قضايا وآراء

ظاهرة تيار تعويق إحياء البعث الإسلامي وكيفية مواجهته (2-2)

يرى الكاتب ضرورة التخلص من آثار الهزيمة والاستسلام- عربي21
الجزء الثاني: المخاطر الاستراتيجية لتيار التعويق

محاولات فرض فكرة الاستضعاف والاستسلام للقوة الأمريكية الخارقة، ونظمها الاستبدادية القابعة على حكم دولنا الإسلامية، وتعويق مسارات الإصلاح والتغيير الجارية؛ لا شك أنها لن توقف المد الإسلامي التحرري القادم، ولكنها بلا شك قد تشتت وتعطل وتؤخر، لذلك لا بد من الوعي والانتباه لمخاطره الاستراتيجية، حتى نسارع جميعا لحشد الجهود لكشفه وإيقافه.

1- تشتيت الأفكار وصناعة معارك جانبية مع المصلحين الحقيقيين تستنزف جهودهم وتصرفهم عن الواجب فعله.

2- خفض سقف الطموح وتثبيط الهمم والعزائم والثبات والمقاومة والعمل التجديدي والإصلاحي.

3- توريث مفاهيم الهزيمة والاستضعاف والاستسلام إلى الشباب وتحويلهم إلى الشيخوخة المبكرة.

4- استقواء تيار التعويق وتوسعه والتمكين له في مؤسسات ومواقع كبيرة مؤثرة؛ يمثل حجر عثرة أمام تيار الإصلاح.

5- صناعة بوصلة وهمية تشتت الجهود نحو السراب وتكريس الضعف والهزيمة.

6- حصار ومحاربة ووأد الكثير من المبدعين المجددين في مجالات الإصلاح المختلفة، والذين يمكن أن يمثلوا قاطرات للتجديد وإصلاح وتحرر الأمة في مجالات متعددة.

7- الاستمرار في تصعيد وتقديم نخب وقيادات وهمية تعزز وتكرس الضعف والهزيمة، وترفع تكلفة الفرصة البديلة في حال فتح المجال للنخب والقيادات المبدعة المجددة القوية الحقيقية.

8- تحولهم من تيار للإصلاح إلى تيار للتعويق يرسخ أزمة الضعف والتبعية وتكريس الاستبداد.

أهم الأسباب

1- التربية في دولة الاستبداد، كما يتربى الأسد في قفص، ليتحول الجيل الثاني منه إلى قطة في شكل أسد

2- الاختراق الفكري والديني المزيف الذي عمل على نزع أسباب القوة في الإسلام، خاصة الجهاد والحكم والعمل والابتكار.

3- حرب المفاهيم وتلبيس المفاهيم والمعتقدات على المسلمين، فتمت تسمية الاستبداد والطغيان بحكم المتغلب وتجريم الجهاد وتسميته بالإرهاب، وتذويب مفهوم الكفر والكافرين وتسميته بالرأي الآخر والنظام الدولي، واللواط والسحاق إلى المثلية والربا إلى فوائد بنكية، والخمر إلى مشروبات روحية، والمخدرات إلى مكيّفات.. وهكذا.

4- ضعف ثم مشاركة وتآمر النخب وقبول التنازل والاستجابة لمطالب الخارج.

5- تمكن النظام الدولي وعملائه من تدجين عدد من الحركات الإسلامية الإصلاحية وتحويلها إلى جماعات وظيفية لحسابه.

الجزء الثالث: مناقشة أفكار التعويق
لم نتكمن فكريا من الإجابة على أهم الأسئلة الكبرى التي تواجه المشروع الإسلامي وفي مقدمتها سؤال العدو وحقيقة الصراع، والمرجعية الواحدة والوحدة، والاحتشاد والتحرر من الاستبداد.. الخ، بمعنى أن أزمتنا فكرية بامتياز

حتى الآن لم نتكمن فكريا من الإجابة على أهم الأسئلة الكبرى التي تواجه المشروع الإسلامي وفي مقدمتها سؤال العدو وحقيقة الصراع، والمرجعية الواحدة والوحدة، والاحتشاد والتحرر من الاستبداد.. الخ، بمعنى أن أزمتنا فكرية بامتياز، أي أن واجب المرحلة هو الجهاد الفكري اللازم لإنتاج إجابات وحلول متنوعة حتى نتمكن من الخروج من أزمتنا.

