سياسة تركية

"إمام أوغلو" يعمق الصدع بين المعارضة التركية.. و3 رسائل من أردوغان

أكشنار سارعت بالوقوف إلى جانب إمام أوغلو في ظل غياب رئيس حزبه- جيتي
أثار قرار المحكمة التركية بحق رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، بشأن منعه من ممارسة السياسة، التوتر بين حزبي "الشعب الجمهوري" و"الجيد".

وسارعت زعيمة حزب الجيد ميرال أكشنار، بالتوجه إلى إسطنبول من أنقرة، لتقف إلى جانب إمام أوغلو قبل صدور القرار بحقه، وفي الوقت ذاته فقد كان زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو في زيارة لألمانيا، وقد قام بقطعها لينضم إلى الحشد مقابل بلدية إسطنبول.

وانتقدت أوساط في حزب الشعب الجمهوري، طريقة تعامل أكشنار مع مسألة إمام أوغلو، ومع صدور القرار قامت بمعانقته وقالت له: "لقد بدأنا الآن" ليرد عليها بالمثل، وفي خطابها وهي تقف أمامه قالت: "لم يعد خلفك فقط 16 مليونا في إسطنبول، بل الآن 85 مليونا يقف معك".



أثارت تصرفات أكشنار انزعاجا كبيرا لدى أوساط حزب الشعب الجمهوري، وزعيمه كليتشدار أوغلو، الذي أكد مجددا أن إمام أوغلو لديه وظيفة يجب أن يكملها، في إشارة إلى رفضه لترشحه للرئاسة، ومساعي أكشنار للترويج لذلك.

وأوضح كليتشدار أوغلو في مقابلة على قناة "Halk Tv"، أنه علم بالتجمع، من وسائل التواصل الاجتماعي، رغم أن إمام أوغلو ينتمي لحزبه، مضيفا: "أكشنار لم تقم بالاتصال بي".

وأضاف: "يجب أن لا يتدخل أي حزب بالشؤون الداخلية للحزب الآخر، ولكل حزب قواعده الخاصة".

ودعا كليتشدار أوغلو أكرم إمام أوغلو للمشاركة في اجتماع المجموعة البرلمانية لحزبه بأنقرة الثلاثاء، وجرى تداول صورة لهما وهما يتعانقان بذات الشكل الذي كان بين أكشنار وإمام أوغلو.



وفي خطابه أمام المجموعة البرلمانية، قال كليتشدار أوغلو: "أنا وأكرم إمام أوغلو مثل الأب وابنه. إنه ابني وابن حزب الشعب الجمهوري. ومن واجبي أن أقف معه".

وردا على تصريحات كليتشدار أوغلو بشأن التدخل بـ"الشؤون الداخلية" للحزب، نقلت صحيفة "جمهورييت"، عن مسؤولين في حزب الجيد، أن دعم أكشنار لإمام أوغلو أو يافاش ليس تدخلا في الشؤون الداخلية لحزب آخر.

وأشار حزب الجيد، إلى أن "هذه ليست المرة الأولى التي تدلي فيها أكشنار بمثل هذا التصريح حول ترشيح إمام أوغلو ويافاش. لقد استخدمت تعابير مماثلة من قبل. التأكيد على "المرشح الفائز" ليس تدخلا في الشؤون الداخلية للحزب. أيا كان من سيفوز بالرئاسة عام 2023، سواء كان إمام أوغلو أو يافاش أو أي شخص آخر، الاسم لا يهم. هذا يعني فقط أن المعارضة يجب أن ترشح هذا الاسم كمرشح مشترك".

ولفت مسؤولو الحزب، إلى أن تصرفات أكشنار طبيعية، فقد كانت هناك عملية ضد المرشح المشترك للتحالف لبلدية إسطنبول إمام أوغلو من خلال القضاء، "هل المطلوب أن تتجاهل أكشنار ذلك؟".

قضية إمام أوغلو جمعت الطاولة السداسية وفرقتها بسرعة


الكاتبة التركية كوبرا بار، في تقرير على "خبر ترك"، قالت إن قضية "المرشح الرئاسي"، تحولت إلى "عناد" ما بين حزبي الشعب الجمهوري، والجيد.

وأوضحت أن كليتشدار أوغلو يصر على الترشح للرئاسة، في الوقت الذي ترى فيه أكشنار أن ترشحه محفوف بالمخاطر، مؤكدة على "المرشح القادر على الفوز".

