سياسة عربية

هل يمنع "المجلس الجنوبي" عودة رئيس "الرئاسي" اليمني لعدن؟

هاجم الانفصاليون مقر نقابة الصحفيين اليمنيين في عدن- جيتي
يواصل الانفصاليون المدعومون من الإمارات، التصعيد ضد سلطات المجلس الرئاسي في العاصمة المؤقتة عدن، جنوبا، وصل حد التهديد بمنع رئيس المجلس، رشاد العليمي، ورئيس الحكومة المعترف بها، معين عبدالملك، من العودة إليها.

وليل الثلاثاء، تعرض مقر نقابة الصحفيين اليمنيين، في مدينة التواهي بالعاصمة المؤقتة عدن، للاقتحام من قبل قوات ما تسمى "الحزام الأمني" التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، والسيطرة على المقر وإزالة اللوحة التعريفية الخاصة به.

وقبل ذلك، خرج قيادي في المجلس الانتقالي يدعى أبو همام البعوة، في تسجيل مصور، في اليومين الماضيين، متوعدا، بمنع رئيس مجلس القيادة الرئاسي ورئيس الحكومة التابعة له، من العودة إلى عدن، ردا على تصريحات أدلى بها، بشأن القضية الجنوبية.


وعلى الرغم من محاولة العليمي احتواء التصعيد من قبل الانفصاليين الجنوبيين المدعومين من أبوظبي، وذلك بإصداره بيانا توضيحيا بشأن اللغط الذي فهم من تصريحاته في مقابلة أجرتها صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، الخميس الماضي، إلا أن ذلك البيان لم يعمل على تهدئة الموقف.

وقال البيان الذي ورد على لسان مصدر مسؤول بمكتب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الثلاثاء، إن "مقابلة العليمي الصحفية الأخيرة فُسرت بعض مضامينها في سياق لا يعبر عن حقيقة موقف رئيس المجلس من القضية الجنوبية، ولا يتفق مع ما أكدته مرجعيات المرحلة الانتقالية بما فيها إعلان نقل السلطة، واتفاق ومشاورات الرياض من ضمانات بحل عادل لهذه القضية العادلة".

وأكد البيان الرئاسي على رسوخ التوافق في مجلس القيادة كحامل وطني جامع لاستكمال إدارة المرحلة الانتقالية، وتحقيق أهدافه المعلنة بموجب إعلان نقل السلطة، ونتائج مشاورات الرياض، التي تؤكد محورية القضية الجنوبية وضرورة تمثيلها في مفاوضات وقف الحرب، وعملية السلام الشاملة.

وأشار بيان مكتب العليمي إلى أن "الإيمان الصادق بعدالة القضية الجنوبية، تجسد في المضي باتخاذ الإجراءات الفعلية لجعل هذه القضية أساساً للحل، بدءاً بتمكين أبناء الجنوب في هيئات ودوائر صنع القرار".

"التواري عن الساحة"
وفي هذا السياق، يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء والقيادي بحزب المؤتمر الشعبي العام، عادل الشجاع إن هذا التصعيد سيؤول إلى مزيد من تقلص دائرة الانتقالي، بل وربما إلى تواريه من الساحة السياسية.

وأرجع الشجاع في حديث خاص لـ"عربي21" ذلك إلى أن "الانتقالي" وضعوا أنفسهم في مواجهة السعودية وهي التي تدفع لهم المرتبات الشهرية، وبمجرد وقف صرف هذه المرتبات، تتوقف حياتهم تماما.

وبحسب الأكاديمي اليمني، فإنه لن يستطيع المجلس الانتقالي المضي في هذا الطريق حتى آخره"،
وأشار إلى أنه بالإضافة إلى كون السعودية هي التي تدفع المرتبات، فإن أبا همام الذي دفع به الانتقالي، مصنف إرهابيا وهذا بحد ذاته يجعل الانتقالي في دائرة التصنيف بأي لحظة.

"اقتحام مقر النقابة"
من جانبها، استنكرت نقابة الصحفيين اليمنيين، في بيان جديد لها، اليوم الأربعاء، اقتحام مقرها من قبل قوات الحزام الأمني في عدن، فيما حمّلت مجلس القيادة الرئاسي والحكومة والسلطة المحلية والمجلس الانتقالي المسؤولية الكاملة عن هذا السلوك الخارج عن كل القوانين والأعراف.

وطالبت النقابة بـ"سرعة إخلاء المسلحين للمقر دون قيد أو شرط وإعادة المقر للهيئة الإدارية لنقابة الصحفيين اليمنيين المنتخبة من أعضاء النقابة في عدن".


وشددت على ضمان حماية أعضاء الهيئة الإدارية لنقابة عدن وكل منتسبي النقابة وعدم تكرار هذه الحوادث.

وحثت نقابة الصحفيين اليمنيين اتحاد الصحفيين العرب والاتحاد الدولي للصحفيين وكل المنظمات والنقابات والجمعيات المعنية بالإعلام والحقوق والحريات إلى الوقوف بجانب نقابة الصحفيين اليمنيين في هذا الظرف الصعب، والتضامن معها، والضغط بكل الوسائل لتحقيق مطالبها.


وأكد البيان النقابي أن النقابة ستظل حرة وقوية ومتماسكة ولن ينال منها الباحثون عن أجندات سياسية لا علاقة لها بالعمل النقابي والصحفي، لكنها في نفس الوقت تستشعر الأخطار المحدقة وتحتاج إلى موقف جاد، وإلى استنفار كل منظمات العمل المدني في الداخل والخارج فالحقوق لا تصان إلا بالتحرك الشجاع لإيقاف هذه الانتهاكات السافرة.

وقوبلت عملية اقتحام مقر نقابة الصحفيين اليمنيين بعدن والسيطرة عليه، بإدانات الاتحادين الدولي والعربي للصحفيين.

"هجوم سافر"
وقال أنطوني بيلانجي، أمين عام الاتحاد الدولي للصحفيين، في بيان اليوم إن هذا هجوم سافر على الحركة النقابية وحقوق الصحفيين والإعلاميين في البلاد، داعيا السلطات إلى اتخاذ إجراءات عاجلة ومحاسبة المسؤولين عن الاعتداء.

"إرهاب ووصاية"
فيما أصدر الاتحاد العام للصحفيين العرب اليوم بيانا تضامن فيه مع نقابة الصحفيين اليمنيين واستنكر بشدة ما قامت به قوات مسلحة تتبع الحزام الأمني في محافظة عدن بالاستيلاء بالقوة المسلحة على مقر النقابة.

وقال الاتحاد: "قامت هذه القوات باقتحام مقر نقابة الصحفيين اليمنيين بمحافظة عدن وقامت بإرهاب العاملين في المقر وممارسة الوصاية المسنودة بالقوة العسكرية وكذلك لفرض أجندات لا علاقة لها بمهنة الصحافة".


وأكد اتحاد الصحفيين العرب أن اقتحام مقر النقابة المملوك لنقابة الصحفيين اليمنيين يشكل تحديا سافرا على الحياة النقابية بالرغم من وقوف النقابة اليمنية على مسافة واحدة من كل الأطراف باعتبارها منظمة مهنية هدفها حماية وصون الحريات.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض مقر نقابة الصحفيين في عدن، للاقتحام، فقد سبق أن اقتحمته قوة مسلحة تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات في أيلول/ سبتمبر من العام الماضي، وفق بيان صادر عن النقابة حينها.