في هذا السياق العام الذي يرسم ملامح المرحلة، يجب أن نفكر حين نناقش أفكار ومقولات تيار التعويق، حتى لا نُستدرج لمسارات جانبية أو تفصيلية تذهب بنا بعيداً عن الواجب كشفه وتصويبه.

وسأكتفي هنا بذكر النصوص القرآنية المحددة بينة الدلالة، تاركاً التفصيل لموضعه.

1- ادعاء القُطرية بديلا عن الأمة الإسلامية الواحدة، فلا بد من تعريف ذاتنا، من نحن:

- "إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ" (الأنبياء: 92).

- "وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ.." (البقرة: 143).

- "كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ.." (آل عمران: 110).

- "وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُون" (المؤمنون: 52).

ومن أراد أن يستسلم ويرضى بتقسيم سايكس بيكو، ويتماهى ويعمل بإرادة النظام الدولي، فعليه ما اعتقد واختار، وليغلق عليه لسانه وبابه ولا يفتن غيره.

2- ادعاء اختزال الصراع كونه صراع مصالح، لصرف المسلمين عن رسالتهم الحقيقية في الأرض وتخديرهم وتفريغ وشل حركتهم تمهيدا لنحرهم والتخلص منهم، فلا بد من التذكير برسالة المسلمين في الحياة، وبجوهر الصراع من كتاب الله تعالى الحق المبين:

- "هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا" (هود: 61)، وأول العمارة نشر وتمكين الدين.

- "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الاَرْضِ خَلِيفَةً" (البقرة: 29).

- "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءامَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الاَرْضِ كَمَا اَسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ" (النور: 53).

- "وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ۚ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" (البقرة: 217).

3- ادعاء واستمراء الاستضعاف، فلا بد من التذكير بمن هو المؤمن بالله ومن هو حزب الله ومن هم جنود الله تعالى العزيز الحكيم الغالب القاهر:

- "وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ" (المنافقون: 8).

- "وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلْغَٰلِبُونَ" (الصافات: 173).

- "أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" (المجادلة: 22).

- "وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ" (الشورى: 39).

- "وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ" (الأنفال: 60).

4- ادعاء الانفتاح على الثقافات وتكامل واندماج الثقافات والهويات، خاصة أنها تجارب ناجحة، فلا بد أن نذكر بوحدة المرجعية والتفرد والخصوصية والمفاصلة وإعلان وبيان ذلك للعالمين:

- "قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)" (الكافرون).

- "وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ" (القلم: 9).

- "فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً" (النساء: 65).

- "ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ، إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيئاً" (الجاثية).

5- حالة التحول إلى معارضة تعترف بالنظام، وهي جزء منه لا تخرج عليه، فلا بد أن نبين ونذكر بعدم الاعتراف بالباطل، ووجوب الخروج عليه.

- "وَلَقَد أَرسَلنا موسى بِآياتِنا أَن أَخرِج قَومَكَ مِنَ الظُّلُماتِ إلى النّورِ وَذَكِّرهُم بِأَيّامِ اللَّهِ إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبّارٍ شَكورٍ" (إبراهيم: 5).

- "اذْهَبَا إلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (طه: 43- 44).

- "قال رب بما أنعمت عليّ فلن أكون ظهيرا للمجرمين" (القصص: 17).

- "وَلاَ تَرْكَنُواْ إلى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ" (هود: 113)

6- حالة الركون إلى الدنيا والتخلي عن الإعداد وامتلاك أسباب القوة، ووقف وردع الكفر والطغيان، واتخاذ المسار السياسي المجرد من أسباب قوته وأدواته فعله سبيلا واحد، فلا بد أن نبين ونذكر أن ذلك ما هو إلا أداء دور وظيفي في خدمة النظم المستبدة وتكريس وجودها وتعزيز قوتها.

