ظهرت ردود فعل أمريكية شديدة على تحركات الحكومة
الإسرائيلية الحالية، وقد انعكست هذه في ما سربه البيت الأبيض من محادثة الرئيس جو
بايدن مع رئيس الوزراء بنيامين
نتنياهو، وركزت على الانقلاب القضائي، واستدعاء السفير حاييم هرتسوغ لإجراء محادثة توبيخ، فيما هاجم نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية فيدانت باتيل تصويت الكنيست على إلغاء قانون الانفصال، كما تم سماع إشارات انتقادية للغاية لكلمات وزير المالية بيتسلئيل سموتريتش.
الجنرال عيران ليرمان، نائب رئيس معهد القدس للاستراتيجية والأمن، كشف عن "استياء في الأوساط الإنجيلية الأمريكية من مبادرة تشريعية لحظر عمل الهيئات التبشيرية المسيحية في إسرائيل، وسارعت الحكومة لإزالته من جدول الأعمال، ما جعل من التدخل الأمريكي في قضايا داخلية إسرائيلية مسألة إشكالية، رغم أنه ليس جديدًا، ولكن هذه المرة بسبب اتهامها بأنها تنتهك الالتزامات التي تعهدت بها في الرسائل المتبادلة بين رئيس الوزراء أريئيل شارون والرئيس جورج بوش".
وأضاف في
مقال ترجمته "عربي21" أنه "من الأفضل للحكومة الإسرائيلية أن تكون أكثر حذراً في هذا الوقت عندما يتعلق الأمر بنقاط الاحتكاك مع إدارة بايدن، وأن تكون حريصة على الامتثال للالتزامات التي تم التعهد بها في قمتي العقبة وشرم الشيخ، ما سيكون له عواقب بعيدة المدى، الأمر الذي يستدعي تركيز الجهد على مستوى مجلس الوزراء والمستوى المهني الرفيع في كل ما يتعلق بـ"الحفاظ" على العلاقات الخاصة مع واشنطن، على جميع مكوناتها، والحفاظ عليها كأولوية استراتيجية".
وأشار إلى أن "الولايات المتحدة "تحرك القدر" في الأزمة الداخلية الإسرائيلية المتزايدة حول التغييرات القضائية، مع الإعراب عن القلق البالغ في ضوء ما يُنظر إليه على أنه تآكل محتمل لهوية إسرائيل، وقد ظهر ذلك خلال زيارات كبار المسؤولين الأمريكيين، بمن فيهم وزير الخارجية أنتوني بلينكين ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، وبشكل أكثر تحديدًا في خطاب مباشر من بايدن إلى نتنياهو، عارضا مساعدته في الجهود الجارية لإيجاد حل وسط".
واستعاد ما "قامت به إدارة الرئيس بوش الأب في التأثير على نتائج الانتخابات الإسرائيلية 1992، وكذلك إدارة بيل كلينتون في 1996، ويبدو أن إدارة بايدن مدفوعة بمجموعة من الاعتبارات التي تدفعها للعمل، لأنه لا يمكن تجاهل قلقها الحقيقي من اتساع التصدع الداخلي، ما يكشف عن علامات تآكل في علاقتهما الخاصة".
و"ليست هذه المرة الأولى التي يصدر فيها قلق متزايد بين اليهود الأمريكيين، لحثّ الرئيس على "إنقاذ إسرائيل من نفسها"، وهم يرون بقلق متزايد تآكل صورتها، وصعود القوة السياسية للأوساط الدينية".
بالعودة للتاريخ، يذكر الكاتب أن "إدارة الرئيس رونالد ريغان انخرطت في العام الأخير من ولايتها في الترويج لتحرك سياسي خلال انتفاضة الحجارة، والمأزق الذي يعيشه اليهود الأمريكيون، حين وجدوا أنفسهم أمام تدهور صورة إسرائيل، واليوم تخشى إدارة بايدن من توجهات الحكومة الإسرائيلية الحالية الساعية لتفكيك السلطة الفلسطينية، والقضاء على أي فرصة للتسوية مع الفلسطينيين في المستقبل المنظور، وطي صفحة حل الدولتين".
وحذر من أن "كل هذه التطورات الإسرائيلية أثارت ردود فعل بين الطوائف الإنجيلية الأمريكية، ما سيؤثر على الدعم غير المتحفظ لإسرائيل، وهذه مصلحة وطنية حيوية لها، والإضرار بها يشكل تهديدًا وجوديًا لقدرتها على الدفاع عن نفسها عسكريًا وسياسيًا".
وقد أصدر الأمريكيون أكثر من مرة سلسلة تحذيرات من تزايد نفوذ المتطرفين اليهود في الحكومة الإسرائيلية، ما جعلهما تخوضان جملة امتحانات لعلاقتهما، عقب فشل نتنياهو في كبح جماح سموتريتش وبن غفير، اللذين يعتبران حقل ألغام خطير في العلاقات الثنائية بين تل أبيب وواشنطن.