سياسة دولية

4 خطوات تمكن أمريكا من كبح تقدم إيران بالبرنامج النووي.. ما هي؟

معهد واشنطن: لدى طهران اعتقادان خاطئان بشأن رد فعل الولايات المتحدة - جيتي
نشر "معهد واشنطن" مقالا لمساعد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، والمستشار في المعهد دينس روس، قال فيه إن هناك أربع خطوات يمكن أن تساعد في كبح تقدم إيران نحو صنع قنبلة نووية وتجنب المخاطر الإقليمية لهجوم إسرائيلي أحادي الجانب.

ورأى الكاتب أن اكتشاف "الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، بأن إيران وصلت إلى نسبة 84 بالمئة في تخصيب اليورانيوم يجب أن يطلق أجراس الإنذار، مشيرا إلى أن القنبلة الذرية الأمريكية في هيروشيما كانت سلاحا انشطاريا مخصبا بمعدل 80 بالمئة.

واعتبر أن إعلان الوكالة الأممية يذكر بأن إيران حققت القدرة على إنتاج مواد تصلح لصنع الأسلحة النووية بسرعة كبيرة، لكن صنع مواد انشطارية تصلح للاستخدام في صنع الأسلحة النووية لا يماثل امتلاك قنبلة نووية، وإنما هي أهم عنصر مطلوب لصنع مثل هذه القنبلة.

وقد لا تعرف "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" حتى الآن ما إذا كانت نسبة 84 بالمئة هي مجرد مخلفات محدودة متبقية في السلاسل أو ما إذا كان ذلك تحركاً متعمداً من قبل الإيرانيين للتخصيب إلى درجة قريبة من الأسلحة النووية. لكن هذه المرة الثانية خلال شهر، التي انخرطت فيها إيران بنشاط مشبوه في أحد مواقع التخصيب.

وفي منشأة "فوردو"، ربط الإيرانيون مجموعتين من أجهزة الطرد المركزي المتطورة لتخصيب اليورانيوم بنسبة 60 بالمئة ولم يُبلغوا "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" بأنهم فعلوا ذلك. وهذا مخالف لالتزاماتهم بموجب شروط معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. والآن هناك أيضاً تخصيب بنسبة 84 بالمئة.
 
وأكد الكاتب أن إيران أصبحت قريبة من التخصيب إلى درجة صنع الأسلحة النووية، وبوتيرتها الحالية بإمكانها بسهولة تكديس 10 قنابل من المواد الانشطارية المخصبة إلى نسبة 60 بالمئة بحلول نهاية هذا العام.

ورأى أنه من الضروري النظر في اثنين من التداعيات بشأن النووي الإيراني، حيث يرى الإيرانيون أن التخصيب إلى درجة قريبة من امتلاك مواد صالحة للاستخدام في الأسلحة النووية وتكديس كميات كبيرة من المواد الانشطارية لا يشكلان خطراً عليهم، إضافة إلى وهم طهران بأن "إسرائيل" ستقف مكتوفة الأيدي أمام ما يعتبره قادتها تهديداً وجودياً.

ولن يؤدي اكتشاف "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" للمواد المخصبة إلا إلى تأكيد الاعتقاد الإسرائيلي الراسخ بأن النهج الحالي للولايات المتحدة وحلفائها سيؤدي في النهاية إلى حصول إيران على قنبلة نووية، وبغض النظر عن التصريحات التي تشير إلى عكس ذلك، فإن أمريكا والمجتمع الدولي مستعدان للعيش مع هذه النتيجة. لكن إسرائيل غير مستعدة لذلك.

ووفق رؤية الكاتب فإن رد الولايات المتحدة على ارتفاع نسبة تخصيب اليورانيوم في إيران، ينبغي أن يكون مبنياً على استراتيجية تبدأ بتغيير سياسة أمريكا التصريحية المتعلقة بطرح جميع الخيارات على الطاولة، والاتجاه إلى تفضيل الحل الدبلوماسي.

ورأى أن إيران يجب أن تلتفت إلى المناورات الأمريكية في المنطقة للتدرب على هجماتها بمنظومات جو-أرض، لكن بموازاة ذلك، يجب أن تكون إدارة بايدن منخرطة بشكل واضح مع الإسرائيليين والسعوديين والإماراتيين وغيرهم في المشاورات والتدريبات الرامية إلى صد أي هجمات إيرانية محتملة ضد تلك الدول.

واعتبر أن لدى طهران اعتقادين خاطئين يتمثلان بأنها لا تؤمن باستعداد الولايات المتحدة للتحرك عسكرياً، وتعتقد أن واشنطن ستمنع الإسرائيليين أيضاً من القيام بذلك.

ويمكن للإدارة الأمريكية إبطال هذا الانطباع عبر توفير المواد والذخائر اللازمة التي من شأنها أن تجعل أي ضربات إسرائيلية أكثر فعالية. فنظراً إلى المسافات المعنية وتعذر الوصول إلى القواعد الأمامية، ستحتاج إسرائيل إلى ناقلات جوية لإعادة التزود بالوقود لكي تتمكن من ضرب الأهداف الإيرانية المحصنة عدة مرات.

ورأى الكاتب أنه على إدارة بايدن أيضاً أن تتصرف بطريقة خارجة عن المألوف بنظر الإيرانيين، إذ يجب الرد على الهجمات المنفذة بالوكالة من دون تردد وبشكل غير متناسب.

إذا اتخذت الولايات المتحدة جميع هذه الإجراءات، فسيتنبّه الإيرانيون لذلك. والهدف هو حمل الإيرانيين على وقف تقدم برنامجهم النووي لتخصيب (اليورانيوم)، وبذلك يعيدون فتح إمكانية المسار الدبلوماسي لعكس هذا البرنامج.

ولتجنّب الحرب مع خصم يشكل تهديداً، على ذلك الخصم أن يؤمن بأن المقابل سيستخدم القوة. وقد تكون الإشارة الواضحة لمقاربة أمريكية جديدة ضرورية الآن ليس فقط لإقناع الإيرانيين بوقف تقدمهم نحو سلاح نووي، ولكن أيضاً للإظهار للصين وروسيا أن الولايات المتحدة قادرة على التعامل مع تهديدات متعددة في وقت واحد وأن لديها الإرادة للقيام بذلك.