- "وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ" (الأنفال: 60).

كل ذلك أدى إلى كوارث استراتيجية مركبة وكبيرة:

1- الرؤية الخاطئة للصراع مع المشاريع العالمية وتحديدا المشروع الأمريكي المسمى بالنظام العالمي الجديد؛ على أنه صراع مصالح وليس صراعا ممثلا في مشروع بديل عن المشروع الإسلامي الواجب إقامته في الأرض: "شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ" (الشورى: 13)، والذي تبينه النية بكل وضوح وتحديد ودقة وفق أهم دلالات الآية الكريمة.

2- الضبابية وعدم معرفة العدو والأعداء الحقيقيين المتخفين.

3- الاختراق الفكري والثقافي والديني.

4- الوقوع فريسة لمحاولة تفريغ الإسلام من أهم أسباب قوته، وهو ركن الجهاد ورد ودفع العداء بكل أسباب القوة المتاحة. وهناك فارق كبير بين تعدد وتنوع استخدام أساليب القوة الناعمة والصلبة والمختلطة في وقتها ومكانها بحسب موازين القوة وحسابات النصر، وبين الاستجابة لمؤامرة الغرب على الإسلام واتهامه بالإرهاب، وتشويه فكرة الجهاد ووجوب دفع الضرر وتحقيق الردع، ثم الاستسلام للتخلي عن واجب الجهاد في سبيل الله تعالى وما يتطلبه من أشكال إعداد مختلفة، والقبول بالعيش الذليل المهين تابعا للغرب، محلا لعقاب الله تعالى: "إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ، وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلا لا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إلى دِينِكُمْ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلا لا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إلى دِينِكُمْ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلا لا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إلى دِينِكُمْ".

5- جيل جديد من المتحولين دينياً والمنهزمين نفسيا.

الجزء الرابع: الواجب فعله.. واجبنا العملي تجاه تيار التعويق



ظاهرة التعويق فكرية واسعة بامتياز، تنطلق منها جهود تنظيمية وتنفيذية محددة، مما يتطلب رؤية واستراتيجية متكاملة لمواجهة الظاهرة وتحرير الأمة منها ومن آثارها بأسرع وقت ممكن، وتعزيز الوعي الفكري والثقافي والمجتمعي العام بروح الإحياء القوية. واستعادة القوة اللازمة لتيار الإصلاح والبعث الإسلامي العالمي تحتاج إلى صرخة غضب مدوية في أعماق النفوس المسلمة؛ برفض الهزيمة والاستسلام واستمراء الفجوة الكبيرة في القوة

ظاهرة التعويق فكرية واسعة بامتياز، تنطلق منها جهود تنظيمية وتنفيذية محددة، مما يتطلب رؤية واستراتيجية متكاملة لمواجهة الظاهرة وتحرير الأمة منها ومن آثارها بأسرع وقت ممكن، وتعزيز الوعي الفكري والثقافي والمجتمعي العام بروح الإحياء القوية. واستعادة القوة اللازمة لتيار الإصلاح والبعث الإسلامي العالمي تحتاج إلى صرخة غضب مدوية في أعماق النفوس المسلمة؛ برفض الهزيمة والاستسلام واستمراء الفجوة الكبيرة في القوة بين المسلمين وبين أعداء الله تعالى، وبناء وتعزيز ثقافة وخطط مشاريع تحصيل العلم والتكنولوجيا والقوة والمنافسة والغلبة والعزة والتمكين، مما يتطلب العمل على ثلاثة محاور أساسية، ولكل محور وسائله الخاصة به:

المحور الأول: وقف ظاهرة التعويق عن طريق

1- بيان وكشف وفضح خطأ وخطورة المفاهيم والمقولات والبرامج والمشاريع الاستسلامية المطروحة.

2- بيان وكشف وفضح المرجعيات الخاصة بالظاهرة والقائمين عليها والداعمين لها.

3- مناقشة وتصحيح مفاهيم ظاهرة تيار التعويق علمياً وشرعياً وتاريخياً وواقعياً، ودحضها كاملة ونشرها وتناولها بتوسع في كافة المنصات الممكنة.

