ملفات وتقارير

إغراق المنازل والمزارع.. نهج إسرائيلي لمضاعفة معاناة سكان غزة (صور)

مسؤول: الاحتلال فتح سدود المياه التي توجد قبالة المنطقة الوسطى في القطاع- عربي21
مع تعرض قطاع غزة، المحاصر منذ 16 عاما على التوالي، لمنخفض جوي عميق وأمطار غزيرة، فقد عملت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على مضاعفة معاناة سكان القطاع من خلال ضخ كميات كبيرة من المياه باتجاه القطاع الذي يعاني أصلا من سوء البنية التحية جراء الحروب الإسرائيلية.

وعملت الجهات المختلفة في القطاع طوال الليلة الماضية وصباح الأحد، من مثل البلديات والشرطة والدفاع المدني وطواقم الطوارئ بوزارات الأشغال والتنمية الاجتماعية، على إنقاذ المواطنين الذين حاصرتهم المياه داخل منازلهم ومناطقهم، ومحاولة زيادة تصريف المياه عبر شبكة المجاري وتصريف المياه المحلية.

وأكدت رئاسة العمل الحكومي في بيان لها وصل "عربي21" نسخة عنه، أن "فتح الاحتلال للسدود المحاذية لقطاع غزة في أكثر من نقطة، فاقم من خطورة وصعوبة الوضع في القطاع".

وفي خانيونس جنوب القطاع، تسببت الأمطار الغزيرة إضافة لفتح السدود من قبل الاحتلال، في غرق العديد من منازل المواطنين، وأوضح المواطن سامح عمران لـ"عربي21"، أن "المياه تسببت في إغراق العديد من البيوت وتدمير البنية التحتية في الشوارع الداخلية".

ونوه إلى أن "المياه تسببت في جرف الرمال من أحد الشوارع بأكثر من مترين وتدميره، ما تسبب في حصار المواطنين داخل منازلهم وغرقها وعدم تمكنهم من الخروج".


وأكد المتحدث باسم وزارة الزراعة بغزة، أدهم البسيوني، أن "الاحتلال يعمل على زيادة معاناة الشعب الفلسطيني المحاصر في القطاع من خلال فتح السدود الخاصة بخزانات مياه كبيرة تقع شرقي القطاع قرب السلك الفاصل".

وأوضح في حديث لـ"عربي21" أن "الاحتلال قام مساء السبت بفتح سدود المياه خاصة تلك التي توجد قبالة المنطقة الوسطى في القطاع، ما تسبب في أضرار كبيرة لدى المواطنين والمزارعين، تركزت حاليا في المنطقة الشرقية لدير البلح وسط القطاع".

وأضاف البسيوني: "ما زلنا في بداية المنخفض، والعديد من المناطق تأثرت به، وبعد الانتهاء يمكن الحديث عن حجم الأضرار"، محملا الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن الأضرار الناجمة عن قيامه بفتح سدود المياه، كي تغرق حقول ومنازل المواطنين.

ونوه إلى أن "لدى الاحتلال خزانات مياه ضخمة في المناطق الشرقية من القطاع، وعند هطول كميات كبيرة من الأمطار، يقوم بفتحها باتجاه القطاع الذي يعاني كثيرا جراء الحصار الإسرائيلي"، لافتا إلى أن "الاحتلال يتعمد زيادة معاناة أهل القطاع، وهو معني بمضاعفة تلك المعاناة الإنسانية".


واستنكر رئيس لجنة الطوارئ الحكومية بغزة زهدي الغريز، بشدة قيام سلطات الاحتلال بفتح سدود المياه تجاه القطاع، والتي ضاعفت معاناة السكان وتسبب بهدم وتخريب العشرات من المنازل والطرقات والأزقة ومساحات كبيرة من الأرضي، منوها أنه "كان بإمكان الاحتلال على الأقل، الإبلاغ عنن نيته فتح السدود عبر الصليب الأحمر كما جرى في مرات سابقة، بعدها الصليب يبلغ "مصلحة مياه الساحل" وهي بدورها تبلغ بلديات القطاع كي تأخذ حذرها وتستعد".

