ملفات وتقارير

القدس تتزين لرمضان والأقصى يستقبل المصلين والمعتكفين (صور)

قدوم شهر رمضان يعني الكثير للقدس وأهلها- جيتي
بأبهى صورة وأجمل نسق، تستقبل مدينة القدس المحتلة شهر رمضان المبارك، في ظل إجراءات أمنية إسرائيلية مشددة، تحاول من خلالها سلطات الاحتلال إحكام قبضتها العسكرية على المدينة التي تلتهب نشاطا وحيوية في هذا الأيام، خاصة مع زيادة عدد القادمين للصلاة والاعتكاف والرباط في المسجد الأقصى المبارك.

وأوضحت دائرة الأوقاف وشؤون المقدسات الإسلامية في القدس، على لسان مديرها العام، الشيخ محمد عزام الخطيب، أن "التجهيزات من أجل استقبال شهر رمضان يجري العمل عليها منذ شهرين، إضافة لترتيبات استقبال الصائمين الوافدين المتعبدين للمسجد الأقصى، الذي هو رمز لعقيدة المسلمين في هذه البلاد، وكل أهل فلسطين يتمنون الوصول للمسجد الأقصى في رمضان".

استعدادات أوقاف القدس
وذكر في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "دائرة الأوقاف عملت على ترتيب برنامج الوعظ والدروس الدينية من الصباح وحتى صلاة التراويح، والتي يقوم عليها مجموعة من العلماء أصحاب العلم، كما أنه تم ترتيب صلاة التراويح حيث ستتم استضافة قراء من داخل وخارج فلسطين".

ومن بين التحضيرات، تقوم دائرة الأوقاف بحسب مديرها الخطيب، بتوفير إفطار للصائمين الوافدين للمسجد الأقصى، إضافة إلى توفير السحور للمعتكفين، وكل ما يهم الصائم في هذا الشهر الفضيل.



وأشار إلى ترتيب لجان النظام والكشافة والحراس وسدنة الأقصى، وهؤلاء يقومون بإنجاز الترتيبات المطلوبة داخل ساحات الأقصى وعلى أبوابه، إضافة إلى تعاقد الأوقاف مع 10 مؤسسات طبية عاملة في القدس لتوفير الإسعافات الأولية.

وأفاد مدير عام الأوقاف، بأنه تم الانتهاء من تركيب المظلات في ساحات المسجد الأقصى إضافة إلى وضع كشافات وسماعات إضافية، من أجل راحة المصلين، معبرا عن أمله في أن يسود "الهدوء والأمان والسلام" أجواء المسجد الأقصى المبارك في هذا الشهر الفضيل.

ونوه إلى أن "القدس تتلألأ في شهر رمضان المبارك، وكل أهلها ينتظرون قدوم شهر رمضان، من أجل استقبال الوافدين من الخارج والعمل على خدمتهم وإرشادهم، حيث تتزين الحارات، وتم فتح بعض المساجد في البلدة القديمة من أجل راحة الوافدين القادمين للصلاة".

وعن كيفية الحد من تدخلات سلطات الاحتلال التي تسعى بشكل حثيث للتشويش على عمل دائرة الأوقاف وإعاقة وصول المصلين للأقصى، بالتزامن مع تواجد أمني كثيف في مدينة القدس المحتلة، قال الخطيب: "اقتحامات المسجد الأقصى من قبل المستوطنين تتم في الفترة الصباحية فقط في رمضان، ولا اقتحامات في الفترة المسائية ولا في العشر الأواخر".

وطالب المسؤول الرفيع في دائرة الأوقاف التي تتبع الأردن، سلطات الاحتلال بـ"التعقل"، مضيفا: "لا نريد استفزازات في ساحات المسجد الأقصى المبارك من قبل هؤلاء المتطرفين الذين يحاولون إشعال الفتنة في ساحات المسجد الأقصى"، مؤكدا أن المسجد الأقصى، هو مسجد إسلامي؛ لا يقبل القسمة ولا الشراكة ولا علاقة لأي جهة مهما كانت فيه إلا المسلمين".



وأضاف: "هذا واقعنا في ظل الاحتلال، ونسأل الله أن نتلافى كل وضع ينغص على المسلمين عبادتهم وصلاتهم في المسجد الأقصى".

