سياسة دولية

واشنطن ترحب بعزل رئيس البيرو "اليساري".. ودولة تعرض عليه اللجوء

صار بيدرو كاستيلو ثالث رئيس بيروفي يعزل منذ عام 2018 بموجب بند "العجز الأخلاقي"- تويتر

رحبت الولايات المتحدة بعزل الرئيس البيروفي اليساري بيدرو كاستيلو، وتولي نائبته دينا بولوارتي، المنصب خليفة له حتى العام 2026، بعد أحداث سياسية درامية شهدها البلد الأمريكي الجنوبي لساعات معدودة.

 

وأعلنت الرئاسة البيروفية، الخميس، عن استعادة النظام الدستوري في البلاد وإلغاء حظر التجوال، الذي فرضه الرئيس المعزول بيدرو كاستيلو.

 

وقال بيان المكتب الرئاسي: "بعد استعادة النظام الدستوري، يلغى حظر التجوال الذي تم فرضه بطريقة غير شرعية".

 

والأربعاء، أعلن كاستيلو عن حل البرلمان الذي كان يخطط بحث مسألة عزله من رئاسة البلاد، لكن البرلمان الذي تهيمن عليه المعارضة سارع في قرار عزله.

ويشهد البلد الأمريكي اللاتيني تقلبات سياسية خلال الأشهر الأخيرة وتحقيقات في قضايا فساد، وذلك منذ تولي كاستيلو منصبه في تموز/ يوليو من العام الماضي.

 

وفي السياق، أعلن وزير الخارجية المكسيكي مارسيلو إبرارد عن استعداد بلاده لمنح اللجوء للرئيس البيروفي المعزول، لكنها لم تتلق أي طلب بهذا الصدد بعد.

 

وقال إبرارد في حديث لإذاعة "فورميولا" المكسيكية، ردا على سؤال عن ما إذا توجه كاستيلو إلى السلطات المكسيكية بطلب منحه اللجوء: "حسبما أعرف، لا".

 

وتابع: "نحن نتخذ موقفا إيجابيا من منح اللجوء، لكن أحدا لم يتقدم بهذا الطلب. ولا أعتقد أننا سنعارض ذلك في حال طلبه منا، وبإمكاننا النظر إلى ذلك بشكل إيجابي".

 

ومن جهتها، اعتبرت الولايات المتحدة إجراءات عزل الرئيس البيروفي الذي وصفته بالسابق، جاءت في إطار ديمقراطي.

 

وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس للصحفيين، يوم الأربعاء: "بحسب ما فهمت، ونظرا لقرار الكونغرس، فإنه الآن الرئيس السابق كاستيلو".

 

وأشار برايس إلى أن "البرلمانيين البيروفيين تصرفوا بالتوافق مع الإجراءات الديمقراطية".

 

 

ومساء الأربعاء، عين البرلمان البيروفي نائبة الرئيس المعزول، دينا بولوارتي، خلفاً له حتى تمّوز/ يوليو 2026، بعيد محاولته حلّ البرلمان في البلاد.

 

وأدّت بولوارتي، المحامية البالغة 60 عاماً، اليمين أول رئيسة للبيرو بعد ساعات فقط من عزل كاستيلو.


 

وفي خطاب متلفز إلى الأمة، أعلن الرئيس البالغ 53 عامًا حلّ الكونغرس الذي تهيمن عليه المعارضة، وفرض حظر تجوّل، مشيراً إلى أنّه سيحكم بمراسيم تشريعية.

 

 

وبُرّر عزل الرئيس قانوناً "بعجزه الأخلاقي" عن ممارسة السلطة، بعد سلسلة من الأزمات من بينها ستة تحقيقات ضده وخمسة تعديلات وزارية واحتجاجات واسعة.

 

ويسمح الدستور بعزل الرئيس بناء على ارتكاب مخالفات سياسية وليس بالضرورة لخرقه القانون، ما جعل إجراءات العزل متكررة في البيرو.

 

وصار بيدرو كاستيلو ثالث رئيس يعزل منذ عام 2018 بموجب بند "العجز الأخلاقي".

وانعدام الاستقرار السياسي مشكلة مزمنة في البيرو التي تولّى قيادتها ثلاثة رؤساء مختلفين في غضون خمسة أيام عام 2020، وصارت بولوارتي سادس رئيس منذ عام 2016.

 

وبعد التصويت لصالح عزله، غادر كاستيلو القصر الرئاسي مع حارس شخصي متوجّهاً إلى مقر شرطة ليما.

 

وأظهرته صور نشرها مكتب المدعي العام في البيرو في غرفة محاطاً بمدعين عامين وعناصر شرطة.

 

 

  

وظهر كاستيلو على الساحة السياسية بشكل مفاجئ ليفوز بنسبة 50.12 في المئة من الأصوات في الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية في حزيران/ يونيو 2021، في مواجهة المرشّحة اليمينية كيكو فوجيموري، ابنة الرئيس الأسبق ألبرتو فوجيموري المدان بتهم فساد.

 

وُلد الرئيس المعزول في قرية صغيرة حيث عمل مدرسًا لمدة 24 عامًا، ولم يكن معروفًا إلى حد كبير حتى قاد إضرابًا وطنيًا عام 2017، أجبر الحكومة آنذاك على الموافقة على دفع زيادة في المرتبات.

 

وسعى كاستيلو لتصوير نفسه خادماً متواضعاً للشعب، وتجوّل على ظهور الخيل في معظم حملته الرئاسية، متعهدا بالقضاء على الفساد.

ويواجه الرئيس المعزول تحقيقات في تهم من بينها الكسب غير المشروع المزعوم وعرقلة العدالة وحتى سرقة أطروحته الجامعية.

 

وقدم المدعي العام في البيرو في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، شكوى دستورية يتهمه فيها برئاسة منظمة إجرامية تضم أفرادا من أسرته وحلفائه، وهي تهم اعتبرها كاستيلو، في وقت سابق، مؤامرة عليه.