وأكد في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن ما فعله الاحتلال من "إغراق بيوت المواطنين خاصة في وسط القطاع، هو أمر معيب، ومنافي لكافة الشرائع القانونية الدولية وحتى السماوية"، منوها أن كميات الأمطار التي نزلت في الساعات الماضية على القطاع، هي الأكثر كثافة في فلسطين.

وأشار الغريز، إلى أن "قطاع غزة المحاصر يعول على المؤسسات الدولية في موضعين أساسيين هما؛ الأول؛ لا بد من تمويل المشاريع الرئيسية الخاصة بالبنية التحتية وخاصة مشاريع تصريف مياه الأمطار، التي أصبحت مشكلة حقيقة في غزة وفي كل العالم، بسبب التغيرات المناخية الهائلة".

وأوضح أن "الأمر الثاني؛ وجوب عمل تلك المؤسسات على حماية أو المساعدة في حماية المجتمع الفلسطيني من عدم الاعتبار الإسرائيلي للإنسان الفلسطيني الذي يعيش في القطاع".


وذكر رئيس لجنة الطوارئ، أن "الآلات والمضخات المتحركة التي يمكن أن نستغلها في أعمال تصريف المياه في الأزمات ومن المناطق التي تتعرض للغرق، سلطات الاحتلال تمنع دخولها، وغيرها من الأدوات اللازمة".

ونوه أن الحديث يجري عن قضايا إنسانية، تتعلق بمواجهة ومعالجة مشاكل يومية إنسانية فقط، مطالبا الجميع بالضغط على الاحتلال من أجل "إنهاء معاناة القطاع المحاصر والسماح بإقامة بعض مشاريع البنية التحية الضرورية، وهذا هو الدور الرئيس للمؤسسات الدولية، التي يجب عليها أن تتحرك في هذا الموضوع".

ونبه أن الاحتلال "يتعمد مضاعفة معاناة وأزمات سكان القطاع، حيث قام بفتح السدود على كمنطقة "وادي السلقا" وسط القطاع، حيث يعلم الاحتلال قبل غيره أن هذا الوادي ليس له مخرجا على البحر، ما تسبب بمشكلة كبيرة للسكان في غرب مدينة دير البلح".

وأفاد الغريز، أن التقديرات الأولية الخاصة بمعالجة وتشييد بنية تحتية مناسبة لقطاع غزة بدلا من الحالية المهترئة جدا والتي أصبحت خارج الخدمة، وخاصة في المناطق الرئيسة الثلاثة؛ قلب مدينة غزة وخان يونس وجباليا، نحن بحاجة لموازنة تقدير بربع مليار دولار، بما يتلاءم مع الاحتياجات الأساسية والتغيرات المناخية".


ويعاني القطاع المحاصر من تردي الأوضاع الإنسانية والاقتصادية والمعيشية وسوء البنية التحية جراء حصار الاحتلال المتواصل والمشدد، والعقوبات التي فرضتها السلطة على القطاع، ما تسبب في تفاقم الفقر والبطالة واستمرار مشكلة انقطاع التيار الكهربائي التي تزيد من معاناة مختلف الفئات وخاصة في فصل الشتاء.

ومما ساهم في زيادة معاناة سكان القطاع البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة، الحروب الإسرائيلية المتعددة ضد القطاع، التي دمرت البنية التحية، ونقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، إضافة إلى إجراءات مواجهة الوباء التي تسببت في توقف العديد من القطاعات الاقتصادية، التي تعاني أصلا من الحصار والدمار.

يذكر، أن طواقم الدفاع المدني في غزة واجهت صعوبات كبيرة في إنقاذ المدنيين وانتشال جثامين الشهداء من تحت الأنقاض خلال الحروب الإسرائيلية، نظرا لتعمد جيش الاحتلال استهداف بعض الأماكن المكتظة بالسكان، إضافة إلى ضعف الإمكانات اللوجستية المتوفرة لدى جهاز الدفاع المدني في القطاع.