توفي الرئيس السابق لديوان
الوقف السني في
العراق سعد كمبش أثناء إلقاء قوّة أمنية القبض عليه في مدينة الموصل الخميس بعد يومين على فراره من سجنه بالمنطقة الخضراء ببغداد.
وكان كمبش يتولى بصورة رئيسية إدارة المراقد والمساجد السنية وغيرها من الممتلكات المدنية، وقد أوقف في 21 آذار/مارس، وسرعان ما صدر حُكم عليه "بالحبس الشديد أربع سنوات" بعد إدانته "بمخالفة واجبات وظيفته عمداً والتسبّب في الإضرار بالمال العام"، لكنّ المدان هرب من سجنه ليل الثلاثاء، وفق ما أعلنت السلطات.
والخميس أقال رئيس الوزراء العراقي محمد شيّاع السوداني قائد أمن المنطقة الخضراء المحصّنة في وسط بغداد بعد فرار كمبش الذي كان يقضي محكوميته في هذا السجن المخصّص "لكبار الفاسدين".
كما أمر رئيس الحكومة بإغلاق هذا السجن الملحق بمركز للشرطة والواقع في المنطقة الخضراء.
والمنطقة الخضراء هي مساحة شديدة التحصين تضمّ مؤسسات الدولة والسفارات ومنازل كبار الشخصيات السياسية.
والخميس أعلنت وزارة الداخلية اعتقال كمبش في الموصل بعد مطاردة في أزقة المدينة.
ولاحقاً جاء في بيان مشترك لوزارتي الداخلية والصحّة أنّ كمبش "وأثناء عملية إلقاء القبض عليه حاول الهرب، إذ باشرت القوة بمطاردته وأصيب بالإعياء وتدهورت حالته الصحية. خلال ذلك نقل المحكوم إلى مستشفى الموصل العام ووصل متوفياً وتمّ تأكيد
الوفاة سريريا".
وتابع البيان: "تمّت إحالة الجثّة إلى الطبّ العدلي وتشكيل لجنة من ثلاثة أطباء اختصاص لغرض التشريح ومعرفة أسباب الوفاة، علماً بأنّه لا توجد آثار شدّة خارجية على جسد المتوفى الذي كان يعاني من الأساس بعض الأمراض المزمنة".
وأشار مسؤول في وزارة الداخلية في تصريح لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته أنّ كمبش قضى من جراء "نوبة قلبية".
وكان السوداني قرّر إثر هروب كمبش "واستناداً للتقرير الخاصّ بتفاصيل عملية الهروب"، إقالة قائد الفرقة الخاصة الفريق حامد الزهيري، وذلك "لضعف الإجراءات" المتّخذة في هذا الشأن.
وأمر رئيس الوزراء بـ"محاسبة جميع المقصّرين ومعاقبتهم قانونياً، وإعادة تقييم أداء الأجهزة الأمنية".
كما أمر السوداني بـ"غلق مركز التوقيف في مركز شرطة كرادة مريم داخل المنطقة الخضراء، الذي شهد جريمة الهروب، ونقل المحكومين إلى سجون وزارة العدل، وإيداع كبار الفاسدين الموقوفين فيه في مراكز توقيف أخرى أسوةً مع المطلوبين الآخرين".
كذلك أمر رئيس الوزراء بإلغاء "أية خصوصية في التعامل معهم مثلما كان معتاداً، فالجريمة واحدة، لا يمكن أن تُجزّأ أو تُصنّف بحسب المنصب والنفوذ".
ويحظى السجناء داخل مركز التوقيف هذا بحالة من الرخاء والمعاملة الخاصة، مقابل اكتظاظ تعاني منه السجون الأخرى حيث وصلت نسبة إشغالها إلى "300 بالمئة"، بحسب وزارة العدل.
والعراق الغني بالنفط ابتلي بالفساد الذي تسلّل إلى كلّ مفاصل الدولة. وغالبًا ما تستهدف الإدانات صغار المسؤولين، ونادرًا ما تمسّ قمة الهرم.
وأقيل كمبش من منصبه كرئيس ديوان الوقف السني في آذار/مارس 2022 وتولّى قبل توقيفه منصب نائب رئيس الديوان.
وهرب كمبش بعد زيارة تلقّاها من شقيقته أسماء، النائبة في البرلمان العراقي التي تناولت الإفطار معه في تلك الليلة.
وأدين كمبش في نيسان/أبريل لشرائه فندقاً في أربيل بإقليم كردستان العراق بأكثر من 36 مليون دولار "على الرّغم من عدم وجود جدوى اقتصادية" لهذه الصفقة، بحسب هيئة النزاهة.