المحور الثاني: تحذير الصامتين الممسكين بالعصا من المنتصف

خاصة أصحاب الأسماء الكبيرة والظهور الإعلامي السابق المكثف، والمختفين فجأة عن الساحة بأن صمتهم يعد مشاركة ضمنية حقيقية لظاهرة تيار التعويق، وعليهم الخروج للناس والتبرؤ من ظاهرة التعويق وعدم انتمائهم لها، وأنهم مع خيار الصمود وإعادة إحياء البعث الإسلامي من خلال التجديد والتطوير والعمل بكل قوة لامتلاك القوة المتنوعة وأدوات الفعل اللازمة لاستكمال العمل.

المحور الثالث: تقوية وتعزيز تيار الإداء والبعث الإسلامي المتجدد

1- إحياء منظومة مفاهيم قيم الرسالية والمسئولية والأمانة والطموح الكبير والقوة والمقاومة والتحدي والهمة والعمل والجهاد، لامتلاك جميع أسباب القوة اللازمة، والإصرار على النجاح والإنجاز وإعلاء كلمة الله في مكانها الطبيعي؛ كبيرة وعليّة فوق كل ما سواها.

2- اعتماد منهج المؤسسية العلمية الجامعة لإنتاج الأفكار والمشاريع والبرامج اللازمة لدعم تيار البعث الإسلامي.

3- اعتماد المنهج الواجب فعله، والإعداد للمستقبل وتجاوز العيش في الماضي.

4- ربط الأجيال الحالية بتاريخ الأمة وتيارها الإحيائي العظيم على مستوى العمل الفكري والعمل الجهادي العظيم والعمل الإصلاحي التنموي، لتوثق علاقتهم بقادتهم الحقيقيين، وإعلام طريقهم الذي يجب أن يكتمل.



3- رفع سقف الطموح العام للمجتمع، وبث الأمل في نفوس الجميع نظرياً وعملياً من خلال تعريفهم بالرؤية الحقيقية للمرحلة القادمة وأهدافها وخطط ومشاريع وبرامج تحقيقها، وتحميل جميع أفراد المجتمع مسئوليتهم في تحمل مهمة هذا الشرف العظيم في شكل مشاريع فردية تتجمع تدريجا في التيار العام للبعث الإسلامي العالمي.



عملية إزاحة ظاهرة وتيار التعويق عملية مركبة من جهد فكري كبير يقترب من 70 في المئة من جهد المرحلة الحالية، يستكمله جهد خططي وتنفيذي يقترب من 30 في المئة تقريبا، حتى نتمكن من التخلص والتحرر من هذه الظاهرة البليدة المتكررة في تاريخنا الإسلامي

4- المبادرة إلى نشر منظومة من المشاريع والبرامج الإحيائية المتنوعة القابلة للتنفيذ الفردي والمؤسسي، مع مبادرة المبدعين للمسارعة بتقديم نماذج عملية ناجحة ونشرها لتكون بمثابة قدرات عملية باعثة للأمل، وكنماذج معيارية عالمية قابلة للنسخ والتكرار والانتشار، لتشكل مع الأيام تسونامي الإصلاح والتغيير الإسلامي العالمي، خاصة عندما تكون النماذج من دول وقوميات عربية وتركية وأوروبية وأمريكية وصينية وهندية متنوعة؛ يجمعها منطق فعل رابط واحد هو رسالة الأمة الإسلامية العالمية الواحدة الخالدة.

5- عملية إزاحة ظاهرة وتيار التعويق عملية مركبة من جهد فكري كبير يقترب من 70 في المئة من جهد المرحلة الحالية، يستكمله جهد خططي وتنفيذي يقترب من 30 في المئة تقريبا، حتى نتمكن من التخلص والتحرر من هذه الظاهرة البليدة المتكررة في تاريخنا الإسلامي.



وإلى المزيد والمزيد من الجهد الفكري والخططي والميداني المتكامل، فطريقنا طويل وشاق، ولكنه ممتع ومشرف لأن بنهايته سنلتقي مع سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم.