مقابلات

HRW لـ"عربي21": بايدن يسير على خطى ترامب بدعم انتهاكات "إسرائيل"

من أسس الحكم الإسرائيلية إشعار الفلسطينيين بمنّة وهيمنة اليهود عليهم
قال المدير التنفيذي لـ"هيومن رايتس ووتش" في إسرائيل والأراضي الفلسطينية، الدكتور عمر شاكر، إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تسير على خطى إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، تجاه الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق الفلسطينيين.

وأضاف، في مقابلة خاصة مع "عربي21": "إدارة بايدن لم تعترف -مجرد الاعتراف- بالانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة ضد الفلسطينيين، ولم تمارس أي ضغط على الاحتلال لوقف انتهاكاته، بل إن هناك استمرارا في نفس سياسات ترامب عبر إعطاء الضوء الأخضر للطرف الإسرائيلي للاستمرار بنفس الممارسات تجاه الفلسطينيين".

وأشار شاكر إلى أنهم‏ ينظرون للوضع الحالي في الأراضي الفلسطينية بقلق كبير؛ حيث "نرصد أساليب الانتهاكات وطرق القمع غير المسبوقة؛ فهناك تصعيد واضح في ملف بناء المستوطنات، وما تقوم به القوات الإسرائيلية من تدمير منازل الفلسطينيين، فضلا عن خطط الحكومة الجديدة التي تتعمد بشكل يومي قتل الشباب الفلسطينيين".

وعبّر عن مخاوفه من احتمالية تزايد الانتهاكات الإسرائيلية خلال شهر رمضان، قائلا: "لقد أوضح وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، أنه لن يتوقف عن تدمير المنازل الفلسطينية في شهر رمضان، كما أن التصعيد ضد قطاع غزة يقترب يوما بعد يوم، لكن التصعيد خلال شهر رمضان لن يختلف كثيرا عن التصعيد اليومي في أيام السنة العادية، رغم أن حدته قد تزداد قليلا".

وإلى نص الحوار الخاص مع "عربي21":

كيف تنظرون إلى تصاعد التوتر بين الإسرائيليين والفلسطينيين؟

منظمة "هيومن رايتس ووتش"‏ تنظر للوضع الحالي بقلق كبير؛ ونرصد أساليب الانتهاكات وطرق القمع غير المسبوقة؛ فهناك تصعيد واضح في ملف بناء المستوطنات، وما تقوم به القوات الإسرائيلية من تدمير لمنازل الفلسطينيين بالأراضي المحتلة.

ونتابع خطط الحكومة الجديدة التي تتعمد بشكل يومي قتل الشباب الفلسطينيين بالضفة الغربية، في الوقت الذي يُعتقل فيه أكثر من 900 فلسطيني اعتقالا إداريا، مع استمرار الحصار القائم على قطاع غزة من كل النواحي تقريبا، ونحن نرصد انتهاكات يومية مُمنهجة بشكل خطير للغاية.

كيف استقبلتم تصريحات وزير المالية الإسرائيلي عن "محو" قرية حوارة الفلسطينية؟

عندما يُهدّد أي مسؤول في الحكومة الإسرائيلية بمحو قرية فلسطينية فهو أمر مثير للقلق والخوف، خاصة عندما يكون هذا الشخص مسؤولا عن ملف الأراضي المحتلة، ومن المؤكد أن ما جاء على لسان هذا الوزير هو السياسة التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية، وتطبقها على الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، والفارق فقط تصريح الوزير بذلك بشكل رسمي.

من أسس الحكم الإسرائيلية إشعار الفلسطينيين بمنّة وهيمنة اليهود عليهم، وهو أمر مُطبق منذ سنوات طويلة؛ فإسرائيل هدفها الرئيس هو هيمنة اليهود على الفلسطينيين، وهو جزء كبير ومهم من سياسة الفصل العنصري التي تنتهجها إسرائيل ضد الفلسطينيين.

هل تتخوفون من احتمالية تزايد أعمال العنف والانتهاكات خلال شهر رمضان المقبل؟

بالطبع هناك تخوف من التصعيد خلال شهر رمضان، ولا ننسى ما حدث قبل عامين، وقد أوضح إيتمار بن غفير -وزير الأمن القومي الإسرائيلي- أنه لن يتوقف عن تدمير المنازل الفلسطينية بالأراضي المحتلة في شهر رمضان، كما أن التصعيد ضد قطاع غزة يقترب يوما بعد يوم.