تزيين الحارات والأزقة
وحول إنارة وتزيين حارات القدس القديمة، قال الناشط المقدسي جهاد قوس: "نحن ننتظر قدوم رمضان على أحر من الجمر، لما له من بركات عظيمة خاصة في القدس، لذلك فإننا نهتم بتزيين الحارات والطرق احتفالا وتهيئة لقدوم رمضان، وتكريما وترحيبا بالقادمين للمسجد الأقصى، وتشجيعا للأطفال على الصيام".

ونوه في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "قدوم شهر رمضان يعني الكثير للقدس وأهلها، ففي هذا الشهر تحيا القدس وتبتسم للجموع الزاحفة للأقصى، رغم نقاط التفتيش والتضييقات الإسرائيلية".

وأوضح قوس، أنه "في كل عام تكون هناك أفكار جديدة للتزيين، حيث يبذل الشباب جهدا كبيرا في ابتكار أساليب وطرق إبداعية لتنسيق زينة رمضان، وبخاصة عند مداخل المسجد الأقصى"، منوها إلى أن "ما يميز شباب البلدة القديمة، التكاتف والتعاون، من أجل رؤية القدس في أبهى حلة وهي تستقبل ضيوفها بأجمل ترحيب".

المقدسي محمد حجيج من حارة السعدية، اعتبر أن "تزيين حارات وأزقة القدس، هو واجب ديني ووطني، وفي ذات الوقت تعبير عن الابتهاج بقدوم الشهر الفضيل، وهو أيضا تأكيد على وجودنا الثابت في القدس رغم كل المحاولات لطمس هويتها"، مشددا على تمسك المقدسيين بمدينتهم حتى "آخر رمق".

القدس ترحب بضيوفها
وذكر في حديثه لـ"عربي21"، أنه "قبل اختيار الزينة، يتشاور أبناء كل حي وكل زقاق، ومن ثم يقع الاختيار على أفضل فكرة ونقوم بتنفيذها معا ويدا بيد"، معربا عن أمله في أن يرى القدس محررة من الاحتلال الإسرائيلي.

ومن بين الأمور التي يحرص شباب القدس على التأكيد عليها بحسب حجيج، أن القدس مدينة إسلامية خالصة، تفتح ذراعيها بحب لكل من زارها وقدم للصلاة أو الاعتكاف في المسجد الأقصى، ومتانة العلاقات الاجتماعية بين مختلف المقدسيين، وحرص الجميع على التعاون والعمل التطوعي والإسهام في الإفطارات الرمضانية، وحسن استقبال زوار الأسواق والحارات.



ونبه إلى أهمية تكثيف تواجد المسلمين في مدينة القدس والمسجد الأقصى في كافة الصلوات، وشدد على أهمية دعم صمود المقدسيين، وخاصة من لهم محال تجارية في أسواق القدس، محذرا من خطورة خطط الاحتلال المختلفة التي تهدف إلى تهويد كافة المواقع المقدسة في القدس المحتلة.

بدوره، أوضح المتحدث باسم شباب حارة باب حطة الملاصقة للأقصى، عيسى حشيم، أن "تزيين حارات القدس، فيه تعظيم لشهر رمضان وترحيب لزوار القدس والأقصى من كافة مناطق فلسطين المحتلة، وتثبيت وترسيخ هوية القدس الإسلامية والعربية، التي استولى على أجزاء منها المستوطنون وتسيطر عليها قوات الاحتلال، ولم يتبق لنا سوى هذه المنطقة المجاورة للأقصى التي يمكن أن نعمل بها".

وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "نحن ننظر بخطورة كبيرة لما يجري من تصاعد انتهاكات الاحتلال بحق القدس وحرمة الأقصى هذا العام، لذا يقوم الشبان بتزيين حارات القدس وفرض إرادتهم، رغم تضييقات سلطات الاحتلال والمناوشات المستمرة".

ونوه حشيم، إلى أن باب حطة يأتي في المرتبة الأولى منذ عشرات السنين في ترتيبات الزينة وتنسيقها، التي يقوم عليها شباب باب حطة بجهود ذاتية، لافتا إلى أن أحد أهم أهداف هذه الأعمال، هو المساهمة في زيادة إعمار المسجد الأقصى المبارك.

وأمل الناشط المقدسي، أن "تنال تلك الاستعدادات لاستقبال رمضان إعجاب زوار القدس والأقصى"، مضيفا: "حارة باب حطة، تستقبل زوارها وتحمي مسجدها وتظهر القدس بأبهى حلة".