الناتو يتهيأ لحرب سيبرانية

حلف الناتو يجري استعدادت مكثفة خشية من اندلاع حرب سيبرانية وشيكة مع روسيا


حرب ضروس اندلعت منذُ ما يقاربُ الـ10 أشهر بينَ روسيا وأوكرانيا لم تقتصر على قتالٍ عسكريٍّ وأمني، بل امتدت لتشملَ صراعا إلكترونيا، فهل نحن أمام حرب سيبرانية واسعة قد تحدث في العالم لأول مرة؟

مايكروسوفت، عملاقُ التكنولوجيا الأمريكي ذكرَت في تقريرٍ لها أنَّ الحكومةَ الروسية بصددِ تنسيقِ هجماتٍ إلكترونية على البنى التحتيةِ الحيويةِ في أوكرانيا بالتزامنِ معَ ضرباتٍ صاروخية، كما قد يسعى الكرملين لتوسيع الهجمات الإلكترونية ضدَّ كييف وداعميها في محاولةٍ لتعطيل سلاسلِ التوريدِ العسكرية والإنسانية، وإضعافِ دعمِ السكانِ الأوروبيينَ لأوكرانيا وفقا لتقريرٍ نشرتهُ مجلة بوليتيكو.

موسكو كانت في وقتٍ سابقٍ قد اخترقت أنظمةَ الأقمارِ الصناعيةِ الأوكرانية وشركاتِ الطاقةِ وغيرها من البنيةِ التحتيةِ الحيوية بحسبِ ما أوردتهُ شركة مايكروسوفت، مما أثارَ المخاوفَ الدوليةَ حول كيفيةِ تطويرِ روسيا لقدراتها السيبرانية المتطورةِ الأمرُ الذي دفعَ واشنطن للإعلان بأنَّ استخباراتها توصّلت إلى معلوماتٍ تفيدُ بأنَّ روسيا تستعد لشن هجمات معلوماتية واسعة على حلفاءِ أوكرانيا.

في ذاتِ السياقِ قالت مايكروسوفت إنَّ 55 في المئة من حوالي 50 منظمة تعرضت لهجمات روسية منذُ شباط/ فبراير تعودُ لشركاتِ بنيةٍ تحتيةٍ حيوية.

الناتو يتأهب


وفي محاولةٍ للاستعدادِ لحربٍ سيبرانيةٍ واسعة ذكرت صحيفةُ بوليتيكو الأمريكية بأنَّ حلفَ شمالِ الأطلسي قد جمعَ ما يقاربُ 150 خبيرا من خبراءِ الأمنِ السيبراني في مبنى غيرِ معروفٍ في قلب العاصمةِ الإستونية للاستعداد لحرب إلكترونية مع روسيا.

ولم يقتصر التجهيزُ للمعركةِ على ذلك، بل شاركَ ما يقربُ من 1000 متخصص في المجالِ السيبراني عن بُعدٍ من بلدانهم في تدريبٍ لصالحِ حلفِ الناتو حيث أفادت الصحيفةُ بأنَّ سيناريو الحرب أصبح واقعياً للغاية للدولِ الأعضاءِ في الناتو وحلفائهم.

ومنذُ الغزوِ الروسيِّ لأوكرانيا ستتركزُ مهامُ القواتِ السيبرانية التابعةِ للناتو على إيجاد سبل لمساعدة أوكرانيا واكتشاف أساليب لمنع روسيا من اختراق البنى التحتية في الدولِ الأعضاءِ في الناتو وحلفائهم.

ومن الجديرِ بالذكرِ أنهُ لم يسبق أن شهدَ العالمُ حرباً سيبرانيةً واسعةَ النطاق والتي يقعُ فيها استخدامُ هجماتٍ إلكترونية لا تختلف عن الضرباتِ الفعلية برأيكم هل سنشهدُ حقا هذا السيناريو المخيف؟