لذا، نؤكد أن القمع والانتهاكات من الطرف الإسرائيلي مستمرة بشكل يومي منذ 56 سنة تقريبا، والتصعيد خلال شهر رمضان لن يختلف كثيرا عن التصعيد اليومي في أيام السنة العادية، لكن قد تزداد حدته قليلا.

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، كيف تنظرون للانتهاكات التي تواجهها النساء ‏الفلسطينيات من قِبل الاحتلال الإسرائيلي؟

الاحتلال بشكل عام، وسياسة الفصل العنصري الإسرائيلي على وجه الخصوص تؤثر بشكل كبير على حقوق المرأة الفلسطينية؛ فعلى سبيل المثال إذا نظرنا للقيود التي تفرضها إسرائيل على حرية التنقل، وخاصة في ما يتعلق بحصار غزة، نجد أن تلك الانتهاكات تؤثر على حق المرأة في العمل، وحقها في الدراسة خارج غزة، نفس الأمر يتكرر مع نساء الضفة الغربية، ونرى كيف تؤثر "الحواجز" على الحياة اليومية للمرأة الفلسطينية، ونرى أيضا تدمير المنازل الفلسطينية وتأثيره على العائلات الفلسطينية.

كما أننا نلحظ أيضا انعدام الحماية للمرأة الفلسطينية وما تتعرض له من السخرية والتنمر من قِبل القوات الإسرائيلية، كما أن المرأة الفلسطينية في الضفة الغربية لا تستطيع الإبلاغ عن أي عنف تتعرض له داخل المنزل؛ فهي بالطبع لن تذهب للشرطة الإسرائيلية أو الجيش الإسرائيلي باعتباره المسؤول عن الأمن في هذه المنطقة لتشتكي زوجها على سبيل المثال، وبالتالي فالاحتلال يؤثر على حقوق المرأة الفلسطينية في كل نواحي الحياة.

ما مدى مصداقية "النموذج الديمقراطي" الذي تزعم إسرائيل أنها تتبناه؟

من الصعب وصف دولة تمنع الملايين من التظاهر بأنها دولة ديمقراطية. واستشهد هناك بمقولة المدير التنفيذي لمؤسسة بيت سالم الإسرائيلية غير الحكومية، غايل عاد، "إن الديمقراطية هي حكم الشعب، وليس حكم فئة واحدة لشعب آخر".

ما خطورة استمرار الإغلاق المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 16 عاما؟

بعد أكثر من 15 سنة من الإغلاق فقد باتت الأوضاع في قطاع غزة خطيرة. الإغلاق يؤثر على الحقوق الأساسية لسكان غزة، وأغلب شباب غزة دون سن الثلاثين لم يخرجوا أو يسافروا خارج فلسطين، بل لم يخرجوا من القطاع إلى باقي المناطق الفلسطينية.

لقد وثقنا عددا من الحالات لشباب مُنعوا من الذهاب للضفة الغربية، كان البعض منهم فنانين ولديهم معارض هناك، أو يلعبون كرة القدم وعندهم مباريات هناك، لكنهم مُنعوا من السفر بسبب الحصار الإسرائيلي؛ فالقيود الإسرائيلية تؤثر على الحقوق الأساسية، ومنها حرية التنقل.

أضف إلى ذلك، المنع من السفر من أجل العلاج، أو من أجل الدراسة، أو العمل بالخارج. لذا، فالحصار انتهاك كبير للقوانين الدولية، وعلى إسرائيل أن تسمح بحرية التنقل للفلسطينيين من سكان غزة.

كيف تقيم موقف إدارة بايدن من الانتهاكات الإسرائيلية مقارنة بموقف إدارة ترامب؟

في بداية حكم بايدن أعلنت الإدارة أن سياساتها الخارجية ستكون مبنية على حماية حقوق الإنسان، ولكن بعد مرور أكثر من سنتين وضحت سياستهم تجاه فلسطين وتجاه دول الشرق الأوسط بشكل عام.

بالنسبة للفلسطينيين: إدارة بايدن لم تعترف -مجرد الاعتراف- بالانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة ضد الفلسطينيين، ولم تمارس إدارة بايدن أي ضغط على الطرف الإسرائيلي لوقف انتهاكاته، وبشكل عام هناك استمرار في سياسات ترامب عبر إعطاء الضوء الأخضر للطرف الإسرائيلي للاستمرار بنفس الممارسات تجاه الفلسطينيين.