قالت الناشطة الحقوقية الأوكرانية، وإحدى الحاصلين على جائزة
نوبل للسلام لعام 2022 أولكساندرا ماتفيتشوك، إن الرئيس الروسي لا يخاف من تحالف شمال الأطلسي "الناتو"، بل يخشى من فكرة الحرية.
جاء ذلك خلال مقابلة لها مع "
فرانس24"، مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لبداية الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث قالت ماتفيتشوك، إن هذه الحرب اندلعت عام 2014، وليس في شباط/ فبراير 2022.
وأضافت: "حينها، كان أمام أوكرانيا فرصة لتحول ديمقراطي سريع بعد انهيار النظام الاستبدادي. لإيقافنا عن المضي في هذا الطريق، احتل
بوتين شبه جزيرة القرم وبعض الأجزاء من إقليمي دونيتسك ولوغانسك. لأن بوتين لا يخاف من الناتو. بوتين يخاف من فكرة الحرية".
وتترأس أولكساندرا ماتفيتشوك المركز الأوكراني للحريات المدنية الذي تأسس في 2007 ومقره كييف، وهدفه ترسيخ حقوق الإنسان والديمقراطية والتضامن في أوكرانيا ومنطقة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وحازت ماتفيتشوك على جائزة نوبل للسلام العام الماضي، ممثلة عن المركز الأوكراني للحريات المدنية، بالشراكة مع الحقوقي البيلاروسي المعارض أليس بيالياتسكي، ومجموعة ميموريال الروسية لحقوق الإنسان.
وفي مقابلتها مع "فرانس24"، قالت أولكساندرا ماتفيتشوك إن "الأوكرانيين يقاتلون في هذه الحرب من أجل الحرية بكل معانيها. كما أنهم يدفعون ثمنا باهظا مقابل ذلك".
وأضافت: "تستخدم
روسيا جرائم الحرب كأسلوب في الحرب. حيث يلحق الروس بالمدنيين معاناة شديدة بشكل عمدي في محاولة منهم لكسر المقاومة الشعبية واحتلال البلاد. في هذه الحالة، لا يجب لأحد أن يبقى محايدا في ما يخص انتهاكات القانون الدولي والألم البشري".
وادعت الحائزة على جائزة نوبل للسلام أن روسيا ارتكبت جرائم حرب في أوكرانيا، قائلة: "لهذا السبب، فقد جمعنا جهودنا مع العشرات من المنظمات الأخرى وأطلقنا مبادرة محكمة من أجل بوتين".
وتابعت: "أنشأنا شبكة من الموثقين المحليين في جميع أنحاء أوكرانيا، والذين يجمعون الآن المعلومات في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك الأراضي المحتلة. لقد سطّرنا هدفا طموحا يكمن في توثيق كل جريمة ارتكبت حتى في أصغر قرية وعبر كل محافظة، تكون قد تأثرت بالعدوان الروسي".
وأضافت: "نقوم الآن بتسجيل هذه الجرائم حتى يتسنى، عاجلا أم آجلا، تقديم جميع الروس الذين ارتكبوا هذه الجرائم، وكذلك بوتين وبقية أعضاء القيادة السياسية العليا والقيادة العسكرية العليا، إلى القضاء".
وعن إمكانية تحقيق السلام مع روسيا، قالت الناشطة الأوكرانية، إنه "لسوء الحظ معظم الروس يدعمون هذه الحرب. لأن بوتين يحكم البلاد ليس فقط عن طريق القمع والرقابة، ولكن أيضا من خلال تنفيذ عقد اجتماعي قائم على ما يسمى بالعظمة الروسية".
وأضافت: "لا يزال معظم الروس يتصورون أن عظمتهم هي في استعادة الإمبراطورية الروسية، وإن كان قسرا. يحتفظ الشعب الروسي بالثقافة الإمبريالية، وللإمبراطورية مركز، لكن ليس لها حدود أبدا. هذا يعني أن بوتين لن يتوقف بمحض إرادته ما لم يوقفه أحد. انتصار أوكرانيا فقط يمكن أن يمنح روسيا فرصة لمستقبلها الديمقراطي".
وختمت الحائزة على جائزة نوبل للسلام لعام 2022 قولها بالتأكيد على أنه "علينا إذن أن نكسب هذه المعركة الحضارية بين الاستبداد والديمقراطية".