غزة تسعف نفسها

يواصل الدفاع المدني بقطاع غزة مهامه الانسانية في 16 مركزاً لإطفاء الحرائق رغم نقص المعدات وتقادمها فنحو 90% من آلياته تعاني من انتهاء العمر الافتراضي بسبب حصار كيان الاحتلال.
 
تستهدف دولة الاحتلال الإسرائيلي كل مناحي الحياة في قطاع غزة، حتى الدفاع المدني الفلسطيني لم يسلم منها، فمرة تستهدف الآلة العسكرية فرق الدفاع المدني لمنعها من أداء مهامها وتدمير معداتها، ومرات تستمر بمنع تجهيز فرقه بالمعدات والآليات اللازمة لممارسة عملها.
 
وقد كشفت فاجعة مخيم جباليا للاجئين بقطاع غزة أحد أقسى أوجه الحصار على القطاع المتمثل بنقص مستلزمات الإسعاف والإنقاذ؛ بهدف التضييق على مليونين و300 ألف فلسطيني يعيشون في القطاع.

شعارات لا أثر لها

 (سلامة الإنسان بناء ونماء)، هذا هو الشعار الذي أطلقته الأمم المتحدة في اليوم العالمي للدفاع المدني لعام 2022، وذلك قبل أشهر قليلة على حريق جباليا، وبرغم أن منسق الأمم المتحدة الخاص قد أبدى أسفه لضحايا الحريق، إلا أنه لم يحرك ساكنا لفك خناق الكيان عن الدفاع المدني الفلسطيني، فدولة الاحتلال اعتادت التضييق على فرق الدفاع المدني واستهدافها، وهذا ما فعلته حتى مع حريق الأقصى في آب 1969، حين قطعت المياه عن المنطقة، وعرقلت وصول سيارات الإطفاء لإخماد النيران.

فرق الدفاع المدني بقطاع غزة تكافح بأقل الإمكانات وبوسائل بدائية ومتواضعة معظمها يعود إلى ما يزيد على 20 عاماً، تواجه نقصًا حادًّا في سيارات الإسعاف وعجلات الإطفاء التي يمنع الاحتلال دخولها منذ ما يزيد على 16 عاماً. 

 المديرية العامة للدفاع المدني في غزة كشفت أن معظم آلياتها القليلة قد خرجت عن الخدمة، وهي بحاجة إلى صهاريج مياه ومركبات إنقاذ، إضافة إلى سيارات سلالم هيدروليكية، ومثلها للإطفاء والإسعاف وآليات لرفع الكتل الثقيلة والأنقاض، فضلا عن توفير الوقود ودفع رواتب العاملين، وكثير منهم لم يتقاضوا رواتبهم منذ أشهر عدة.