ونوهت أن قرار المرشح الرئاسي، لا يخص فقط "الشعب الجمهوري" بل طاولة المعارضة بأكملها، مضيفة: "قد يبدي كليتشدار أوغلو رغبته بالترشح ولديه الحق بذلك، ولكن إذا سعى لإقصاء إمام أوغلو أو يافاش، فإن الأمر لا يتعلق بحزبه فحسب، بل بالطاولة السداسية بأكملها".

وأردفت أن قرار المحكمة بشأن إمام أوغلو تسبب بردات فعل من الرأي العام ضد الحكومة، ومن المتوقع أن يستمر هذا الطقس لمدة أسبوع أو حتى شهر، ولكن تم نسيان هذه القضية، وتحول الأمر حول الخلافات بين المعارضة بشأن المرشح.

وأكدت أن حديث كليتشدار أوغلو بشأن "الشؤون الداخلية للحزب"، كان موجها لأكشنار بأن "لا تعبثوا داخل حزب الشعب الجمهوري".

وشددت على أن الصراع بين الحزبين الرئيسيين في الطاولة السداسية، والمستمر منذ أشهر يسبب ضررا كبيرا لصورة المعارضة، والأصل أن يجتمع كليتشدار أوغلو مع أكشنار ويوجه حديثه لها بشكل مباشر وبينهما.

الكاتب محرم ساريكايا في تقرير على صحيفة "خبر ترك"، ذكر أن قرار المحكمة بشأن إمام أوغلو ساهم "في تجميع الطاولة السداسية حول بعضها، ولكنها تبعثرت بسرعة".

وأضاف: "أستطيع القول إن التوتر الذي بدأ بشأن المرشح الرئاسي بين حزبي الشعب الجمهوري والجيد، ازداد قليلا بسبب كلمات كليتشدار أوغلو بشأن الشؤون الداخلية".

وتابع بأنه في الوقت الذي بدا فيه قرار المحكمة ضد إمام أوغلو في صالح الطاولة السداسية، انقلب الأمر فجأة رأسا على عقب، ما تسبب في أن الصدع الذي كان موجودا من البداية أصبح أكثر وضوحا وتعمقا.

ويؤكد حزب الشعب الجمهوري أن "رؤساء البلديات سيواصلون واجباتهم، ومرشحنا هو كمال كليتشدار أوغلو، وقلنا مرة وخمس مرات وخمسين مرة.. مرشحنا كليتشدار أوغلو.. سيتم اتخاذ القرار في الطاولة السداسية، وسيكون زعيم الحزب هو مرشحه أمام الطاولة".

ثلاث رسائل من أردوغان


الكاتب التركي عبد القادر سيلفي، في تقرير على صحيفة "حرييت"، قال إن أردوغان وجه ثلاث رسائل بشأن الطاولة السداسية للمعارضة.

ووصف أردوغان الطاولة السداسية بالغريبة، وتتشكل من 6 رؤوس تختلف عن بعضها، لا تثق ببعضها البعض، مشيرا إلى أن "الشعب التركي لن يسلم مستقبله إليها".

وأوضح سيلفي أن الرسالة الأولى حول الطاولة السداسية "أنها طاولة غريبة يقوم جميع من حولها بتدبير المكائد"، مضيفا: "ألم تؤكد المكائد التي أحيكت خلال الأسبوع الأخير ما قاله أردوغان؟.. حيث اضطر  كليتشدار أوغلو المعروف بهدوئه للخروج عن طوره".

وأضاف سيلفي، بشأن الرسالة الثانية أنه "مهما فعلت، فإن القرار بشأن إمام أوغلو خلط الأوراق ما بين الطاولة السداسية، وقد أشار أردوغان لهذه النقطة بقوله: هناك من احتفل بقرار الحظر السياسي المتخذ بحق إمام أوغلو وأعرب عن فرحه بالقرار.. كما أن هناك من قام بإجراء الحسابات السياسية عبر قرار قضائي غير محسوم حيث أظهر الجميع نواياهم".

أردوغان لكليتشدار أوغلو: اعتن بابنك

وتابع سيلفي، بأن أردوغان أعطى رسالة لزعيم حزب الشعب الجمهوري بالاعتناء برئيس بلدية إسطنبول، بقوله: "كليتشدار أوغلو يصف العلاقة بينه وبين إمام أوغلو بالأب والابن.. يا كليتشدار أوغلو اعتن بابنك إنه يبحث عن والدين آخرين"، وهي رسالة: "اعتن بإمام أوغلو وإلا ستفقده لصالح أكشنار".

وأوضح سيلفي أن إمام أوغلو تحول من "بطل سياسي"، إلى موضوع "دعابة سياسية" في ظرف أسبوع.