يجري اللواء المتقاعد خليفة
حفتر استعدادات لإرسال مزيد من
الدعم العسكري لحليفه في السودان، قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (
حميدتي)، وذلك في أعقاب الكشف عن شحنة من الذخيرة وصلت إلى السودان الإثنين الماضي.
وكشف مصدر عسكري لـ"عربي21" عن تحركات تجريها كتيبة مقاتلة تابعة لحفتر وتتمركز قرب الحدود الليبية السودانية، بهدف تقديم دعم لوجستي لقوات حميدتي، على صعيد الأسلحة والذخائر والعناصر المقاتلة.
الكتيبة 128
ولفت المصدر الذي فضل عدم كشف هويته إلى أن الكتيبة 128 التي يقودها العقيد في قوات حفتر، حسن معتوق الزادمة وتتمركز في الجنوب قرب الحدود مع السودان، أعلنت حالة الطوارئ في صفوف قواتها وألغت الإجازات حتى إشعار آخر، على ضوء تطورات الحرب في السودان بين قوات حميدتي والجيش السوداني.
ويعتقد المصدر أن الكتيبة 128 أُسند إليها عمليات تأمين نقل الأسلحة والذخائر والعناصر كونها على معرفة تامة بالمنطقة الحدودية بين
ليبيا والسودان، بل وتسيطر عليها بالكامل، فضلا عن خضوع مطار
الكفرة (جنوب) لسيطرتها.
وذكر أن الزادمة تربطه علاقة قوية بالمليشيات في السودان وتشاد وهو متورط في جلب المرتزقة من هاتين الدولتين للقتال إلى جانب قوات حفتر، إبان الهجوم الفاشل الذي شنه الأخير على طرابلس، في نيسان/ أبريل 2019. وفق تقرير سابق صادر عن خبراء في الأمم المتحدة.
ما طبيعة الدعم؟
وحول طبيعة الدعم الذي يمكن أن تقدمه قوات حفتر قال المصدر، إن حميدتي يحتاج إلى كميات من الذخائر للأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وهي الأكثر استخداما في المعارك، إضافة إلى أسلحة نوعية أخرى تستخدم في حرب المدن، كمضادات الدروع، مشددا على أن حفتر قد يدعم حميدتي بهذه الأسلحة عبر طرف ثالث (لم يسمه)، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الدعم قد يشمل عناصر مدربة خاصة في قتال الشوارع، لكنه استبعد أن تكون هذه العناصر ليبية، مرجحا أن يتم الدفع بعناصر من المعارضة التشادية والسودانية، والتي تتمركز في الجنوب الليبي بمعرفة قوات حفتر.
وكانت صحيفة "
وول ستريت جورنال" نقلت عن مصادر مطلعة قولها، إن حفتر المدعوم روسيا وإماراتيا، أرسل شحنة ذخيرة، يوم الاثنين الماضي من ليبيا إلى السودان، لتعزيز إمدادات الجنرال حميدتي، وقال الجيش السوداني إن حميدتي يحشد قوة كبيرة في قاعدة جوية شمالية، لتأمين هبوط طائرة مساعدات عسكرية كبيرة من جهات إقليمية.
ولفتت الصحيفة إلى أن حميدتي سبق له مساعدة حفتر، في عمليته الفاشلة من أجل الاستيلاء على العاصمة الليبية عام 2019.
ومعلقا على ما كشفه المصدر، رجح الخبير العسكري، عادل عبد الكافي أن تنطلق الإمدادات العسكرية جويا من مطار الكفرة، كونه يقع تحت قبضة ميليشيات خليفة حفتر وعلى رأسهم حسن الزادمة، ويمكن أن تنطلق منه طائرات الشحن والإمدادات، أو بريا عبر الحدود البرية الطويلة.
ولفت عبد الكافي في حديث خاص لـ"عربي21" إلى أن "فرضية دعم حميدتي عن طريق حفتر من قبل الإمارات ستكون عبر الحدود المشتركة ما بين ليبيا والسودان نظرا لأنها تحت سيطرة قوات خليفة حفتر، خاصة الكتيبة 128 وبعض المليشيات الأخرى والتي تسيطر جميعها على مساحات واسعة من الجنوب".
ولا يستثني الخبير العسكري دعم "حميدتي" قوات الفاغنر المتواجدين على الأراضي الليبية وفي إقليم دارفور، وذلك بالنظر إلى العلاقة الوثيقة بين حميدتي وخليفة حفتر ومرتزقة الفاغنر، والأخيرة لديها أسلحة وخبرات تمكنها من تقديم الدعم المطلوب، "ناهيك على أنهم بالأساس لهم تواجد في إقليم دارفور".
تحذير من تداعيات على ليبيا
وأكد عبد الكافي أن حالة السيولة الأمنية للحدود الجنوبية الليبية مع تشاد والسودان والتي أصبحت معبرا للأسلحة والمرتزقة من وإلى الأراضي الليبية تشكل خطورة كبيرة جدا على أمن واستقرار ليبيا وعلى دول الجوار أيضا، محذرا من تداعيات الحرب في السودان على الوضع الهش في ليبيا، خاصة حال استمرار تدفق مزيد من المرتزقة السودانيين والأسلحة من وإلى الأراضي الليبية.
وشدد على أن هذا السيناريو حدث بالفعل، عندما انطلقت عمليات عسكرية لمرتزقة تشاديين مدعومين من مرتزقة الفاغنر من الأراضي الليبية باتجاه تشاد ووصولهم إلى أنجمينا، وقتلهم الرئيس إدريس ديبي عام 2021 وقد يحدث هذا السيناريو مجددا في السودان.
ودخلت المعارك في الخرطوم بين الجيش وقوات الدعم السريع يومها السادس وقد أوقعت إلى الآن أكثر من 270 قتيلا في صفوف المدنيين ودفعت آلاف السكان إلى الفرار من العاصمة السودانية هربا من المعارك.
وتشهد الخرطوم اشتباكات عنيفة بين قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، المعروف باسم "حميدتي"، والجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وهو أيضا رئيس مجلس السيادة.