي تحمل شعارات أوكرانية، أو العلم الأبيض والأزرق والأحمر على جانب قمصانهم، والذي يرمز إلى قوى المقاومة لفلاديمير بوتين في روسيا، وعلى الجانب الآخر من القميص علم أوكرانيا.

واختار مقاتلو الفيلق وضع علامة مميزة على غرار الجيش الروسي الذي اعتمد الحرف "Z" على آلياته. وجعل جنود الفيلق من الحرف "L" شعارهم، والذي يرمز لكلمتي فيلق وحرية باللغة الإنكليزية (Legion - Liberty).

وحول أعداد مقاتلي الفيلق قال ستيفن هول، المتخصص في روسيا في جامعة باث: "نحن نتحدث عن كتيبتين، يمكن أن تضما حوالي ألفي جندي"، لكن ما يضيف هالة حول أعدادهم هو إصرار معظم جنود الفيلق على إخفاء هوياتهم قدر المستطاع عندما يتحدثون، كما أنهم يؤكدون أن أعدادهم تقدر بالمئات ولهم تواجد في معظم المدن الروسية الكبرى، حسب صحيفة موسكو تايمز.

ورأى أن وجود مثل هذه الوحدة يمثل رصيدا قويا للغاية بالنسبة لأوكرانيا، لإظهار حدود الدعم لفلاديمير بوتين بين السكان الروس.

بدوره قال علييف: "أعتقد أن كييف لم تعرف حقا كيفية استخدام مثل هذه الوحدة في القتال. هذا هو السبب في أنه لا توجد معلومات كافية عنها". إنه فيلق ثمين للغاية من الناحية الدعائية ليتم إرساله إلى جحيم معركة باخموت، حيث تعرض لخطر التدمير، كما كان من الصعب دمجه بالكامل في التسلسل القيادي للعمليات في دونباس.

وفقا لسيم تاك، المحلل العسكري في شركة "فورس أناليسيس" المتخصصة بمراقبة الصراع، تتمتع هذه الوحدة "بدرجة معينة من الاستقلالية تسمح لها بشن عملياتها الخاصة، على الرغم من أنه يجب أن يكون هناك دائما شخص ما داخل هيئة الأركان العامة الأوكرانية مطلع على ما يحدث".

في هذا الإطار، خدم "فيلق حرية روسيا" كمرشح مثالي لـ "غارات" على أراضي العدو. قال ستيفن هول: "بإمكان كييف الاختباء وراء استقلالية المقاتلين الروس لإنكار مسؤوليتها عن الهجمات على الأراضي الروسية"، وهذا هو الخط الأحمر الذي وضعته واشنطن ودول الناتو لأوكرانيا، إذ إنها لا تريد لدعمها اللوجستي لكييف أن يدفعها للتحول إلى موقع المعتدي، وأن تكون على استعداد لعبور الحدود الروسية.

لكن من ناحية أخرى، يمكن أن يساعد هذا النوع من العمليات داخل الأراضي الروسية في التحضيرات للهجوم المضاد الأوكراني الذي طال انتظاره.

واعتبر سيم تاك "أن خطر عبور مقاتلين معادين للحدود سيجبر الجيش الروسي على نشر قوات في هذه المنطقة، في وقت يمكن لهذه القوات أن تؤدي دورا مهما في الدفاع عن الأراضي المحتلة عند بدء الهجوم المضاد".