صحافة دولية

"صنداي تلغراف": البنوك المركزية والفائدة المرتفعة هي سبب انهيار المصارف

أعلنت عدة بنوك إفلاسها بسبب أزمة مالية عصفت بها - جيتي
قالت صحيفة "صنداي تلغراف" البريطانية، في افتتاحيتها، إن البنوك المركزية إلى جانب الأجهزة التنظيمية وثقتها المفرطة في قدرتها على إدارة اقتصاد العالم والإبحار به بعيدا عن الخطر، تدفع بنا إلى الهاوية.

وأشارت الصحيفة إلى تصريح أدلى به رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك للصحفيين، بعد انهيار بنك سيليكون فالي في كاليفورنيا قبل أسبوع، بأنه لا مخاوف من عدوى انتقال ذلك الانهيار المصرفي.

ولكن ها نحن مجددا نشهد تكرار الانهيار، وغير بعيد هذه المرة من الديار البريطانية - في سويسرا.

وبحسب ما أوردته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، فقد لفتت الصحيفة إلى محادثات حول استحواذ بنك "يو بي إس" على كلّ أو جزء من بنك "كريدي سويس"، في صفقة صعبة تبرمها الحكومة السويسرية.



وقالت الصحيفة إن "السحب المفاجئ للودائع في بنك سيليكون فالي كان أمرا سيئا بما يكفي لحدوث أكبر انهيار بنكي في الولايات المتحدة منذ أكثر من عشر سنوات".

ونبهت إلى أن بنك "كريدي سويس" يعتبر في فئة مختلفة تماما عن "سيليكون فالي"؛ ذلك أن "كريدي سويس" مصنّف بين أهم 30 بنكا عالميا.

وتابعت الافتتاحية بأنه "صدرت بالفعل تحذيرات من أن خطوة الاستحواذ على بنك كريدي سويس تهدد بضياع آلاف الوظائف في لندن".

وأعلن بنك "يو بي إس" بوضوح أنه لا يرغب في تحمل كل التزامات "كريدي سويس"، مطالبا الحكومة السويسرية بتقديم الدعم.

ورأت الصحيفة أن المشكلة هي أن الميزانية المجمعة لمجموعة سويس المندمجة ستزيد على إجمالي الناتج المحلي لسويسرا - ذلك البلد الصغير الذي يقف في مهبّ عاصفة عالمية جديدة.



ووجهت الصحيفة أصابع الاتهام إلى البنوك المركزية والأجهزة التنظيمية وثقتها المفرطة في قدرتها على إدارة اقتصاد العالم والإبحار به بعيدا عن الخطر، بحسب تعبيرها.

ورأت الصحيفة أن السبب المباشر هو الارتفاع المفرط في أسعار الفائدة مؤخرا.

ونوهت إلى أن هذا الارتفاع في أسعار الفائدة هو في واقع الأمر ناجم عن أخطاء سابقة، مشيرة إلى ما تتذرع به البنوك المركزية من أنه لم يكن لديها خيار سوى رفع أسعار الفائدة في مواجهة خروج معدلات التضخم عن السيطرة بشكل مفاجئ العام الماضي، وذلك بعد عقود من الاعتدال.